رغم رغبة الناس بالتشبّه بأجسام عارضي الأزيار والمشاهير، إلا أنهم لا يلتزمون بنظام الريجيم لأسباب متعددة، فهل اهي ماديّة أو نفسية؟
في الحالتين، كيف نحمي صحتنا من خطر البدانة وأمراضها، وهل من إمكانية لإتباع ريجيم ذو كلفة مادية متدنية؟ وهل يكمن هدف الريجيم فعلاً العناية بالصحة أم إستغلال تجاري؟
تابت: أسباب نفسية ومادية
في هذا السياق تعدّد المتخصصة في التغذية الدكتورة بسكال تابت الأسباب التي تدفع بالناس إلى عدم الالتزم بالريجيم، وتقول لـ greenarea.info : ” هناك عدة اسباب تدفع بالناس إلى عدم الإلتزام بالريجيم نظراً للمفهوم الخاطىء باأن كلفة الريجيم دائماً مرتفعة. مع العلم أن إختصاصية التغذية تسطيع أن تعطي نظاما غذائيا مدروساً باقل كلفة مادية، يتطلّب الإلتزام بوجبات غذائية صحية متوفرة في المنزل. إلا أن البعض ممن يفضّل المأكولات المميزة أو الأخرى العضوية، التي هي طبعاً مفيدة للصحة، إلا أنها غير ضرورية في الحمية الغذائية، لأن الأكل الصحي يعني التنويع بين الخضار، الحبوب والسمك، الأمر الذي لا يتطلّب كلفة مادية عالية”.
من الأمور الأساسية التي تقف عائقاً أمام الإلتزام بالريجيم بحسب تابت، ضيق الوقت وعدم إمكانية تحضير الوجبات بسبب ظروف العمل الضاغطة، فيأكل الشخص بصورة عشوائية تضرّ نظامهم الغذائي، علماً إن أبسط المأكولات كاللبنة والخضار يمكن الإستعانة بها عند الحاجة، إضافة إلى أنه يمكن تحضير بعض الوجبات الخفيفة في أقل من ربع ساعة.
في المقابل، تطرّقت تابت إلى أن الريجيم حتماً سيكون ذو كلفة مادية في حال فضّل الأشخاص شراء طعام الحمية الغذائية من مصادر محددة بمبلغ مالي أسبوعي، بدلاً من التوفير وتحضير الأكل في المنزل.
شعيب: عمل مشترك بين إختصاصية التغذية وطبيب الغدد والسكري
من جهته أشار الإختصاصي في الغدد والسكري الدكتور الكسندر شعيب إلى أن هناك نسبة قليلة من المرضى يلتزمون بالريجيم اي بحوالى اقل من25 في المائة، إلا أنه شدد على أهمية التعاون ضمن فريق عمل لضمان نتيجة أفضل،فيقول: ” إختصاصية التغذية تعطي توجيهاتها الغذائية، وعلى طبيب الغدد والسكري التأكّد من سلامة ما يعطى للمريض. فعمل كل طبيب على حدة لا يعطي النتيجة الآمنة، والتعاون هو الذي يحقق الفرق ويضمن سلامة المريض الصحية”.
رزق: العودة الى الطبيعة
من جهتها، توقّفت الإختصاصية في التغذية الدكتورة رنا رزق على مقولة أن الريجيم يتطلّب طعاماً متخصصاً، يجب تحضيره لكل أفراد العائلة بهدف التوفير، فتقول:” يعتقد الكثير من الناس أن إتباع حمية غذائية يعني تخصيص أكل للريجيم أو شراء مأكولات عضوية، إلا أن الجسم الصحي، الجميل والسليم يمكن الحصول عليه من دون الإلتزام بنادي رياضي ودفع التكاليف المادية، بل اللجوء الى المشي لوقت معين، فالحركة مهمة. لذا أهم ما في الأمر تعزيز القوة النفسية عند الشخص الذي يتّبع حمية غذائية بوسائل عدة من دون تكاليف مادية . أما الطعام، فيمكن تحضيره من حواضر المنزل مع تفضيل السمك أو اللحم المشوي على المعلبات. الأمر الذي يحمي الإنسان من شتى أنواع الأمراض، ومنها السكري، غسل الكلى وأمراض القلب”.
جميل: التنبه من الإعلانات عن الريجيم المغرية
الإختصاصية في التغذية جانين عواد جميل، تشير في حديثها لـ greenarea، إلى أن شكل جسم الإنسان بات يشكّل مشكلة أساسية في مجتمع يعيش على المظاهر، فيعاني الفرد من مشاكل نفسية. ورغم أن التفاخر في إختيار أكثر الأسماء اللامعة من إختصاصيي التغذية بات من المسلمات، إلا أنه يمكن لأي شخص أن يقصد إختصاصية تغذية تنصحه بأكل صحي سليم، غير مكلف، بعيداً من غش الإعلانات التي بعضها غير موثوق به”.
حسن: إستغلال مادي
بدوره، أشار الاختصاصي في التغذية الدكتور حسين حسن بأن كلمة ريجيم باتت للأسف وجهة للإستهلاك المادي، فيقول: ” ان الريجيم بدعة اوجدوها ، كوننا مجتمع استهلاكي، وما يجب معرفته أن طعامنا اللبناني هو صحي فيه كل مواصفات الريجيم ويمتلك كل العناصر الغذائية. وبالتالي، فإن الأكل الصحي هو الحمية بحد ذاتها، والطعام الذي توارثناه على أجيال من أجدادنا هو الأنسب لان من خلاله نصل الى الوزن المثالي. وهنا يجب ان يكون الانسان واعياً في تناول الأطعمة الصحيحة و من المستحسن الاعتماد على تناول الحبوب كالفاصوليا والعدس والمجدرة مع الإصرارعلى القيام بحركة ونشاط دائمين، إضافة إلى ضرورة شرب المياه، فيضمن الإنسان صحة جسدية ونفسية دون التأثر بأجسام المشاهير وبالإعلانات المغرية”.