تشير مختلف الدراسات الحديثة إلى إرتفاع نسبة البدانة لدى الأطفال بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بينما يلقي الأطباء اللوم على المدارس التي لا تراقب إدارتها ما يقدّم في كافيتيريا الملعب للأطفال التي تبيع كل ما يحتوي من مأكولات مشبّعة بالدهون والسكريات وشتى أنواع الحلويات. فضلاً عن غياب إختصاصية تغذية المفترض تواجدها للإشراف على المأكولات المقدّمة للأطفال، ليختصر السؤال هنا بالدور الفاعل للجان الأهل في المدارس للضغط على الإدارة لتعزيز الرقابة على نوعية الطعام من جهة ومحاربة البدانة من جهة اخرى!!

عادات غذائية سيئة و الضحية الاطفال

في هذا الاطار تشرح الاختصاصية في التغذية رنا رزق لـ greenarea  الأسباب التي أدت الى ارتفاع نسبة البدانة عند الأطفال، فتقول: “سببان أساسيان  وراء بدانة الأطفال، أولهما نوعية التغذية وثانيهما قلة ممارسة الرياضة. لذلك نشدّد على أهمية الركض في الملعب، إلا أننا نجد أن الكثير من التلامذة لا يمارسون الرياضة، فضلاً عن أنه على  الأهل إدراك مخاطر السكريات لتنبيه أطفالهم على عدم الإكثار منها والتركيز على الأكل الصحي. والأهم عدم إعطاء الأولاد الشوكولا يومياً مع الساندويش، بل التركيز على لفافة مع خضار وفاكهة كي لا يجوع الولد ويتجه لشراء الوجبات السريعة في المدرسة.”

في السياق نفسه، تشدد رزق على أن الصحة هي نمط حياة يعتاد عليه الإنسان منذ الصغر، وبالتالي فإنه على لجان الأهل منع نشر الماكينات التي توفّر مختلف أنواع السكريات المضرّة بكبسة زر، لأننا نكون بذلك نؤسس لمجتمع مريض صحياً بسبب البدانة المرتفعة.

دراسة علمية  تكشف الخطورة بالارقام

بدورها تتوقف الباحثة و المناصرة للسياسات الصحية في مركز ترشيد السياسات الصحية  في الجامعة الاميركية k2p رنا صالح  على دراسة علمية بالأرقام، فتقول: “من خلال دراستنا ركزنا على البدانة  لمعرفة سببها، ووجدنا أن المدارس هي المكان  الرئيسي لمعرفة أسباب البدانة عند الطفل لأن الولد يمضي أغلب وقته هناك، حيث يتعلم العادات الغذائية ويتأثر بطريقة الاكل عند رفاقه. مع الإشارة الى وجود قرار من وزارة التربية يمنع الاكل غير الصحي في المدرسة الرسمية انما يحتاج الى تعديلات ليكون صحياً أكثر مع أهمية تعميمه أيضاً في المدارس الخاصة.”

بناء على ذلك، تردف لتقول: ” هناك دراسات علمية نقوم بها وفق
أدلة وبراهين تبين لنا دور لجان الأهل في متابعة صحة أولادهم في المدارس وفي أهمية عقد اجتماعات مع إدارة المدرسة  لكي يكون هناك مطعماً صحياً تتوفر فيه الاطعمة الصحية ، بهدف التأكد من السلامة الغذائية المقدمة للتلميذ تجنباً للبدانة التي باتت مشكلة الجميع. لذا نشدد على اهمية توعية الاهل و لجان الاهل و ادارة المدارس  دون وضع ملامة على شخص دون اخر . فآخر الأرقام  الصادرة في دراسة   تشير إلى أنه في عام 2009 سجّلت نسبة بدانة 13.2 في المائة في المدارس و34  في المائة في شكل عام.”

مطلوب  تعزيز الرقابة

من جهة اخرى ترى الإختصاصية في طب التغذية الدكتورة  نيكول صايغ  أن الحل يكمن في تنظيم الأكل في المدارس، وتشدّد على ضرورة تناول الطفل للفطور الذي يعتبر الأهم في التصنيفات الغذائية اليومية، والذي يجب أن يحتوي على الثلث من البرويتن والسكريات والمواد الدهنية، وتقول:  بعد ذلك  يجب ان تكون وجبة الغذاء صحية  تقدم للتلميذ في مطاعم المدرسة لأن تناول الأكل عشوائياً في المدارس قد يؤدي الى البدانة  عند الطفل خصوصاً في حال تناول الحلويات و السكريات على أنواعها والوجبات  السريعة و البيسي والتشيبس والشوكولا بدل اعطائه صحن طبخ صحي سليم . من  هنا يجب  ان يكون هناك رقابة  على المدارس حول  ما تقدمه للاطفال  من مأكولات، لان  بكل أسف ما يحصل أن الطفل  اعتاد تناول  الأطعمة غير الصحية بصورة عشوائية ، الأمر الذي يستوجب على المدارس تواجد إختصاصية تغذية تشرف على نوعية الاكل المقدم  للتلميذ مع التشدسد على أهمية النظافة  في الاكل”.

ولان صحة الطفل على المحك يشدد الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور روبيرصاصي  عبر greenarea.info :”على اهمية اعطاء الاكل الصحي للاطفال في المدارس كما وانه   على المدرسة ان تعمل مطعما صحيا و ليس فتح السناك لانه يبيع مناقيش وتشيبس وشوكولا و مواد اصطناعية و النتيجة بدانة عند الاطفال  يعني سكري و ضغط و امراض شرايين في القلب مستقبلا .”

تقصير  في دور لجان الاهل وغياب الاختصاصية التغذية في المدارس

من جهتها تشدّد الاختصاصية في التغذية جانين عواد على أهمية توعية لجان الاهل والتلامذة معاً، دون التذرّع بأن ميزانية المدارس لا تسمح بوجود متخصصة في مجال التغذية، فتقول: ” الأهم إجراء ندوات توعية مكثّفة لتعريف الطفل منذ عمر الـ 6 سنوات على النظام الغذائي السليم، مع التركيز على اهمية دور الأهل في تشكيل قوة ضاغطة على المدارس بوجود متخصصين في مجال التغذية للإبتعاد عن خطر البدانة الذي يهدد الاطفال. ”

اما الاختصاصية  في التغذية بسكال تابت فتشدد ايضاً على اهمية تواجد اختصاصية تغذية في كل مدرسة وتقول:” عادة ان البدانة عند الاطفال ازادادت بفعل قلة الحركة ونتيجة الادمان على الانترنت  والكومبيوتر بدل ممارسة الرياضة.  كما وان الام العاملة  ليس لديها الوقت لتحضير الأكل نظرا لظروف العمل، الأمر الذي يجبر الطفل على تناول الوجبات السريعة. الا انه من المستحسن ان يرسل  مع الولد زوادة للمدرسة  كون مطاعم المدارس تزيد من وزن الطفل نتيجة ما تقدمه  من  اطعمة دون رقابة بدل التركيزعلى  التنوع في الاكل. كما و انه ينصح الاهل انه حتى في اعطاء الاموال للولدهم  لشراء الاكل يجب معرفة ما هي نوع الاطعمة  التي يتناولها مع اهمية التركيز على الخضار والفواكه التي ياكلها. كما و انه نطلب من المدارس ان تكون المطاعم الصحية في المدراس اكلها صحي و على لجان الاهل  مراجعة الادارة المدرسة حول سلامة  الاطعمة التي تقدم لاولادهم مع التركيز على الاكل اليومي الذي يجب ان  يحتوي على السلطة افضل من المعجنات، لانني  وبكل اسف عاينت اطفال بدناء من  عمر 7 سنوات الى  12سنة  عندهم كوليسترول عدا السكري نتيجة  قلة الحركة  وسوء التغذية.”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This