تعزي معظم التقارير والدراسات العلمية أسباب انحسار وذوبان الأنهار الجليدية، في اسيا وافريقيا إلى الاحتباس الحراري العالمي، الناجم عن نشاط الانسان غير الطبيعي، وتشير التقديرات الجديدة إلى أن تلك الانهار ستختفي بحلول عام 2040.
ماهو النهر الجليدي
تبدأ الأنهار الجليدية في التَّشكل بعد تساقط كميات من الثلج في الشتاء، لايمكن أن تذوب وتتبخر خلال فصل الصيف. ما يؤدي الى تراكم الثلج تدريجيًا في طبقات، ويبدأ وزنه بالتزايد متسبباً في دمج البلورات الثلجية تحت السَّطح، فتتكون كريات حبيبية الشَّكل. وتندمج الكرَّيات ببعضها البعض على عمق أكثر من 15م . لتُشكِّل في النهاية جليداً مثلجاً. يصبح مع الزمن سميكاً لدرجة أنه يبدأ في التَّحرك، بتأثير من ضغط وزنه الهائل.
أنهار الجليد في أسيا
كتب فريق من العلماء الأمريكيين ورقة بحثية تم نشرها عام 2011 في مجلة الطبيعة وتوصلت إلى أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا ظلت إلى حد كبير سليمة بين عامي 2003 و 2010. واستندت تلك الورقة إلى بيانات الأقمار الصناعية التي تقيس التغيرات في جاذبية الكرة الأرضية، والتي من المفترض أنها ناتجة عن التغيرات في الكتلة الجليدية، على مساحات تمتد مئات الكيلومترات.
ومؤخراً أشارت دراسة أجرتها جامعه اوتريخت (هولندا) إلى أن ما يصل إلى 65 في المائة من كتله الأنهار الجليدية الجبلية المرتفعة في اسيا يمكن ان تضيع في اطار سيناريو ارتفاع معدلات الإنتاج المستمر لغازات الدفيئة.
وهكذا ستواجه القارة خسائر هائله في الجليد سينتج عنها عواقب وخيمة وخاصة في مايخص إمدادات مياه الشرب والأراضي الزراعية والسدود الكهرمائية. فقد بنى الناس هناك قنوات الري – يصل عمر بعضها إلى عدة قرون – لنقل المياه من البحيرات، التي تشكلت بفعل ذوبان الأنهار الجليدية، إلى بيوتهم. ولكن إذا ذابت الأنهار الجليدية بسرعة أكبر مما ينبغي، فإن هذه القرى ستكون معرضة لخطر الفيضانات المدمر.
أنهار “كليمنجارو” أيضاً تذوب
من يصدق أن ثلوج جبل كليمنجارو بدولة تنزانيا التي وصفها الروائي الشهير “إرنست همنغواي” في مؤلفه “ثلوج كليمنجارو”بأنها : “واسعة كاتساع العالم كله، وعظيمة…” ستذوب يوماً ما.
وأن تلك الأنهار الجليدية الاستوائية الوحيدة الموجودة على سطح كرتنا الأرضية، والتي يمكن رؤويتها من على قمة ” كليمنجارو” ويبلغ عمر الجليد فيها حوالي 11،700 عاماً، قد بدأت بالذوبان وسط قلق الخبراء ، حسبما أوردت دراسة مروعة نشرت في مجلة “ساينس” عام 2012، أنه يُفترض إختفاء تلك الأنهار الجليدية بين أعوام 2015-2020.
التغير المناخي والغازات الدفيئة، التي تسبب ذوبان الانهار الجليدية، ستكون سبب حتمي لدمار البشرية، فالفيضانات التي اجتاحت القارة الاميركية مؤخراً (هارفي –إرما) والزلزال الذي اصاب المكسيك، الى حرائق الغابات الكاسحة كلها عوامل تهدد التنوع البيئي وبالدرجة الاولى الانسان، فمتى سيتوقف الرأسماليون عن بناء المزيد من المداخن التي تقتلنا؟؟.