تركّزت في الفترة الأخيرة الأحاديث حول تداعيات التغيّر المناخي التي تعتبر واضحة للعيان بشكل كبير، والمتعلقة بالتبدلات في حالات الطقس، أو فيضانات من هنا وإختراق حرائق لهكتارات واسعة من الغابات من هناك. وبينما يتطرّق الباحثون في علم الحيوان إلى أنواع قد يهدّدها التغير المناخي بالإنقراض، يرفع اليوم الباحثون في علم الحشرات، الصوت عالياً فيتخوّفون من إنقراض الخنافس والديدان.
روبرت واتسون، رئيس المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، يشدّد أنه على الحكومات أن توسّع نطاق حماية الطبيعة لتشمل أنواعاً حيوية لبقاء البشرية مثل الديدان والخنافس، دون أن يقتصر العمل على حماية النمور والأفيال!!
قد تشكّل الحشرات محط إشمئزاز للكثير من الناس، إلا أن العلم قد أثبت منفعة البعض منها للطبيعة والحياة البشرية معاً، لا بل أكثر من ذلك، لقد إستند العلم على علاقة الحشرات بالإنسان وبيئته ليتم تصنيفها بين نافعة أو ضارة.
وبينما يعتبر النحل من أكثر الحشرات إفادة للبشر، هناك بعض الأنواع التي تقدّم للإنسان خدمة غير مباشرة عن طريق تخليصه من الحشرات المؤذية ومنها بعض الخنافس، كما يمكن لكثير من الحشرات ان تساهم في انتاج عدد من المنتجات الزراعية والصناعية المهمة.
فإن بعض أنواع الخنافس مفيد في تهوية التربة وتسميدها كونه يعتمد بغائه بشكل أساسي على المواد العضوية وتحليلها الى مركبات بسيطة يسهل امتصاصها، وهناك بعض أنواع الخنافس التي تهاجم بيوض ذبابة الجذور وكذلك تقضي على الحلزونات.
وأبو العيد ذات الرداء الأحمر، هي خنافس صغيرة الحجم نسبياً تعيش في الحقول وتكثر في موسم الحصاد حيث يكثر وجود النباتات اليابسة، وتكمن أهميتها في مهاجمتها لكثير من الحشرات الضارة مثل حشرات العث والمن والبق
أما دودة القز، كانت في الماضي أهم حشرة في العالم لإنتاجها معظم الحرير المستعمل في الأسواق أما اليوم فقد تراجع انتاج الحرير الطبيعي بعد ظهور الحرير الصناعي، ولكنها ما زالت حشرة ذات أهمية عالية خاصة في دول جنوب شرق آسيا التي ما زالت المصدر الأساسي للحرير الطبيعي.
في هذا السياق، يشدّد واتسون على أن التنوّع محوري جداً لرفاهية البشر لأنه المصدر الأساسي لكل شيء، بدءاً بالغذاء وصولاً إلى الأدوية.
لذلك، فإن واتسون بالتعاون مع أكثر من 550 خبيراً من حوالى 100 دولة، سيصدرون تقارير إقليمية لوضع الطبيعة في الأميركيتين وآسيا والمحيط الهادىء وأفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى في آذار – مارس 2018 .. والهدف الأساسي يكمن في وضع التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية في مستوى تغير المناخ كقضية بيئية وإقتصادية وإجتماعية وأمنية. كما سيصدرون تقريراً عن التجريف والإستصلاح في 2018 بالإضافة إلى ملخص دولي للتنوع الحيوي في 2019.