حين غزت الجرذان السوداء جزيرة لورد هاو بعد غرق السفينة البخارية مكامبو عام 1918 قضت على أنواع عدة من الكائنات الحية موطنها الأصلي هذه الجزيرة الأسترالية الصغيرة الواقعة في بحر تسمان، بما في ذلك حشرة كبيرة لا تطير تشبه العصا.
لكن حشرة عيدان جزيرة لورد هاو لا تزال حية. وقال علماء أمس (الخميس) إن تحليل الحمض النووي لعينات في المتحف للحشرة وأخرى تشبهها في منطقة تسمى بولز بيراميد على مسافة 23 كيلومتراً، أكدت أنهما النوع نفسه. ومن الممكن أن يساعد هذا الكشف في تمهيد الطريق لإعادة الحشرة إلى الجزيرة في السنوات المقبلة.
وقال ألكسندر ميخييف، المتخصص في علم الأحياء التطويري من جامعة «أوكيناوا» للعلوم والتكنولوجيا للدراسات العليا في اليابان، «حشرة عيدان جزيرة لورد هاو أصبحت رمزاً لهشاشة أنظمة الجزر البيئية. وفي اختلاف عن معظم القصص المتعلقة بالانقراض فإن هذه تتيح لنا فرصة ثانية متفردة».
ويصل طول الحشرة إلى 15 سنتيمتراً. وتوجد أنواع أخرى من حشرات العيدان في مختلف أنحاء العالم ويطلق عليها هذا الاسم بسبب مظهرها الذي يسمح لها بالاندماج في الأشجار لتجنب الانقضاض عليها.
وبحلول عام 1930 تقريباً اختفت الحشرة من جزيرة لورد هاو التي كان يعتقد أنها موطنها الوحيد. ولم تعش في الجزيرة أي ثدييات برية حين هاجمتها الجرذان التي قضت أيضاً على خمسة أنواع من الطيور و12 نوعاً آخر من الحشرات.
وقال ميخييف الذي رأس الدراسة ونشرتها دورية «كارنت بيولوجي»: «وجدنا ما كان يأمله الجميع، وهو أن على رغم بعض الاختلافات الشكلية الواضحة، فإن هذا في الحقيقة هو النوع نفسه».