شهد العالم في الأعوام الأخيرة حرائق متعددة الإتجاهات في مختلف البلدان، وبينما إختلفت الخسائر بين منطقة وأخرى وبلد وآخر، إلا أنه في المحصّلة فإن الغطاء الأخضر يسجّل سنوياّ تراجعاً ملحوظاً وبشكل سريع. وفي أحدث تقرير، قالت شبكة مستقلة لمراقبة الغابات إن حرائق الغابات في البرازيل وإندونيسيا أسهمت في فقدان قياسي لمساحة غطاء الأشجار على مستوى العالم في 2016 بما يعادل حجم نيوزيلندا.
وأضافت الشبكة أن الاحتباس الحراري الذي تسبب فيه الإنسان يزيد من مخاطر اندلاع حرائق الغابات لأنه يؤدي إلى زيادة ارتفاع الحرارة والجفاف في بعض المناطق. وتعاني كاليفورنيا والبرتغال ضمن مناطق أخرى من حرائق فتاكة.
وأفادت بيانات من جامعة ماريلاند قامت شبكة جلوبال فورست ووتش بجمعها بأن فقدان غطاء الأشجار على مستوى العالم ارتفع 51 في المئة في 2016 ليصل إلى 29.7 مليون هكتار (73.4 مليون فدان).
ويمثل هذا زيادة قياسية بالنسبة لسجلات الشبكة التي تعود إلى عام 2000 كما يتناقض مع قياسات أخرى بالأقمار الصناعية تشير إلى تباطؤ وتيرة إزالة الغابات لإفساح المجال للمزارع والمدن والطرق.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة التي استخدمت وسائل أخرى للقياس إن المعدل الصافي لإزالة الغابات في العالم تباطأ بأكثر من 50 في المئة في 25 عاما الأخيرة.
وأفاد تقدير للأمم المتحدة في 2015 أن العالم فقد 129 مليون هكتار من الغابات منذ 1990 وهو ما يعادل مساحة جنوب أفريقيا.
وقالت جلوبال فورست ووتش إن غابات الأمازون في البرازيل فقدت 3.7 مليون هكتار من الأشجار في 2016 وهو أكثر بثلاثة أمثال تقريبا عما فقدته في 2015.
ويتناقض ذلك مع البيانات البرازيلية الرسمية التي تظهر تراجع إزالة الغابات منذ بداية العام الجاري حتى يوليو تموز بنسبة 16 في المئة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. وتقول البرازيل إنه أول تراجع منذ ثلاث سنوات.
كما قالت جلوبال فورست ووتش إن إندونيسيا فقدت مليون هكتار تقريبا من الغطاء الشجري في 2016 نتيجة موسم الحرائق الهائلة في 2015 على الأرجح.
ولقي 42 شخصا حتفهم هذا الشهر في حرائق غابات في كاليفورنيا بينما لقي أكثر من 100 شخص حتفهم في حرائق غابات بالبرتغال خلال الأشهر الأربعة الماضية.
بسبب الحرائق التي إندلعت في الشهرين الأخيرين، يبدو أن غطاء الأشجار العالمي سينخفض بشكل كبير في تقارير العام 2017، فهل من حلول تلوح في الأفق؟
