انقرض الطائر الجميل الهادىء والمسالم “دودو” ليس فقط من جزيرة موريس، وإنما عن كامل سطح الكوكب الذي كان يدعى أخضراً، وسيتبعه طيور وحيوانات كثيرة فيما إذا استمر هواة الصيد على وحشيتهم واستمرت الفوضى في هذا المجال عارمةً، حيث لم ولن تجدي كل النداءات المحلية والدولية، للحد من الصيد والإتجار بالحيوانات وتدمير الموائل وتلويث الوسط البيئي، فهل سنصل الى بداية القرن ال22 لنجد أنفسنا أمام خطر حقيقي يداهمنا نتيجة انقراض العديد من الكائنات عن سطح الارض.

في هذا المجال، ورغم التعاون الحثيث بين “CITES” اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض (Convention on International Trade in Endangered Species of Wild Fauna and Flora)   مع عدد كثير من الإتفاقيات، منها اتفاقية التنوع البيولوجي CBD، اتفاقية بازل BASEL، رامسار Ramsar، اتفاقية الأنواع المهاجرة CMS، الاتفاقية الدولية لتنظيم صيد الحيتان، إلا أن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض (النباتية والحيوانية) تنمو وتكبر.

تلك القائمة التي يُصدرها إتحاد الحماية العالمي، السلطة الرسمية القائمة على حفظ الأنواع في العالم منذ عام 1963، أظهر إصدارها الأخير ارتفاعاً ملحوظاً  في عدد المواشي والنباتات المهددة بالانقراض إبتدءاً من الاسود ووحيد القرن وانواع اخرى من السحالي والثعالب في صحاري إفريقيا وصولاً الى بعض أشجار الفاكهة والنباتات العطرية الطبية في آسيا .

فقد تجاوزت أرقام القائمةِ الحمراءالحاجز النهائي والخطير، لتبلغ    25,065 صنف من الحيوانات (في البر والبحر)  والنباتات معرضة كلها بشكل أو بأخر للخطر.

وأوردت القائمة تقيماً لحوالى  63,837 من الأنواع، حوالى 19,817 منها مهدد بالانقراض، وتشمل القائمة حوالي 41 في المائة من البرمائيات، و 33 في المائة من الشعاب المرجانية، و 25 في المائة من الثدييات، و 13 في المائة من الطيور، و 30 في المائة من الصنوبريات.

ووفقا للإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها ( IUCN))، فان السبب الرئيسي لهذا الارتفاع هو فقدان الموائل –نتيجة قطع الغابات والتلوث الفظيع لمياه المحيطات والبحار.

أميركا اللاتينية ،الصين وسوريا

ذكرت القائمة الجديدة أنه في أميركا الجنوبية، وتحديداً في غابات الأمازون، هناك 14,060 نوعاً جرى تقييمها في إطار معايير القائمة الحمراء لحفظ الطبيعة، حيث وجدوا أن ما يقارب 4,445 نوعاً مهدداً بالانقراض (اي ما يقرب من 32 في المائة من الأنواع التي تم تقييمها). ويبلغ عدد المهددين فعلياً بالانقراض 665 نوعاً، منها الضفدع النمر، والقرد العنكبوت، وزهرة الماغنوليا.

كما أكد الخبراء المسؤولون عن إعداد تلك القائمة، أن بعض الأنواع النباتية ذات الأهميه العالية والزهور ذات القيمة الصحية – قد أضيفت الى قائمة الأنواع المهددة .مشيرين الى أن هناك تسعه أنواع من أصل سبعة عشر نوعاً من أنواع الشاي البري تتعرض لخطر الانقراض الحتمي بسبب الإستخدام المفرط لتلك النباتات كمشروب أولاً وكنباتات علاجية ثانياً أضف الى ذلك استخدامها كنباتات زينة والإتجار بها وبالتالي نقلها من موطنها الأصلي ذلك عداك عن الاستخدام العشوائي المفرط لجذوعها كحطب للتدفئة.

بينما احتلت أشجار الرماد(من فصيلة الدردار-شجر نفضي) في غابات الولايات المتحدة الاميركية، المرتبة الاولى، من بين ستة أنواع نباتية مهددة بشكل جدي بالانقراض حيث أكلت “خنفساء “، تدعى حفار الرماد الزمردي، ملايين الأشجار خلال السنوات الماضية،  ويتوقع أن تدمر الغابة كاملةً خلال ست سنوات من الغزو. ويعود الإنتشار الفظيع لتلك الحشرة الى التغير المناخي حيث أن المناطق التي كانت في السابق شديدة البرودة أصبحت أكثر ملاءمة كي تزدهرالخنفساء.

والجدير ذكره أن أشجار الرماد تعتبر الموئل الأغنى والأكبر في الولايات المتحدة لألاف الأنواع الحية الأخرى.

كما لحظت القائمة حدوث إنخفاض كبير في الجراد الوبائي المستوطن في مدغشقر والميليدس، وإنقراض الخفافيش في جزيرة كريسماس(الميلاد). وأن هناك خمسة أنواع من الظباء الأفريقية مهددة كلها بالانقراض التام نتيجة للصيد الجائر، تدهور الموائل والمنافسة مع أنواع أخرى من مواشي المحلية. وبحسب القائمة الحمراء فقد انتقل النمر الثلجي من فئة التعرض للخطر إلى فئة الضعفاء.

وذكرت القائمة، أنه  يوجد في سوريا  26 نوعاً مهددة بالانقراض، نصفها يعيش على ضفاف الفرات، منها  17 نوعاً من الحيوانات وتسعة أنواع من المملكة النباتية. يتصدرها طائر “أبو منجل الأصلع” الذي وبحسب القائمة بقي منه حوالي 200 طائر على سطح الأرض.

 

تجني أقلية من البشر، أكثر من 250 مليار دولار أميركي سنوياً من عائدات التجارة الدولية بالكائنات من الحياة البرية والبحرية، طبعاً هذه الأرباح ستجعل التجار يستمعون الى تحذيرات العلماء التي تقول: أن نحو ربع الثدييات وعشر أصناف من الطيور ستنقرض خلال الأعوام الثلاثين القادمة، بأذن من طين وأخرى من عجين.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This