مرة أخرى، وفي هذا الوقت من السنة يكون لدى الآباء والأمهات مشاعر مختلطة تجاه بداية العام الدراسي. على جانب يشعرون بالإرهاق من الاضطرار إلى التعامل مع الطفل الذي يشعر بالملل داخل المنزل والترفيه عنه، وعلى الجانب الآخر، يتوقعون التعامل مع أنواع أخرى من التحديات مثل المذاكرة، التشتت ما بين مواعيد المدرسة والتدريبات الرياضية، صراع ايقاظ الطفل في الصباح، ومتاعب تحضير الوجبة المدرسية والاستعداد لمتطلبات المدرسة.
أما الخبر السار هو أن هناك خطوات بسيطة يمكن للوالدين اتخاذها قبل بداية العام الدراسي والتي يمكن أن تسهّل هذه المرحلة الانتقالية كثيرا على الجميع:
1. اللوازم المدرسية: حاولى ألا تنتظرى حتى اللحظة الأخيرة لشراء اللوازم المدرسية التي يمكن أن تشمل: الزي المدرسي والأحذية والجوارب، واكسسوارات الشعر، قائمة الأدوات المكتبية، الحقيبة المدرسية، حقيبة الوجبة المدرسية، زجاجة المياة، الخ. اكتبي قائمة بكل شيء تحتاجين لشراؤه (عادة ما تطرح المدارس قائمة ثابتة بالاحتياجات المدرسية تختلف من فئة عمرية إلى أخرى، والتي تشمل الأقلام وأقلام الرصاص والمسطرة والمبراة والصمغ والمقصات وأقلام التلوين والمجلدات والدفاتر وغيرها). اصطحبي طفلك خلال الشراء حتى يتمكن من اختيار ما يريده ولكن وفق ميزانيتك. وهذا يساعد الطفل في أن يكون متحمساً وسعيداً باستخدام الأشياء الجديدة التي اختارها بنفسه ويقلل من فرص التحجج بأن اختياراتك لا تعجبه.
2. التعامل مع قلق طفلك: يجب أن تتفهمي قلق طفلك تجاه العام الدراسي الجديد. فالأطفال يشعرون بالقلق تجاه مدى تكيفهم مع المعلم الجديد، إذا ما كان زملاؤهم يتسمون باللطف، وكم الواجبات المدرسية والمذاكرة المتوقع أداؤها، كم الجداول المختلفة والمجهدة التي تتداخل مع بعضها البعض، إلخ. فالمدرسة مجهدة بالنسبة للأطفال؛ هي ليست ملعبا يذهبون إليه ويلتقون بأصدقائهم. حاولي التحدث إلى طفلك حول تصوراته وما يشعر تجاهه بالقلق. وضحي له أن جميع الأطفال والمعلمين يشعرون ببعض القلق مع بدء الدراسة، وحاولا طرح الأفكار معا حول كيفية التعامل مع هذه المخاوف.
3. العودة إلى روتين النوم: حاولي العودة إلى روتين النوم المبكر قبل بدء الدراسة بحوالي 5 أيام على الأقل. ويمكن القيام بذلك تدريجيا عن طريق ايقاظ طفلك ساعة واحدة مبكراًعن ميعاده، وذهابة للنوم ساعة واحدة مبكراً عن ميعاده كل ليلة حتى تصلين للجدول الزمني المطلوب للنوم قبل 5 أيام من بدء المدرسة. هذا ينطبق عليك أنت أيضا. حاولي الذهاب إلى الفراش في وقت مبكر والاستيقاظ في وقت مبكر، فإذا استطعتي القيام بذلك لن تشعرين بالضغط العصبي أو عدم الارتياح عند الاستيقاظ في اليوم الأول من المدرسة.
4. الحد من وقت التواجد أمام الشاشات: حاولي تقليل وقت استخدام الشاشة قبل أسبوع واحد على الأقل من بدء الدراسة. هذا سيسهل على الطفل التكيف بشكل أسهل مع التوقيت الدراسي حيث أن الجلوس أمام الشاشة يخلق الكثير من التحفيز الذهني داخل المخ مما يجعل من الصعب عليه الجلوس لمدة 6 ساعات للاستماع إلى المعلم داخل الفصل أو أن يحمل قلمه ليكتب كل هذه المدة. من أجل القيام بذلك، ستحتاجين لتقديم وسائل أخرى من وسائل الترفيه! ويمكن أن يكون أي شيء مثل الذهاب للسباحة أو ركوب الدراجات معا – اللعب سوياً.
5. مراجعة المواد والمعلومات الدراسية: قومي بمراجعة كافة المعلومات التي أرسلتها المدرسة في العام الماضي. تأكدى إذا ما كان هناك أية أوراق أو ترتيبات متوقع اعدادها.
6. شاركي طفلك في تحديد منطقة استذكاره: نظمي مع طفلك منطقة الاستذكار الخاصة به. وينبغي أن تكون مساحة هادئة وبسيطة تحتوى على حد أدنى من التشتيت من حوله.
7. الذهاب لإجراء الفحص الطبي السنوي لطفلك: تأكدي من أن طفلك قد استوفى كافة التطعيمات والعناية بالأسنان أو أي فحوصات طبية أخرى.
8. كونى منظمة: حاولي ترتيب جدول طفلك فيما يتعلق بالأنشطة – سواء كانت رياضة أو فنون أو أي فئات أخرى كان قد التحق بها. قومي بشراء أو طباعة نتيجة أسبوعية وحاولي تنظيم تلك الأنشطة على جدول طفلك. كوني حريصة أثناء إعداد الجدول، أن يومه المدرسي طويل، وسوف يحتاج إلى وقت للاستذكار والقيام بواجباته المدرسية في فترة ما بعد الظهيرة.
خلال ترتيب الجدول الزمني لطفلك، تأكدي من ترك له وقت فراغ يمكن استغلاله في انهاء أى التزامات أو ببساطة للاسترخاء كل حين وآخر.