إرتفاع مستوى سطح البحر، خطر حقيقي يهدد الحياة على سطح الكرة الأرضية، حيث يتوقع العلماء أن يؤدي هذا الارتفاع إلى غرق عشرة من المدن الساحلية الكبرى. يحدث هذا الارتفاع بسبب ذوبان الكتل الجليدية نتيجة ما يسمى بالإحتباس الحراري، الناتج عملياً من إطلاق الغازات الدفيئة. وتبين الدراسات التي أجريت لقياس منسوب سطح البحر زيادة تصل الى 20 سم في كل قرن ، أو 2 ملم في السنة.
التغير المناخي يهدد حوض البحر المتوسط
نشر خبراء في معهد علوم المحيطات، في فيلفرانش سور مير، بجنوب فرنسا، دراسةً أشاروا فيها الى أن درجات الحرارة في منطقة البحر المتوسط إرتفعت بنسبة 0.7% ما بين 2007 إلى 2015 مما يمثل أسرع معدل إرتفاع في مياه العالم.
كما حذر هؤلاء العلماء من أن ارتفاع حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف الدرجة سيؤدي الى إضطراب لم يسبق له مثيل في الأنظمة البيئية في حوض البحر المتوسط منذ عشرة آلاف سنة.
وقالت الدراسة أنه في حال عجزت الدول عن الحد من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربونCO2، وارتفعت بذلك درجة حرارة الارض بين درجة ونصف الى درجتين، فإن جنوب إسبانيا سيصبح صحراء قاحلة، ومثله جنوب شرق فرنسا، وجنوب إيطاليا. أما اذا تجاوز الارتفاع ثلاث درجات فإن التصحر سيشمل مناطق كثيرة في كلاً من إسبانيا والبرتغال(ايبيريا).
وأشار الخبراء في الدراسة المذكورة، الى أن موجتي جفاف قد ضربتا سوريا في عام 2015، فتسببتا بانخفاض معدل المتساقطات المطرية بنسبة 30 %، وسجل معدل للحرارة أعلى بنصف درجة من معدلاتها بين الأعوام 1998 و2010 واضاف أن هذا التغير في المناخ أدى الى تدهور كبير في المحاصيل الزراعية.
وعلى الرغم من أن الدراسة تقول : لن تظهر النتائج الكبيرة للاحترار المناخي في منطقة البحر المتوسط إلا بين الأعوام 2030 و2040. إلا أن أثار ذلك التغيرالمناخي ستظهر واضحةً من خلال انحسار مساحة الغابات ليحل محلها غطاء نباتي من شجيرات صغيرة.
مدن عربية تغرق في مياه البحر
جاء في تقرير لفريق معني بتغير المناخ صدر في برلين، كما أوضحت مؤسسة “ناشيونال جيوغرافيك” National Geographic. في خريطة أعدتها للمنطقة، أنه في حال تواصل إرتفاع درجات الحرارة، فإن ارتفاعاً رهيباً في منسوب مياه البحر المتوسط سيحدث ما سيؤدي إلى غرق مدن ساحلية في معظم الدول العربية من المغرب إلى سوريا.
بدورها أشارت مجلة “ساينس تايمز” الأميركية على موقعها الالكتروني Science | Time.com إلى أن مدينة الاسكندرية تعد واحدة من أصل عشرة مدن على مستوى العالم مهددة جدياً بالغرق والاختفاء من على خريطة العالم بحلول عام 2070.
كذلك رأى علماء من جامعة كاليفورنيا University Of California أن ارتفاع منسوب مياه البحار سنتيمتراً ونصف كل عام، يُنذز بارتفاع سطح البحر متراً كاملاً خلال قرن، وهذا تهديد واضح وخطيربغرق دلتا مصر كاملةً.
وقد لانستغرب ذلك عندما نعلم أن مدينة الإسكندرية أقيمت وسط المياه، فقد أمر الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م بردم جزء من المياه، يفصل بين جزيرة تدعى “فاروس”، وقرية صغيرة تدعى “راكتوس” يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط.
كذلك لانستغرب أن يتوقع العلماء أن تغرق البحرين نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر، عندما نعلم أن مساحة البحرين زادت بنسبة 76.3 في المائة خلال سبعة عقود، إذ كانت مساحة اليابسة عام 1930 نحو 410 كلم2 وصلت في عام 2000 إلى 717 كلم2، اي ان هناك 310 كلم2 اضيفت إلى أرخبيل الجزر المكون من 33 جزيرة، مستخدمين لتحقيق ذلك(الدّفان) وهي عمليات تقوم بها بواخر بهدف ردم مياه البحر ودفنها لتسويتها باليابسة.
ليس من السهل أن نلعب بأساسيات الكوكب كأن نقوم بردم البحر(الدفان)، أو قضم الجبال وطحنها(الكسارات)، أوأن نقطع الغابات، فكل تغيير يقوم به البشر سينقلب عليهم، يوماً ما، من يردم البحر سيردمه البحر، وبقوة.