بينما يغرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هموم الأعاصير التي ضربت ولايات عدة من أميركا، و فيما إحترقت أعصابه بسبب الحرائق التي أتت على هكتارات واسعة من غابات بلاد السام الخضراء.
ها هو يتوه اليوم في تحديد إمكانية عودته لإتفاق باريس أو إستمرار إيمانه بأن التغير المناخي هو بدعة إخترعها الإنسان!
إلا أن حالة اللا وفاق على قرارات الرئيس الأميركي بدأت تتشعّب بين أفراد المجتمعـ على أن تشكّل قوة ضغط كبيرة لتحقيق أهداف إتفاقية باريس رغم خروج ترامب منها رسمياً.
لم ينتظر الأميركيون، ولايات، مدن، أصحاب شركات وحكام، إعتراف الرئيس بحقيقة الإحتباس الحراري بعدما ذاق لوعة تداعياتها، بل سيقدمون على الخطوة الأولى في مكافحة تلك التداعيات وفي شتى الوسائل.
وقد توقع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يطبق “المجتمع” في الولايات المتحدة مقررات إتفاق باريس للمناخ، بغض النظر عن موقف الحكومة الأميركية منه، نظراً إلى الالتزام الكبير الذي يبديه حكام الولايات والمدن الأميركية وقطاع الأعمال والشركات الكبرى.
وحذّر غوتيريش من خطورة المستويات القياسية التي وصلت إليها قوة الأعاصير وتكرارها خلال عام واحد، وهو ما شهدته الولايات المتحدة ودول منطقة الكاريبي. ورداً على سؤال عن تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتفاق باريس للمناخ، قال غوتيريش: “نأمل بأن تؤدي الأحداث والكوارث المنـــاخية إلى إقناع المــشككين في أهمية الاتفاق” معتبراً أن “اتفاق باريــــس كان خـــرقاً دولياً كبيراً في شأن المناخ، لكنه ليس كافياً ويحتاج إلى التدعيم بإجراءات إضافية من قبل الدول”
وكشفت الأمم المتحدة أن عدد المنازل التي تضرّرت في موسم الأعاصير الحالي وصل إلى ٢٣ ألفاً في الدومينيكان و١٢٥ ألفاً في كوبا. وأُطلقت مناشدة إنسانية لتمويل إعادة إعمار المناطق المتضررة بالأعاصير في منطقة الكاريبي بقيمة ١١٤ مليون دولار، تهدف إلى مساعدة ٢.٣ مليون شخص.
وأضاف غوتيريش إن “استمرار ارتفاع حرارة الأرض وذوبان الجليد يتسببان في شكل مضطرد في زيادة قوة الأعاصير، إذ إن إعصار “إرما” استمر ٣ أيام متتالية بقوة ٥ درجات، وهذا رقم قياسي، كما أن حصول إعصار آخر بعده مباشرة كان حدثاً مناخياً غير مسبوق في الولايات المتحدة»”
وأعلن أنه سيـــقوم بجولة في منطقة الكاريبي نهاية الأسبوع الحالي لتقويم الحاجات الملحة لدول جمهورية الدومينيكان وأنتيغوا وباربيغا، داعياً البنك الدولي إلى التساهل مع هذه الدول لتمكينها من الحصول على قروض ميسّرة تتيح لها ترميـــم ما دمــرته الأعاصير خلال العام الحالي. وأكد أنه يُعدّ لعقد قمة دولية للمناخ عام 2019.
الخسارة الإقتصادية التي منيت بها الولايات المتحدة الأميركية بسبب صب الطبيعة جام غضبها على من يتعدّى على بيئتها، كانت كبيرة، بقدر قدرة ترامب على التعنّت والتشبّث بموقفه تجاه الإحترار المناخي. وفي ظل وقوف المجتمع الأميركي بإجتماع أفراده في وجه رئيس يأبى التراجع، هل يتم إخضاعه؟