فيما تتعرض الطيور المهاجرة للقتل تحت ستار قانون الصيد، حيث لا مراقبة ولا متابعة ولا تدابير استثنائية رادعة، ثمة من يحتضنون الطيور المصابة، ويمحضونها الحب والرعاية، ويتابعون علاجها، ويعيديون إطلاقها في فضائها الرحب، لتعاود التحليق في مسار هجرتها الموسمية، دون أن نعلم كم الأعداد التي تقتل يوميا، بالرغم من أن هذه الطيور الجارحة لا تؤكل، وتقتل فقط من باب التباهي، علما أن قتل هذه الطيور لم يتوقف، لا قبل افتتاح موسم الصيد منذ 15 أيلول الماضي ولا بعده.

كل يوم يسجل قتل أعداد من الطيور الجارحة واللقلق وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة المحرم صيدها دوليا ومحليا، وبعضها مدرج على “القائمة الحمراء” Red List لـ “الاتحاد الدولي لصون الطبيعة” IUCN، لكن ثمة سؤالا: إلى متى سنظل نرصد المصاب من هذه الطيور، وتحمل نفقات نقلها وعلاجها ومن ثم إعادة إطلاقها؟

هذا السؤال نضعه برسم المعنيين بملف الصيد البري، خصوصا بعد أن أطلقنا قبل أيام عدة أربعة طيور جارحة بعد مداواتها ومتابعتها كـ “جمعية Green Area الدولية” مع ناشطين بيئيين ومتطوعين، ولكي يكون المسؤولون على بينة مما نكابد من صعوبات، تفترض التشدد في معاقبة من يتجاوزون القانون، وتفعيل دور البلديات في المراقبة إلى جانب القوى الأمنية في نطاق المناطق الواقعة ضمن مسؤوليتها الأمنية.

عقاب وثلاثة صقور

 

قبل أسابيع عدة تابعت جمعيتنا عقابا مصابا من نوع Greater spotted eagle في منطقة الجنوب، وأوصلته إلى عيادة الطبيب المختص في بيروت.

وبعد متابعته طبيا من قبل الدكتور غابي (غابرييل) هيلان، تبيت أنه مصاب بكسر في طرف جانحه الأيمن، وأعطي العقاب “غابرييل هيرو” (أطلق عليه الناشطون هذه التسمية تقديرا لجهود الدكتور غابي) الذي تكفلت برعايته “جمعية Green Area الدولية” الجرعات اللازمة من المضاد الحيوي، وبعد أن خضع للمراقبة والرعاية اليومية من قبل الناشط شادي كاشي الى حين تأكد من استعادته كامل عافيته وقدرته على الطيران مجددا في الطبيعة.

وكان كاشي قد اهتم في نفس الوقت بثلاثة من صقور حوام العسل Honey buzzard كانت قد سقطت ضحية الصيد الجائر، وبعد مراجعة الطبيب المتابع تحدد موعد اطلاقها، وتابعنا مع كاشي كل التفاصيل اللوجستية، واتفقنا ان نطلقها جنوبا لنوفر عليهم رحلة طويلة من الشمال نحو الجنوب، ولنحميها أيضا من بنادق الصيادين.

إلى الحرية

 

توجهنا في greenarea.info مع الناشط شادي كاشي والناشطة الكسندرا يوسف الى جنوب بلدة الناقورة، بعد أن حصلنا على إذن بالدخول من قبل الجيش اللبناني إلى المنطقة الحدودية والتي تعتبر منطقة أمنية، وهي تحت إشراف الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” الدولية.

وتابعنا مسيرنا نحو آخر نقطة في الأراضي اللبنانية مع حدود فلسطين المحتلة، وأطلقنا بداية العقاب “غابرييل”، ومن بعده أطلقنا الصقور الثلاثة، وهي حملت أسماء مثل العقاب “غابرييل”، وهي: هاني، فرانشيسكا وأليكس.

انتظرنا بقربها، وهي تراقب المنطقة وتتعرف على طبيعتها، الى حين أن قررت التحليق بعيدا نحو الحرية ومعاودة حياتهم الطبيعية، وهي ستتمكن من تحديد مسارها، لما تتمتع به من خاصية مميزة تمكنها من معرفة طريق هجرتها.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This