لسنا لنتقصَّد أحداً في ما يرتكب من مخالفات، ولسنا لنسكت عن مخالفات نرصدها إما عبر مشاهداتنا مباشرة، وإما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن هذه المعادلة كرس موقعنا greenarea.info منهجية صحفية، هدفنا الأول معاناة الناس وهمومهم، وما يلحق بهم ويطاولهم خصوصا، والبيئة عموما من تبعات خطيرة على الصحة وسائر مظاهر الحياة.

ما أثار انتباهنا في هذا المجال، فيديو صادم يظهر عمال شركة تنظيف على شاطىء الميناء – طرابلس، وهم يزيلون مخلفات ونفايات ويرمونها مباشرة في البحر، بواسطة الرفوش، بدلا من وضعها في مستوعبات، وكأن لا حرمة للبحر والشاطىء!

ما يثير القلق، أن تكون الشركات الملتزمة نقل ومعالجة النفايات قد أصيبت بعدوى الفساد الرسمي، وأن تكون صورة عن واقع مؤسسات الدولة، أو بعضها، وما يهمنا في هذا المجال، أن تتحرك الجهات الرقابية وتقوم بواجباتها حيال هذه الفضيحة، وإن كنا نعلم أن أي تحقيق لن يفضي إلى نتيجة، فالتجارب السابقة خير دليل على أن ثمة من هم فوق القانون وهم من المحسوبين على القوى السياسية المقتسمة لغنائم التلزيمات والتنفيعات.

مسعفون بيئيون

 

وقد وصلنا في greenarea.info فيديو عرضه “مسعفون بيئيون” على صفحاتهم،  وقد ظهر فيه عمال تنظيف يقومون بكنس الواجهة البحرية لأحد الأرصفة والقاء بقايا الاوساخ في البحر.

الناشط في حملة “مسعفون بيئيون” سليم كبارة قال لـ greenarea.info بأن “أحد الناشطين في الحملة صور الفيديو الذي يظهر ممارسات عمال شركة (لافاجيت) Lavajet خلال عملية التنظيفات بعد إزالة الأكشاك من على الرصيف”، واستغرب “عدم مراقبة البلدية”، وقال: “إننا كحملة نقوم بمراقبة الشاطئ يوميا، بالاضافة إلى حملات التنظيف المستمرة التي نقوم بها بمبادرات شخصية، ونحن مستمرون في مراقبة رمال المسبح الشعبي تحسبا لردمها، ومناطق اخرى تعتبر موئلا لبيوض الأسماك من الضروري التنبه لها للمحافظة عليها”.

وأضاف كبارة: “إن سياسة الشركة لم تقدم اضافة جيدة للمدينة فهي ترسخ (ثقافة الوساخة والهمجية)، كما أن أداءها سيء من ناحية تفريغ المستوعبات وعدم وضع مستوعبات كافية، وهذا يدل على الاستهتار بصحة المواطنين، ويؤثر سلبا على وجه المدينة الحضاري، وقد وثقنا المشهد في صور التقطت للمستوعبات في شارع عام ومكتظ سكانيا”.

وعن تلزيم البلدية لهذه الشركة، قال كبارة: “لا تفاصيل لدينا، ولكن من منطلق الحقوق والواجبات يتوجب على اي شركة أن تقوم بأداء مهامها على نحو سليم مقابل ما تتقاضاه من أموال، وهذا ما لم نحصل عليه في الميناء، لا بل ونفاجأ ايضا بأنها ترسخ ثقافة الوساخة، عوضا عن النظافة التي هي صلب عملها”.

بلدية الميناء طرابلس

 

عضو بلدية الميناء – طرابلس سماح زيلع، وبعد ارسالنا الفيديو واستيضاح الأمر، اتصلت بالشركة لاستيضاح الأمر، وقالت: “طالبنا كبلدية بإزالة كامل الأوساخ من الشاطئ فورا”، ووعدت “بمتابعة ومراقبة الموضوع”، وقالت مطمئنة بأن “الشركة تعمل بمواكبة عمال البلدية من السادسة صباحا، وانه حين اتمام التنظيفات على الرصيف سوف ينتقلون لتنظيف الشاطئ الرملي وستستمر الاعمال على مدار شهر كامل”.

وكانت حملة “مسعفون بيئيون” قد بادرت إلى تنظيف الشاطئ، وقد جهزت مؤخرا مكبات للنفايات، بعد أن لاحظت نقصا في أعدادها، الشاطئ، واللافت للانتباه أن هذه المستوعبات هي عبارة عن إطارات السيارات لونت وصممت على شكل “مستوعب” في بادرة بيئية الهدف منها استرجاع بعض المخلفات والإفادة منها، بدلا من أن ترمى في النفايات والمكبات وتلوث البحر والشاطىء.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This