أن نعثر على سلحفاة نافقة على الشاطىء اللبناني، فهذا أمر بات “عادياً”، فمع التلوث واستمرار التعديات على البيئة البحرية غالباً ما نجد سلاحف نافقة، بسبب ابتلاعها أكياس النايلون، أو صنارة، أو إصطدامها بمركب، فضلاً عن عوامل أشد خطورة مع انحسار موائلها على الشاطىء حيث تضع بيوضها وعوامل أخرى كالأمراض وغيرها، وهذا شأن ذوي الإختصاص لتقديم إجابات واضحة حيال ظاهرة النفوق التي سجلت رقماً قياسياً هذا العام، وهذا ما يتطلب دراسة يقودها خبراء على مستوى محيطنا المتوسطي.

أما ما لا يمكن توصيفه بـالـ “عادي” أن تنفق سلحفاة نتيجة استخدام الديناميت، وما يؤكد هذه الفرضية ويدعمها، أن سلاحف عدة نفقت في الموقع الذي ما يزال مستباحاً من قبل من يرمون الديناميت، فضلاً عن أن العثور على سلحفاة نافقة أمس الأول تعرضت قوقعتها لكسر طولي يؤكد أنها تعرضت لضغط شديد جراء قوة الإنفجار.

 

نادرة ومهددة بالانقراض

 

وفي التفاصيل، عثر المواطن وسام شاهين مساء أول أمس على سلحفاة كبيرة الرأس نافقة أثناء ممارسته رياضة الركض عند شاطئ البحر، ما بين المنطقة الواقعة بين نهاية الخيم البحرية التابعة لـ “محمية صور الشاطئية” ومخيم الرشيدية، وقام شاهين بتبليغنا في greenarea.info وزودنا بصور للسلحفاة، بدا من خلالها تكسر قوقعتها مما يؤكد تعرضها لارتطام حاد أو ضغط ناتج عن استعمال الديناميت.

قال بأنه يأسف لتكرار حالات النفوق، خصوصاً وأنه يعلم ما لها من أهمية في بيئتها البحرية، مشيرا إلى “أهميتها في تخليصنا من قناديل البحر التي تعتبر غذاءها المفضل، بالإضافة إلى أنها كائنات نادرة ومهددة بالإنقراض عالميا وهي خلقت قبل ملايين السنين وعاشت على على الأرض قبلنا بكثير”.

وختم شاهين: “إننا نتغنى بوجود محمية شاطئية في صور، لذلك يجب التنبه لهذه الحالات اكثر والمطالبة بحماية الشاطئ وتسيير دوريات من قبل قوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة المعنية لمنع الديناميت، خصوصا وأننا جميعا يعلم بأنه أحد أهم أسباب نفوق السلاحف إلى بجانب البلاستيك”.

 

إدارة مستدامة للنظام البيئي البحري

 

وكنا قد تناولنا لمرتين متتاليتين خلال تشرين الأول (2017) حالات نفوق مشابهة عند الشاطئ الجنوبي، وحددنا الأماكن التي استخدم في الديناميت وما يزال، ولم نلقَ تجاوبا ولا تحركا جادا لقمع هذه المخالفات المحرمة دوليا وحماية هذه الكائنات.

لذلك نرى في “جمعية غرين ايريا الدولية” ضرورة إطلاع وزير الزراعة غازي زعيتر على ما يجري، وعلى أهمية وجود هذه الكائنات، علما أنه استجاب لعدة مطالب كنا قد لفتنا نظره إليها في ما يخص تنظيم الصيد، ونشير ايضا الى ضرورة الإيعاز لقوى الأمن الداخلي  وخفر السواحل والجيش اللبناني بالتعاون مع الوزارة لتطبيق القانون وملاحقة المعتدين على البيئة وقمع مخالفاتهم.

كما ونشدد على ضرورة وسرعة التصدي لهذه التجاوزات، لكي لا تُنسف جهود مشاريع صيد الاسماك المستدام، ومن أجل تأمين سبل عيش أفضل لمجتمع الصيادين، وكذلك الجهود من أجل تأمين إدارة مستدامة للنظام البيئي البحري ولعمل المحميات الطبيعية.

 

كاريتا كاريتا

 

أما السلحفاة النافقة، فهي من نوع “كاريتا كاريتا” Caretta caretta أو السلحفاة ضخمة الرأس، نفقت نتيجة تعرضها لكسور بسبب قوة ضغط كبيرة.

وتعد السلحفاة ضخمة الرأس من الأنواع المهددة بالانقراض، وهي تخضع لحماية “الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة” الـ IUCN، وتتطلب الجهود التي ترمي إلى زيادة أعداد هذا النوع من السلاحف تعاونا دوليا ،حيث إن السلاحف تجوب مساحات ضخمة من المحيطات وتنتشر حيث شواطئ التعشيش الهامة في العديد من الدول.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This