في قراءة أولية تقييمية حول فتح موسم الصيد البري في منتصف أيلول الماضي، وبعد مضي شهر ونصف الشهر على قرار وزارة البيئة في هذا المجال، نخلص إلى استنتاج واحد، أن لا معنى لقانون غير محصن بآليات واضحة لجهة التطبيق، بدليل أننا نكاد نرصد كل يوم مجزرة، ما يؤكد أن ليس ثمة التزام لا بعدد الطرائد المسموح صيدها فحسب، وإنما في مجمل بنوده.

وتجدر الإشارة إلى أن سلاح الصيد منتشر بين من هم دون السن القانونية، وبينهم أولاد لم يتخطوا الثانية عشرة من العمر، وقلة قد لا تتعدى الـ 10 بالمئة حازت على التراخيص المطلوبة بالمقارنه مع عدد الصادين ويقدر بنحو 500 ألف صياد، فيما عدد الرخص الممنوحة تخطت العشرة آلاف رخصة بقليل، فضلا عن أولئك الذين سمح وزير البيئة طارق الخطيب بالصيد من لحاملي قسيمة ليبان بوست لحين صدور الرخصة العائدة لهم.

 

قانون الصيد البري حبر على ورق

 

في متابعتنا ورصدنا لممارسات الصيد القائمة، وتوثيق ونشر بعضها في greenarea.info، كان هاجسنا أن نكون “عين” وزارة البيئة لتكون على بينة من ما هو حاصل في كافة المناطق اللبنانية، فالصيد لم يرق إلى مستوى الصيد المنظم، ولا إلى مقولة الصيد المستدام، لا بل أبعد من ذلك لم نشهد تحركا في مواجهة الصيد العشوائي، وهذا الأمر بات معروفا من قبل الوزير والأجهزة المعنية في وزارته، خصوصا بعد الادعاء على مرتكبي مخالفات في مناطق لبنانية عدة، وهذا يعني أن وزارة البيئة لا تملك صلاحيات أو آليات واضحة لتطبيق القانون.

إن واقع الحال، يؤكد أن ملف الصيد البري – كما سائر الملفات البيئية – ليس في منأى عن الفساد، كما هو حال في ملفات النفايات والمقالع والكسارت والمحارق ومكبات النفايات العشوائية ويقدر عددها بنحو سبعمئة مكب، بينها 400 مكب في محافظة الجنوب وحدها، ما يعني أن قانون الصيد البري لم يتهد كونه حبرا على ورق.

 

مجازر الصلنج

 

لا يمكننا توثيق المجازر اليومية بحق الطيور، فمساحة لبنان – فيما عدا المدن والقرى الآهلة – باتت موائل للصيد، لكن ما أثار صدمة لدينا ولدى الناشطين البيئيين والساعين إلى تكريس مفهوم الصيد المستدام، ما نشر أمس الأول على وسائل التواصل الاجتماعي، في فيديو لا يتعدى الدقيقة الواحدة، ولكنه أظهر تفاصيل مجزرة طاولت عصفور “الصلنج”، وبدت فيه كميات هائلة من العصافير المقتولة، يقدر عددها بنحو ألف عصفور إن لم يكن أكثر!

وفي ما يلي ما جاء في الفيديو المصور على لسان أحدهم متوجها بالحديث إليه باسم “رابنزال”، قال فيه: مسا الخير يا (رابنزال)، نحنا اليوم 31-10-2017، (رابنزال) الدني كابسة وعم تشتي، اضطرينا نحطلك ياهن فوق بعض (يقصد الطرائد)، إنت بتقدر بتعرف (يقصد العدد والكمية)”. وأضاف: “إنت معلم وشاطر وعا راسنا، بس هول الصيصان معك ما بيفهموا فيها تبع الـ (بوبليق) المتلج، فإنتا قلن العدد يا (رابنزال)، وإنتا بتعرف معزتك كبيري، وقلن مع الصيادي ما حدا بيطلعلو خبز يا حبيب قلبي إنت”؟

 

ليس في منأى عن الخطر

 

بحسب ناشطين، فإن القانون حدد في قائمة الطيور المسموح صيدها 25 عصفور صلنج لكل صياد، وهذا الفيديو ليس سوى فضيحة تضاف إلى قائمة الفضائح والمجازر التي ترتكب يوميا، ونضعها بدورنا برسم وزارة البيئة لتقوم بما يقتضيه القانون.

صحيح أن عصفور “الصلنج” غير مدرج حتى الآن على القائمة الحمراء لـ “الاتحاد الدولي لصون الطبيعة” الـ IUCN، إلا أن ذلك لا يعني أنه ليس في منأى عن الخطر، أي أن ليس ثمة ما يبرر قتله بهذه الأعداد!

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This