لطالما كان الإعتقد السائد أن الحساسية تنشط في الربيع، إلا أنها في الحقيقة تتفاعل في فصل الخريف أيضاً، وتتشابه عوارضها مع تلك المتعلّقة بالرشح. وإذ يلجأ البعض إلى تناول المضادات الحيوية من دون إستشارة الطبيب وبشكل عشوائي، يختلط الحابل بالنابل ويتأخر الشفاء.

بين الحساسية والرشح فرق شاسع، وتناول الأدوية بشكل عشوائي يضرّ ولا ينفع، خصوصاً عند الأطفال الذين لا تتحمّل مناعتهم أي تلاعب في العلاج الصحي، فكيف السبيل لمعرفة الفرق بين المرضين وماذا يقول أطباء الأمراض الصدرية والمعالجة الإستباقية للحساسية؟

أبي صالح : التشخيص أمر ضروري

في هذا السياق يتحدث الإختصاصي في أمراض الصدر و الحساسية الدكتور وجدي ابي صالح لـ greenarea.info ، ويقول:”لا شك  أن الحساسية تنشط في الخريف، فرحيق الأزهار ينشط في هذا الفصل خصوصاً من بعد زخّات المطر الأولى، فتزداد الحساسية. إلا انه يجب التمييز بين العوراض الصحية المتشابهة بين الزكام و الحساسية . يتطلّب الأمر إستشارة الطبيب الذي يستطيع بخبرته التمييز بين المرضين وإعطاء الأدوية المناسبة لكل حالة.”

أبي صالح يشرح إمكانية أن تكون الحساسية أمر وراثي، فتولد مع الإنسان وتنمو معه، وبالتالي فإن الشفاء التام أمر غير متوفّر، وكل ما يمكن فعله التخفيف من وقعها الصحي، فيقول: “إذا أصيب  المريض  بحساسية في الانف فمن الممكن مع مرور الوقت  أن تؤدي الى التهابات في الجيوب الأنفية، أما إذا تمت المعالجة بالشكل الصحيح فيمكننا تفادي الموضوع، تماماً كما في حالة الربو التي يستطيع مريضه التخلي عن الكورتيزون إذا كانت المعالجة سريعة.”

بحوت: بدء العلاج في بداية  الفصل

المتخصص في الأمراض الصدرية الدكتور جودي بحوت يثني على أمر إنتشار الحساسية في فصل الخريف وينصح بالتالي بالتنبّه من جزيئات التلوث في الهواء التي تزيد من الحساسية، كما ينصح مرضى الربو والحساسية بدء العلاج في هذا الشهر تجنباً لأية مضاعفات صحية طارئة  مع الإشارة إلى أن  عوارض الحساسية تختلف عما هي عليه بالنسبة للربو وسط تقدم  علاجي مناعي.

 

علم: مراقبة الحساسية مهمة

المتخصص في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة الدكتور عبدو علم ، يطمئن عبر greenarea إلى أنه نادراً ما تصل حالات الحساسية إلى العناية الفائقة إلا في حالات الإستلشاء خصوصاً في ما يتعلّق بمرضى الربو، الأمر الذي يستوجب مراقبة المريض لنفسه بشكل دقيق ومتابعة علاجه في بداية فصل الخريف، الذي تنشط فيه حساسية الربو ..

جمال: عوارض الحساسية و التعب النفسي و الجسدي

نصائح و إرشادات صحية حرص الإختصاصي في الطب الداخلي الدكتور معين جمال  أن يوجهها إلى المرضى المصابين بالحساسية، فيقول: “عادة إن الحساسية لا نستطيع تجنبها لأنها تولد مع الانسان، إلا أنه يمكننا  تحسين نوعية  الحياة عند  الأشخاص المصابين بها في فصل الخريف، عبر إتباع عملية استباقية  بالتنسيق مع الطبيب المعالج  في تناول أدوية  لتخفيف عوراض الحساسية عند المريض ليشعر في ارتياح صحي. فالحساسية تؤثر على نوعية الحياة ويصاب المريض بالتعب ووجع في الرأس، ويصبح غير قادرعلى النوم وغير منتج في العمل.   لذلك نعمل على معالجة الحساسية عند الأشخاص حسب نوع الإصابة بها، فإن كانت قوية فهي تستدعي علاجاً على مدار السنة، بينما العلاج يقتصر على الموسم إذا كانت موسمية. وإذا استمرت الحساسية رغم الأدوية، فيفضّل على المريض إستشارة إختصاصي في أمراض الحساسية لتحديد نوعها وتشخيص الحالة وإعطاء العلاج المناعي الذي يساهم في تخفيف عوارضها”.

يدعو الدكتور جمال للحذر من إختلاط عوارض الزكام بالحساسية لأنها متشابهة، ويشدّد على أن وجود عوارض الزكام دون ارتفاع في حرارة الجسم قد تكون من عوارض الحساسية ولا يتطلب الأمر تناول المضادات الحيوية، لذلك التشخيص مهم حفاظاً على صحة الشخص.

من جهته، يشدد المتخصص في الطب الداخلي الدكتور إيلي فرح، على أن لدى تغيّر الطقس والإنتقال من فصل إلى آخر تبدأ الحساسية في الظهور والأكثر عرضة لها هم مرضى الربو، وبالتالي فلا علاقة لانتشار الحساسية بالتلوّث، مبشراّ بذلك أن الطب قد تطور وأصبح علاج الحساسية يركّز على المناعة بشكل كبير.

 

 

أبي فاضل: حماية الاطفال من العلاج العشوائي

من جهته يركّز الإختصاصي في طب الأطفال الدكتور أنطوان أبي فاضل  على الحساسية لدى الأطفال، ويتحدث عن عدم إمكانية تجنّبها عند المواليد الجدد لأنها تكون بسبب فيروس يسبّب التهابات في القصبة الهوائية، عوارضه شبيهة بعوارض الربو. فيشير في هذا السياق إلى انه لا يستوجب الأمر الإستعانة بدواء ضد الحساسية إلا إذا تكررت تلك الحالة أكثر من 3 مرات في السنة الواحدة، فتعطى في حينه أدوية معينة للطفل كي لا تتحول الحساسية لديه إلى ربو وينصح بتفادي التدخين وروائح العطورات .. كما يتطلّب الأمر إخضاع الطفل لفحوصات طبية للتأكد من أسباب الحساسية وأنواعها. وإذ ترافق الحساسية الطفل لفترات طويلة، إلا أن أبي فاضل يشير إلى إمكانية الشفاء تلقائياً بين عمر 5 سنوات و 7 سنوات.

المتخصص في طب الأطفال الدكتور برنار جرباقة يشدّد في حديثه على أن موسم الزكام لم يبدأ بعد، فضلاً عن أن الحساسية ترتفع نسبتها في فصلي الربيع والخريف ويبقى الأهم عدم تناول المريض أية مضادات حيوية دون وصفة طبيب أياً كانت الأسباب.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This