حيّر الأطباء في سرعة انتشاره، وفي اختيار ضحاياه من الفئتين العمرية بين 15  و 30 سنة، 60 و 75  سنة.. هو مرض الكرون الذي يصيب أمعاء الإنسان بإلتهابات حادة يصعب التخلّص منها بشكل نهائي، خصوصاً وأن الطب عجز عن إكتشاف مسبباته، فهل من وسيلة إستباقية للحد من تفاعل المرض وبالتالي إنتشاره؟

معلولي: أسبابه مجهولة و العلاج غير شاف

المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي الدكتور نيقولا معلولي، يشير عبر greenarea، إلى جهل الأطباء لأسباب مرض الكرون الذي يصيب الأمعاء، الأمر الذي يجعل العلاج غير شاف، فيقول: ”  ترتفع نسبة الإصابات بهذا المرض الذي يطال شريحة مهمة من الشباب، وتكمن  أعراضه في زيادة نسبة الالتهابات في الأمعاء، دون أن يظهر أي دم في الخروج، بل المعاناة من إسهال حاد يسبّب للمريض خسارة في الوزن.”

بينما كان يعتقد سابقاً أن المرض ينتج عن تشنّج عصبي، تلوّث بيئي أو عضوي لأطعمة تعرّضت لمواد كيماوية، إلا أن معلولي يشدّد على عدم إدراك الأسباب الرئيسية واتجه الإعتقاد نحو العامل الوراثي الجيني المسؤول عن المرض، الذي انتشر بكثرة  في بلدان الاسكنادينفية و شمال أوروبا، وتوسع في كل أوروبا .

وبينما إقتصرت الحالات المرضية بواحدة أو إثنتين سنوياً، إرتفعت الإصابات بشكل كبير وباتت تطال من هم في عمر 15 سنة أو من تخطى عمره 65 عاماً، فيشير بذلك معلولي إلى عدم معرفة أسباب هذا الأنتشار، ويقول: ” بسبب عدم إدراك الطب للأسباب الكامنة وراء مرض الكرون، يقتصر العلاج على حقنة علاجية كل أسبوعين، إضافة إلى إمكانية اللجوء لاستعمال الكورتيزون للحد من تفاعله في الجسم. واذ  لا يمكن تجنّب الإصابة به، إلا أنه يمكن الإشادة بأهمية التركيز على تناول الخضار والفاكهة.”

صايغ: جملات توعية حول أعراض المرض

من جهته، يؤكّد نقيب الأطباء، الدكتور ريمون صايغ لـ Greenarea أنه من الصعب إطلاق حملة توعية عن مرض الكرون لأن أسبابه غير معروفة، ويقول: ”  تكمن المشكلة الأساسية في عدم معرفة الأسباب، الأمر الذي يصعّ[ من إمكانية إطلاق حملات توعية، رغم أنه لا يرحم لا الكبار ولا الصغار. الا اننا سنسعى مجددا قدر المستطاع  مع الجميعات المعنية  في الجهازالهضمي و ووزاة الصحة توعية الناس حول أعراض هذا المرض وخطورته لتدارك المريض لوضعه بشكل سريع قبل تفاقم المشكلة”.

عزام: الاستعداد الوراثي و خلل مناعي ذاتي

إتفق  الأطباء في مداخلاتهم حول عدم أدراك مسببات المرض ، والمتخصص في الطب الداخلي و أمراض المناعة  الذاتية الدكتور رامز عزام، يشير  يستند على دراسات علمية ليقول:” ان صناعة الأطعمة تزيد من مرض  الكرون، لكن ليس هناك دليل قاطع على أن أي اي من المواد الكيمائية اوحتى الوجبات السريعة  الدسمة قد تزيد من المرض. لكن النصيحة الأهم تكمن في التركيز على الأكل الصحي بعيداً من المعلبات و المواد الحافظة. لاني أعتقد ان ارتفاع نسبة الإصابات تتعلق بالإستعداد الوراثي، فيكون المريض حاملاً  لذلك الجين الوراثي للمرض او يكون قد تعرّض ايضاً لأي نوع من الملوثات او من فيروس معين يزيد من عدم إنتظام الجهاز  المناعي لديه”.

و يتابع :”حتى أيامنا هذه ، لا يزال الطب متأخراً في اكتشاف سبب مرض الكرون. لذا إن علاجه يكون في تخفيف إلتهابات الأمعاء، لأن عدم معالجتها قد تؤدي إلى السرطان، وتبقى غي النهاية إستشارة الطبيب ضرورية في حال وجود ألم في البطن مترافق مع إسهال حاد وخسارة للوزن”.

الصايغ: أسباب منذ الرضاعة

المتخصصة في مجال التغذية نيكول الصايغ تستبعد أن تكون نوعية المأكولات هي السبب، وتتحدث عن أن الدراسات العلمية الحديثة قد أثبتت أن الطفل الذي لا يرضع من حليب أمه لفترة لا تقل عن الستة أشهر، أو الذي يتم إطعامه الحليب عبر الأنبوب، فهو معرّض لمرض الكرون أكثر من غيره نتيجة ردة الفعل من الحليب التي قد تسبب إلتهابات في الأمعاء.”

أما عن العلاج، فتقول: “ان النظام الغذائي يتعدّل مع حالة المريض، فإن كان في نوبة المرض  تعطى له سوائل الى ان يتحسن و يعود الى الأكل الطبيعي مع  أهمية التوقف عن شرب  الحليب وتناول الالياف لأنها تضر الأمعاء عند الاصابة بمرض الكرون “.

اما الاختصاصية في التغذية نيكول مفتوم فتشدّد عبر greenarea على أهمية الوقاية بالإستناد إلى نوعية الطعام، وتقول: :”يجب تجنب المأكولات  التي تحفز  على الإصابة بمرض الكرون  كالمأكولات الدسمة و المايونيز والكحول، المشروبات الغازية و القهوة و الشوكولا وكل الأطعمة  فيها مشتقات الحليب، حتى الحليب بذاته.  بل التركيز على الاكل الصحي  كالخضارمنها الطازجة و المسلوقة و الفواكه والاكثار من شرب المياه. كما وانه من الضروري استشارة طييب اختصاصي في امراض الجهاز الهضمي الذي يحدد حالة المريض  المصاب بالكرون التي  تختلف من شخص للاخر.”

شريم: العدد مضاعف و الوقاية فاعلة

المتخصص في طب الجهاز الهضمي الدكتور جوزف شريم يتحدث عن ارتفاع نسبة المرض في السنوات الأخيرة، إلا أنه ينشر بعض الأمل في إمكانية الوقاية، ويقول: ”  تغيّرت أنماط الحيا، الأمر الذي أثر على ارتفاع نسبة المرض الذي يحتاج إلى علاج طويل يمكن الشفاء منه حسب درجة الإصابة وأهمية الإلتزام بالأكل الصحي والإبتعاد عن التدخين والكحول”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This