“الصينيون هم من اخترعوا مصطلح الإحتباس الحراري، هو ليس حقيقة وغير موجود”  هذا ما صرّح به، ولايزال، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريداته على تويتر، في الوقت الذي أطلق الباحثون جرس الإنذار الأخير بعد انفصال جبل جليدي عملاق عن القارة القطبية الجنوبية، نتيجة الإحتباس الحراري الذي يصيب كوكب الأرض.

 

“أنتاركتيكا” الأكثر تعرضاً للإحتباس الحراري

تبلغ مساحة القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” أكثر من 20 مليون كم2، ويُغطي الثلج حوالي  98% من مساحتها بِسماكة تصل إلى 2 كيلومتر !! فيما تنخفض درجة الحرارة فيها الى 90 درجة تحت الصفر !! ويحتوي القطب الجنوبي على حوالي 90% من الثلج الموجود على سطح الارض، إضافة الى حوالي 75% من كتلة الماء العذب العالمي، ومع ذلك تعتبر القارة الجنوبية صحراء في معدل أمطار المتساقط فيها والذي بالكاد يصل إلى 200 مل في المناطق الساحلية وأقل من ذلك على اليابسة!

تعد منطقة القطب الجنوبي، واحدة من المناطق الأكثر تعرضاً للإحتباس الحراري في القارة. لابل هي من المناطق التي تشهد أسرع وتيرة احترار في العالم. فقد عملت التغيرات المناخية على تراجع التنوع الحيوي بشكل فظيع ومتسارع في تلك الأراضي.

 

جبل جليدي بحجم دولة

غير أن هذا التراجع لم يكن النتيجة الوحيدة للإحتباس الحراري، ففي العام الماضي حذر باحثون من مشروع ميداس “MIDAS”، (مشروع بحثي، يقوم بدراسة الاحتباس الحراري العالمي في غرب القارة القطبية الجنوبية)، من أن صدعاً كبيراً في الجهة الغربية من أراضي القارة، كان يتسع ببطء في السنوات الماضية، سيؤدي حتماً الى انفصال جبل جليدي عملاق عن أنتاركتيكا.

وفي كانون الأول/ديسمبر  2016 نما الصدع القديم فجأة وبسرعة هائلة ، فازداد طولاً بمعدل 17 كيلومترا خلال 6 أيام لا غير، في الوقت الذي وصل عرضه الى  457 متراً، وأضافوا يومها أنه لم يتبق سوى 20 كيلومتراً فقط على انفصاله عن القارة القطبية الجنوبية.

واليوم أطلق باحثون في جامعة سوانسي Swansea University  في بريطانيا، جرس الإنذار الأخير، من إنهيار هائل في الجُرف الجليدي في تلك القاره، بعد أن انفصل الجبل الجليدي الذي يبلغ وزنه تريليون (ألف مليار) طن وتبلغ مساحته حوالي 6000 كيلومتر مربع (يقترب من حجم دولة ترينيداد وتوباغو) وسماكته 350 مترا، عن أنتركتيكا.

وعلى الرغم من أن باحثين في معهد ألفريد فيجنر للأبحاث القطبية وأبحاث البحار في مدينة بريمرهافن في ألمانيا،أكدوا أن  تشكّل جبال الجليد عملية طبيعية لكن الإحترار المناخي يساهم في تسارعها، وأن هذا الجبل الجليدي سيحتاج على الأرجح عامين أو ثلاثة أعوام إلى أن يذوب.. إلا أن الخطر الأكبر الذي يشكله هذا الإنفصال يكمن في أن فقدان هذا الجرف الجليدي(الحاجز) قد يؤدي الى أن يبدأ الجليد الموجود على سطح القارة المتجمدة، في السقوط مباشرةً في المحيط ويذوب ، الأمر الذي قد يساهم في إرتفاع منسوب سطح البحر حوالي 25 سنتيمتراً.

وعلى الرغم من أن هذا الانفصال هو الأكبر والأخطر على الاطلاق إلا أنه ليس الأول، فقبل “لارسن سي” كان هناك حاجز جليدي آخر هو “لارسن بي” تفكك العام 2002 ، وقبله كان هناك “لارسن ايه” زال العام 1995. كما تجدر الإشارة الى  أن الثلوج التي يتحدث العلماء عن ذوبانها هي ثلوج اليابسة لأن ثلوج البحر والمحيط تذوب كل عام في فصل الصيف تلقائياً..

أخيراً، مما لاشك فيه أن هذا الحدث سيؤدي الى تغيير جذري في المشهد العام لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية” وربما في خريطة الكوكب بأكمله، فهل يتّعظ السيد ذو الشعر الجزري(ترامب)…فيقتنع بأن الشركات الرأسمالية الكبرى تذيب كوكب الأرض  وأن مستقبل البشرية على شفير هاوية؟

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This