لا يخفى على متتبع لشؤون تحولات الطاقه المتسارع في الفتره الاخيره ان يدرك اهم تحول في هذا المجال الا وهو التركيز الاممي على مصادر الطاقه البديله وخفض التلوث والاحتباس الحراري وصولا الى السيطره ولو جزئيا على تغيرات المناخ السلبيه على كوكبنا المسكين.. وهذا التحول نحو هذه المصادر لا يمكن ان يكون خياراً قابلاً للاستثمار والتطوير ما لم يصبح بالإمكان خزن الطاقة الكهربائية على نطاق واسع، و ذلك على الرغم من الميزات العديدة و الهامة التي قدمتها تقنيات توليد الطاقة المتجدده الا ان تخزين الطاقة هو المفتاح التكنولوجي الرئيسي في انتقال العالم إلى نظام الطاقة المستدامة، حيث ان ومن السمات المميزة لتوليد الطاقه الكهربائيه أن كمية الكهرباء التي يمكن توليدها ثابتة نسبة الى زمن التوليد على الرغم من أن الطلب على الكهرباء يتقلب مختلفا على مدار اليوم, وعليه يجب ان يتم تطوير تكنولوجيا لتخزين الطاقة الكهربائية بحيث يمكن أن تكون متاحة لتلبية الطلب كلما لزم الأمر وبكميات كافيه ومن أجل المساعدة على تحقيق هذا الهدف، حيث يمكن لأجهزة تخزين الكهرباء تجهيز كمية الطاقة المطلوبة لتزويد العملاء في الأوقات التي تكون فيها الحاجة أكبر، وهي أثناء حمل الذروة.
ويمكن لهذه الأجهزة أيضا أن تساعد في جعل الطاقة المتجددة، التي لا يمكن التحكم في انتاجها من قبل مشغلي الشبكات، على نحو سلس ومتاح في جميع الاوقات، وتلتقي جميع برامج تخزين الطاقه على العموم بنفس الاهداف المشتركه والتي اهمها تحسين نوعية الطاقة مع الوثوقيه في تسليم المنتج (الطاقه) للعملاء، وتحسين استقرارأنظمة النقل والتوزيع، مع زيادة اتاحة مصادر التوليد الموزعة وزيادة قيمتها السوقية وعلى المدى الطويل، ويمكن للبطاريات دعم مستويات عالية جدا من الكهرباء، وتحديدا عن طريق تخزين الطاقة الفائضة وإطلاقها في وقت لاحق، عندما تكون الشمس ليست مشرقة أو الرياح لا تهب بقوة بما فيه الكفاية.
وفي حين لا تزال النظم المائية تهيمن على تخزين الكهرباء (96٪ من سعة التخزين المركبة في منتصف عام 2017)، بدأت أنظمة البطاريات للتطبيقات الثابتة تنمو بسرعة. وقد أدى التوسع في نشر وتخزين تكنولوجيات تخزين البطاريات الجديدة إلى تخفيضات سريعة في التكاليف، لا سيما بالنسبة لبطاريات اليثيوم – ايون (lithium–ion battery )، ففي ألمانيا، على سبيل المثال، انخفضت تكاليف هذه البطاريات من نوع المنزلية الصغيرة بأكثر من 60٪ منذ أواخر عام 2014. وقد أدى التحسن المطرد في الجدوى الاقتصادية إلى فتح تطبيقات جديدة لتخزين البطارية وعلى غرار الألواح الشمسية الكهروضوئية قبل عقد من الزمان، توفر البطاريات إمكانات هائلة للتوزيع والحد من التكاليف، وفقا لدراسة أجرتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا). وبحلول عام 2030، يمكن أن يتراوح إجمالي التكاليف المثبتة بين 50٪ و 60٪ مدفوعا بتحسين مرافق التصنيع، جنبا إلى جنب قدرات تركيب أفضل وخفض في استخدام المواد. كذلك عمر البطارية واداؤها سوف يستمران أيضا في التحسن، ويمكن أن تنخفض تكاليف بطارية ليثيوم أيون للتطبيقات الثابتة إلى أقل من 200 دولار أمريكي لكل كيلو وات ساعة بحلول عام 2030 .
من المتوقع ان ينمو إلاجمالي العام لسعة تخزين الكهرباء الى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، ومنها بواسطة البطاريات الذي يتوقع ان يقفز من 2 كيكا واط حاليا الى 175 كيكا واط 2030 لينافس القدره المائيه التي يتوقع لها ان تصل الى 235 كيكاواط في نفس التاريخ . إذا ما شرعت البلدان في مضاعفة حجم استثماراتها من الطاقة المتجددة في نظام الطاقة العالمي مع الطلب المتزايد على تخزين الكهرباء وان نمو قطاع التخزين يساهم في تراجع قطاع نقل الطاقه المكلف على نطاق متزايد مساهما في مرونه عاليه في التوزيع وفي الوقت نفسه، فإن انخفاض تكاليف البطارية تفتح فرص اقتصادية جديدة لتكنولوجيات التخزين لاتاحة الفرصه للجميع لاقتناء منظومات الطاقه خارج الشبكه off grid ومنهم الطبقات الفقيره المحرومه من الكهرباء في انحاء العالم والذي يقدر عددهم حوالي ( 2 مليار انسان) حسب احصائيات البنك الدولي جلهم في مناطق اسيا وافريقيا الفقيره .
- العراق – استشاري في مجال الطاقة