يتعثر الصحافي الصادق أثناء بحثه الدؤوب عن أفكار يبث من خلالها الأمل وقليلاً من شمس المستقبل الواعد، للناس الذين قضمت لهم الحرب حياتهم، وأطفأ الإرهاب كل قناديل الحب والسلام لديهم، يتعثر بحقائق مريعة نُشرت في شهر آذار في بيانات لوكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ولجنة الإنقاذ الدولية، والتي جاء فيها أن:
بحسب الإحصائيات الأممية بلغت حصيلة الحرب السورية، أكثر من 350 ألف قتيل ومليون جريح وملايين المهجرين والمشردين، وأنه يوجد داخل البلاد أكثر من ثلاثة ملايين إنسان بحاجة ماسة إلى المساعدات والمستلزمات الحياتية الضرورية، وأكثر من مليوني سوري يعانون من إعاقات دائمة، وانه في البلدان التي تدعي انها حامية حقوق الانسان وحماية البيئة والطبيعة، فقط واحد من أصل 250 لاجىء سوري حصل على الإقامة، وأنه من تلك البلدان يأتي تمويل شبكات الإتجار بالبشر والأعضاء البشرية والأجنة وكل شيء.
واللافت في تلك التقارير أنها لم تبرز أية أرقام أو إحصائيات حول عدد المتضررين من مهنة قذرة ولدت في رحم المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون وبالأخص تلك التي تقع على الحدود الشمالية مع تركيا، مهنة تجارة الأعضاء البشرية.
علماً أن أياً من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدةUN ومنظمة الصحة العالميةWHO لم تقم بأية محاولة منهجية لمنع تجارة الأعضاء، في سوريا، كما لم تضع أية خطط لمرحلة ما بعد الحرب، وكيف ستعالج هؤلاء الذين سرقت أعضاءهم، مَن إذاً سيقدم العلاج النفسي للآلاف من الضحايا.
أعضاء للبيع
سبعة أعوام من الحرب امتدت على معظم الأرض السورية، كانت كافية، لجعل سوريا تحتل موقعاً مهماً في عالم تجارة الأعضاء البشرية، حيث أصبحت أعضاء السوريين الهاربين من مآسي الحرب، سلعاً تباع في متاجر أوروبية وإسرائيلية، عبر مافيات سورية، تركية وإسرائيلية، عملت على تجنيد أطباء جراحيين ومشافٍ، لإجراء مثل هذه العمليات، في المناطق التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية المسلحة، حيث نشطت تلك الشبكات. فقامت بالتعامل مع عصابات عربية ودولية للمتاجرة بأي جزء من الجسم البشري وخاصة قرنية العين، القلب، الكلى، البنكرياس، قسم من الرئة والكبد أو الطحال. هذا عداك عن بيع جثث الموتى من المهاجرين والجنود الذين تم أسرهم ومن ثم قتلهم، وكانوا ضحايا ،رجالاً، نساءاً واطفالاً من مختلف الأعمار.
الذين أحرقوا غابات “كسب” و”غور العاصي” ، ذاتهم الذين لوثوا مياه عين الفيجة وينابيع وأنهار أخرى، وسرقوا الأثار (أكثر من 432 موقعاً) وهم من أجبر المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “الإيكاردا” ICARDA “ايكاردا” على ترحيل حوالي خمسون ألفاً من البذور النباتية النادرة الى القطب الجنوبي، وهؤلاء هم الذين سرقوا المحميات الطبيعة وتاجروا بالحيوانات النادرة ( الغزلان والنسور والنعام )، والذين دمروا المشافي كما سرقوا معامل الأدوية، وتسببوا في أمراض ٍ نفسية ٍ وجسديةٍ. هم أنفسهم من قام بالإتفاق مع بعض الأطباء السوريين باختطاف أطفالٍ وسرقة أعضائهم، لبيعها في تركيا، وإسرائيل، وبعلم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
التوقيع على اتفاقيات دولية لمكافحة الإتجار بالبشر وبأعضائهم، لايكفي لحل المشلكة، وخاصةً إن كانت تلك البلدان، تدعي أنها تريد عودة الحياة الى سوريا، كتركيا (ذكر تقرير صادر مؤخرا عن مؤسسة “ويلك فري” Fundación Willk Free الأسترالية، بأن تركيا تحتل المرتبة الأولى أوروبياً في تجارة البشر)، والولايات المتحدة (التي لايزال رئيسها يظن أن التغير المناخي خدعة صينية) واسرائيل ( الصهيونية كلمة تكفي لشرح كل شيء ضد الانسانية) والتي تسمح لشبكات الرعب، بالمتاجرة بالأعضاء البشرية ضمن أراضيها، لابل وبعِلمها، كما لن تعيد اتفاقيات المناخ التي وقعت عليها كل الدول التي تدعم الإرهاب في سوريا، نباتات وأشجار وحيوانات نادرة ، كان قد أحرقها وسرقها الإرهابيون من الأراضي السورية، فكيف يمكن أن تشارك تلك الدول في إعمار سوريا، وأي نوع ٍ من الخطط والمشاريع لديها، للبناء، وهي من دمر الحياة السورية، وراعيها الأول “الإنسان”.