من الطبيعي أن يحافظ الإنسان على صحة جسمه مبتعداً بشكل طبيعي عن البدانة وتداعياتها الصحية المتمثلة بارتفاع نسبة أمراض القلب، السكري والضغط، معتمداً على نظام أكل صحي ومتوازن. إلا أن المشكلة تكمن عندما يتم اللجوء إلى المتممات الغذائية وأدوية الأعشاب المتخصصة للتنحيف، المتوفّرة في الصيدليات دون أن تكون خاضعة للرقابة.
فأين يكمن الحل، وما هو السبيل لضمان جسم نحيف، صحيّ وسليم؟
نجا: دراسة علمية تكشف خفايا أضرار الأعشاب
المتخصصة في الطب الغذائي الدكتورة فرح نجا، تستند إلى دراسة علمية صادرة عن الجامعة الأميركية تكشف خفايا أضرارالعلاج بالاعشاب وكل ما يتعلق بالطب البديل، لتقول لـ greenarea : “ان نتائج الأبحاث العلمية على خمسة أقضية في لبنان، تكشف أن نسبة إستعمال المتتمات الغذائية تصل الى 30 في المائة، بينما تستهلك أدوية الأعشاب كالزهورات والخبيزة بنسبة 63 في المائة. اما أدوية الأعشاب المركبة، فقد تبين لنا أن حوالى 40 في المائة من المرضى لا يعلمون الطبيب باستهلاكهم لها. تماماً في حالات مرضى نقص المناعة “الإيدز”، السكري والسرطان، الذين يتناولون تلك الأدوية دون علم طبيبهم”.
وبينما تضع نجا بعض اللوم على الطبيب الذي لا يسأل المريض عن إستعماله الأعشاب كعلاج له، يتبيّن لها من خلال الدراسة بأن شريحة مهمة من الناس تعتمد الطب البديل دون علم الطبيب المختصّ، الأمر الذي قد يضرّ بالعلاج الطبي الموصوف بسبب إمكانية إحتواء الأعشاب المستعملة لمواد قد تضرّ بفعالية الدواء. لذلك تشدّد على ضرورة سؤال الطبيب لمرضاه عن طبيعة الأدوية المستهلكة، فضلاً عن أهمية إبلاغ المرضى إرادياً هذا الأمر لطبيبهم في حال لم يتم سؤالهم.
مع إنتشار أدوية الأعشاب في السوق المحلي دون حسيب أو رقيب، تقول نجا، مستندة إلى دراسة أخرى:” رغم أن الأسواق المحلية تخضع للقانون، إلا أن ما يدخل لبنان من أدوية أعشاب ومتممات غذائية ممنوع بيعها في بلاد المنشأ لا تخضع للرقابة الكافية. وبالتالي، فإن أمر ضبط السوق منوط بتفعيل القوانين الموجودة لحماية المواطنين وزيادة الوعي حول الطب البديل، ومعرفة ما يمكن الإستفادة منه وما يمكن أن يكون مضراً”.
الصايغ: تحذير من المتممات الغذائية
من جهتها، تتحدث زميلة نجا الدكتورة نيكول الصايغ عن أضرار إستعمال المتممات الغذائية دون وعي وإرشاد، فنقول لـ greenarea: ” ” إستهلاك المتمماث الغذائية وأدوية الأعشاب المنحّفة قليلة، قد يتأتى عنها إلتهاب في الأمعاء، بسبب غياب الوعي حول خطورتها. خصوصاً وأن السوق عائم بتلك العشوائية دون رقابة. فبدل أن تساعهم تلك “الأدوية” بعلاج البدانة، قد تتسبب في تسمم الكبد بموادها السامة فتفتك به”.
وإذ تشدّد على أن قلة الوعي في هذا المجال ترفع من نسبة الضحايا، تلقي الضوء في المقابل، على نوعية الخبز الأسمر المستعمل للريجيم المتواجد في السوق والتأكد من نوعيته، لأن “بعض المطاحن تحرق السكّر لتلوّن الخبز، وتغش المستهلك”.
عواد: العودة الى الطبيعة اكثر امانا
من جهة اخرى توضح الاختصاصية في التغذية الدكتورة جانين عواد ل greenarea.info :”ان المشكلة تكمن عند استعمال المتممات الغذائية مع أنواع اخرى قاطعة للشهية في الوقت نفسه،الأمر الذي قد يسبب تداعيات صحية كبيرة، خصوصاً وان اللبناني لا يهتم في معرفة مصدر أي شيء يتناوله. في المقابل فإن هدف الصيدلي بيع بضاعته من متممات غذائية قد تكون حلاً لمشاكل الهضم وليس البدانة، فمن المستحيل وجود متمم غذائي يساعد على التنحيف إلا إذا كان يحتوي على مواد قاطعة للشهية”.
وفي نصيحة منها، تقول: ” أنا ضد إستعمال أدوية الأعشاب للتنحيف، وأن خلط أنواع متعددة قد لا تعطي النتيجة المرجوة. لذك، يمكن للناس متابعة نظام غذائي صحي لا يتطلبه إستعمال أي حبة دواء، فعملية التنحيق تكمن في إرادة شخصية باعتماد نظام غذائي صحي وسليم كالتركيز على الحبوب والمجدرة..والعودة الى الطبيعة في اختيار مأكولاتنا للحصول على وزن متوازن دون اللجوء الى الوجبات السريعة المضرة و الدسمة .”
عبيد: لزيادة الوعي
من جهته، يشدّد المتخصص في التغذية الدكتور عمر عبيد على ضرورة تعزيز التوعية في معرفة التداعيات السلبية لاستعمال الأعشاب للريجيم، فيقول: ” يجب التنبه الى ان هناك اعشاب فيها نوع من المواد غير مفيدة تضر بالأمعاء وتؤدي الى إسهالات حادة والنتيجة تتمثل بخسارة الجسم من المواد الغذائية الضرورية التي تؤثر على الجهاز الهضمي .”
اما الاختصاصية في التغذية مونيكا زعرور فاوضحت ل greenarea.info انه لا يجب اطلاق التعميم ان كل الاعشاب المستعملة للريجيم مضرة لان منها الجيدة و منها غير الجيدة لكي تكون صالحة للتنحيف لذلك يجب اخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار حسب النوعية المستعملة .”
عزام: قد تزيد من أمراض القلب
بدوره نبه الاختصاصي في الطب الداخلي الدكتور رامز عزام عبر greenarea.info:” انه يجب الاخذ الحيطة و الحذر عند استعمال ادوية التي توقف الشهية في السوق لان لها آثار صحية بالغة كالاصابة بمشاكل في القلب وحصول نبضات سريعة قد تؤدي الى ازمة قلبية مفاجئة. لذا من الضروري إستشارة الطبيب المختص في مجال التغذية قبل تناول اي نوع من الاعشاب للريجيم اوحتى المتممات الغذائية، حتى لو وجدت في الصيدليات. فهي لا تخضع للرقابة الصحية حتى انه ايضاً لا بد من الانتباه من محتويات الخبز الاسمر لان قد يكون مشكوكاً به دون الوقوع في المطبات والاغراءات الاعلانية التي تهدف الى إغراء الناس باعلانات التنحيف غير الصحيحة في اغلبيتها .”
شريم: مراجعةالطبيب المختص
المتخصص في الجهاز الهضمي، الدكتور جوزف شريم، يشدّد في حديثه إلى ” أن أدوية التنحيف خصوصاً المركًبة من الأعشاب لا تخضع للرقابة و لا ندري محتوياتها سواء في كمية المواد المركبة فيها أم في نوعيتها. وبالتالي فإن أي سوء في إستعمالها من المحتمل ان يؤدي الى ألم في المعدة أو حتى إضطراب في الامعاء. ولا بد من الأخذ في عين الإعتبار ان الخبز الموجود الاسمر لا يشكل ضرراً مثل أدوية الأعشاب التي تلحق الاذى بالامعاء. والمطلوب اطلاع الطبيب المعالج المختص قبل تناولها بسبب حساسية المعدة والأمعاء”.