يستغرب العالم أجمع ما تشهده الكرة الأرضية من حوادث طبيعية كانت أم مفتعلة، أعاصير وزلازل وحروب، تماماً كما يتفاجأون بانتشار أمراض جديدة أو عودة أوبئة قديمة للظهور في مجتمع من المفترض أنه قد وجد الدواء لكل داء.
إلا أنه في جولة على واقع الحال، وبعيداً من الظواهر الطبيعية الناتجة حكماً عن الإحترار المناخي، فإن الكوليرا فد قتكت بمواطني اليمن بشكل كبير وامتدت لتشمل بلدان أخرى، بينما سيطر فيروس زيكا على مختلف مناطق أميركا اللاتينية، واجتاحت الإنفلوانزا مزارع العالم.
اليوم، وفي إكتشاف جديد، يشير بحث تايلندي إلى وجود نوع جديد من الملاريا، يطلق عليه أسم “سوبر ملاريا”، ينشتر بشكل سريع في جنوب شرق آسيا، قد يشكل تهديدا حقيقياً للعالم.
البحث الذي أجري في وحدة أبحاث الطب الإستوائي في جامعة “ماهيدول” في العاصمة التايلاندية بانكوك، نشرت نتائجه دورية “لانست” للأمراض المعدية. وكانت المحصّلة إكتشاف المرض عام 2007 في كولومبيا، إلا أنه مع مرور الوقت أخذ بالإنتشار في مناطق عدة، إلى أن أصبح يشكّل تهديداً حقيقياً.
قد يكون العالم قد إعتاد على الملاريا المنتشرة بشكل كبير في بلاد أفريقا ووجدت له اللقاحات والعلاجات المخففة لحدته، بينما هذا النوع الجديد من طفيلي الملاريا لا يمكن القضاء عليه من خلال تناول العقاقير الرئيسية المضادة للمرض.
قائد فريق البحث، ورئيس قسم مكافحة الملاريا في وحدة أبحاث الطب الاستوائي في جامعة ماهيدول، أرجين دوندروب، يقول: “ثمة خطر حقيقي من أن يصبح المرض غير قابل للعلاج، خصوصاً وأن ما يدعوا للقلق هو أن هذه السلالة من المرض تنتشر بسرعة في أنحاء المنطقة كلها، ونحن نخشى من أن ينتشر بسرعة أكبر ويصل في النهاية إلى إفريقيا”. ويشير إلى أن “التطور الحديث للمرض” أظهر مقاومة لمجموعة عقاقير الأرتيميسينين (Artemisinin) لعلاج الملاريا.
رغم أن الملاريا ما تزال واحدة من أكثر التحديات الصحية الصعبة في العالم، حيث يصيب المرض أكثر من 200 مليون شخص سنويًا ويقتل نحو نصف مليون، معظمهم من الأطفال في إفريقيا. إلا أنه حتى اليوم لا يوجد أي لقاح مرخص به في أي مكان بالعالم، وينتقل الملاريا عن طريق طفيلي أحادي الخلية.
فتقوم أنثى بعوض (أنوفيليس) بالتقاط الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى، عند لدغهم، للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها، بعدها يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة، وعندما تلدغ شخصًا آخر، تختلط الطفيليات بلعابها، وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 3.2 مليار شخص، أي نصف سكان العالم تقريباً، معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، كما أن المرض يقتل طفلًا في إفريقيا كل دقيقة.
وأضافت المنظمة أن الملاريا أودى بحياة نحو 627 ألف شخص عام 2012، غالبيتهم من أطفال جنوب صحراء إفريقيا وتقل أعمارهم عن 5 أعوام، ويتسبب الوباء في وفاة 1300 طفل يوميًا في الدول الإفريقية الواقعة فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى.