تتوالى الدراسات المتعلقة في متابعة تداعيات التغير المناخي، المرتبطة إرتباطاً مباشراً بتبدّل حضارات.. في هذا السياق،
كشفت ورقة بحثية جديدة أن مصر القديمة تعرضت لاضطرابات بسبب أعمال الشغب الناجمة عن تغير المناخ والبراكين.
وترسم الدراسة الجديدة صورة للحضارة القديمة الممزقة بسبب الجفاف والكوارث. ودرس الباحثون تأثير الأحداث التي جرت في مصر القديمة، ووجدوا أنها تسببت في الضغط على اقتصادها وقدرتها على مكافحة الحروب.
ويقدم البحث الجديد نظرة هامة لفهمنا لآثار تغير المناخ على المجتمعات المبكرة، فحوالي 70 في المائة من سكان الأرض يعيشون حالياً في مناطق تعتمد على الرياح الموسمية الضرورية للمحاصيل، ويمكن أن يقعوا ضحية للمشاكل نفسها.
واستخدم الباحثون مجموعة متنوعة من البيانات المختلفة، بما في ذلك علم المناخ الحديث، لاستكشاف تأثير الانفجارات البركانية الضخمة على تدفق نهر النيل والحد من ارتفاع فيضانات الصيف، التي اعتمد عليها المصريون للزراعة.
ويمكن أن يؤدي الأمر إلى الجفاف والمجاعة، التي أدت في نهاية المطاف إلى اضطرابات عديدة وتغيرات في السياسة والاقتصاد.
وكان الوقت موثقا بشكل جيد للغاية أيضا، وهذا يعني أن لدى الباحثين فهم مفصل للأحداث التاريخية في ذلك الوقت. ولكن يوجد بعض الأسرار المتعلقة ببدء الاضطراب الاجتماعي في نقاط معينة.
وكان نهر النيل مهما بشكل لا يصدق بالنسبة للمصريين القدماء في عصر مصر البطلمية (بين عامي 305 قبل الميلاد و30 قبل الميلاد). وأدت الأمطار الموسمية السنوية إلى حدوث فيضانات صيفية، ساعدت على نمو المحاصيل الضرورية لبقاء المجتمع، لذا فإن تعرض هذه المحاصيل للأضرار، سيؤدي إلى اضطرابات مجتمعية، وفقا لتقارير مفصلة عن الوقت.
وحتى الآن، لم يعرف الباحثون ما سبب حدوث الفيضانات الغريبة والهامة في الوقت نفسه. وتقترح الدراسة أن الأمر يرجع للنشاط البركاني، وهو ما كان سيغير بدوره المناخ ويحدث اضطرابا في الأجزاء المركزية للمجتمع.
وقال جوزيف مانينغ، المؤلف الرئيس للورقة البحثية: “كان يعتمد المصريون القدماء على الفيضانات الصيفية في النيل، الناجمة عن الرياح الموسمية الصيفية في شرق إفريقيا، من أجل زراعة محاصيلهم”.
واستطرد قائلا: “تأثرت فيضانات النيل عموما خلال سنوات بالانفجارات البركانية، ما أدى إلى انخفاض مستواها الذي قد يؤدي إلى اضطرابات ذات عواقب سياسية واقتصادية”.
ويأمل المؤلفون مواصلة النظر في التقارير المعاصرة بدقة وتفصيل أكبر، لدعم حجتهم التي تربط الثورات البركانية بالاضطرابات المجتمعية الحاصلة في مصر القديمة.
وأوضحت الباحثة جنيفر مارلون، عالمة الأبحاث في مدرسة ييل للغابات والدراسات البيئية، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن النتائج تمثل طريقة هامة لفهم كيفية تفاعل الحضارات القديمة مع تغيرات الطقس الغريبة.
وأضافت موضحة: “من النادر جدا أن يكون لدى العلم والتاريخ دليل قوي ومفصل يوثق كيفية استجابة المجتمعات للصدمات المناخية الماضية”.