بين الحروب النووية التي يهدد بها رئيس كوريا الشمالية، وبين تلك المناخية التي تهدّد البشرية بسبب الإحترار العالمي، إنقراض جماعي سادس بات يلوح في الأفق!!
وبينما تعرضت الأرض على مدى 540 مليون سنة مضت لـخمس إنقراضات جماعية، تسبب أخطرها في القضاء على حوالي 9في المائة من الحياة البحرية على كوكب الأرض. أشارت دراسة جديدة إلى أن الكارثة التالية قد لا تكون بعيدة جداً، حيث ذكر دانيال روثمان، وهو باحث في الفيزياء الجيوفيزيائية وعالم في الرياضيات، الذي كان مشغولاً في دراسة الإنقراض الجماعي السابق، أن الكارثة المقبلة يمكن أن تحدث خلال 83 عاماً.
وشملت الأحداث الكارثية الخمسة الماضية على مدى ملايين السنين، الدورة الطبيعية للكربون عبر المحيطات والغلاف الجوي، ما أدى في بعض الحالات، إلى القضاء على معظم أشكال الحياة على الأرض.
وحدد عالم الرياضيات اثنين من “عتبات الكارثة”، التي قد تسبب خللاً في النظام الطبيعي ما يؤدي إلى بيئة غير مستقرة، وفي نهاية المطاف الإنقراض الجماعي.
وترتبط العتبة الأولى بالتغيرات في دورة الكربون على مدى آلاف أو ملايين السنين، حيث سيحدث الانقراض الجماعي في حال كان معدل التغير في الدورة أسرع من قدرة النظم البيئية العالمية على التكيف.
أما العتبة الكارثية الثانية، فترتبط بحجم تدفق الكربون على مدى فترة أقصر نسبيا، كما كان عليه الحال على مدى القرن الماضي. في هذا الإطار، تساءل روثمان: “كيف يمكن مقارنة هذه الأحداث العظيمة في الماضي الجيولوجي، والتي تحدث عبر هذه الجداول الزمنية الشاسعة، بما يجري اليوم؟”.
وبالفعل، بدأ روثمان عملية البحث في المئات من أوراق الجيوكيمياء، وذلك للعثور على إجابة دقيقة وتصنيف الأحداث إما طويلة أو قصيرة المدة.
وحدد عالم الرياضيات خلال دراسته 31 حالة على مدى 542 مليون سنة مضت، حدث فيها تغيير كبير في دورة الكربون. ووضع روثمان صيغة رياضية لتحديد الكتلة الكلية المضافة من الكربون إلى المحيطات خلال كل حدث، وأصبح من الواضح أن هناك معدل مميز للتغير في النظام.ويعتقد روثمان أنه نظرا لارتفاع ثاني أكسيد الكربون خلال القرن الماضي، فإن الانقراض الجماعي السادس قد يكون قريباً، حيث تشير التقديرات إلى أن البشر سيضيفون حوالي 310 غيغاطن إلى دورة الكربون بحلول عام 2100.
دراسات وأبحاث كثيرة تنتشر في الآونة الأخيرة حول توقعات بنهاية العالم من جهة أو إنعدام الحياة على الكوكب الأزرق، وتأتي نتيجة دراسة روثمان التي نشرت في مجلة Science Advances لتزيد من التخوّف حول مصير الكرة الأرضية في ظل الإحترار المناخي المتزايد.