لا حديث بين الصيادين في مدينة الحسيمة “شمال المغرب” إلا عن الدلفين الكبير المعروف محلياً بـ”النيكرو”، حيث عاد من جديد للظهور ولتنغيص حياة الصيادين في المدينة.

يقول  مصدر من المهنيين من ميناء الحسيمة، لـ”غرين آريا” إن الصيادين مازالوا يعانون من غزو الدلفين الكبير على محاصيلهم، إذ لا يتردد  الدلفين بالهجوم على شباك الصيادين بشكل جماعي وتمزيقها، الأمر الذي يخلّف فيها ثقوباً كبيرة تخرج عبرها كل الأسماك المصطادة”.

كما أن الدلفين يعمد إلى مهاجمة شباك الصيادين مباشرة بعد انتهائهم من عملية الصيد وجمع محصول الأسماك السطحية، إذ يستخدم كل قوته في الشباك لتمزيقها، محدثاً بها ثقوباً كبيرة تتطلب خياطتها مصاريف جمة تثقل كاهل البحارة والمجهزين على حد سواء.

وحسب المصادر ذاتها، فإن الأسماك السطحية تكون متوفرة أكثر خلال رحلات صيد المراكب الليلية، في حين يشح محصول الصيد خلال الصباح، وذلك بسبب هجومات الدلفين الكبير الذي يفرغ شباك البحارة من كل صيدها، ويتركها عائدة خاوية الوفاض باتجاه الميناء.

خسائر وخيمة وفشل المجهودات

ويبدو أنه رغم العديد من الاجتهادات التي قام بها ربابنة مراكب صيد الأسماك السطحية بميناء الحسيمة، للحيلولة دون بلوغ  ( الدلفين الكبير ) لشباكهم، فإنها باءت بالفشل، ورغم المجهودات أيضا التي بذلتها وزارة الصيد البحري، لدعم المجهزين لتجاوز إكراهات إتلاف شباكهم، فإنها تظل محدودة في ظل استمرار هذا الوضع الذي يتسبب في أزمة مادية خانقة للبحارة، وارتفاع ثمن الأسماك السطحية، التي تعتبر الغذاء الرئيسي لأكثر من 90  في المائة من الأسر بالمنطفة.

وتتكبد المراكب خسائر فادحة تتمثل في ضياع البنزين وإعادة ترميم وخياطة الشباك والعودة إلى الرصيف دون محصول سمكي، ما عرضها للإفلاس نتيجة الإختلال الكبير في ميزان العائدات والمصاريف المالية.

ويشار إلى أن الصيادين بميناء الحسيمة نظموا إضراباً الشهر الماضي  في سياق هذه الأزمة التي يعاني منها  قطاع الصيد البحري،  بسبب الهجومات التي يخلفها “حوت النيكرو” على شباك مراكب صيد السردين وتأثيرها الاقتصادي، وكذا لقلة المنتوج السمكي.

كما أن  ميناء الحسيمة، يعاني من هجرة مستمرة لمراكب صيد السردين، بشلل وركود تجاري غير مسبوقين، إذ باتت الحسيمة تستورد نسبة كبيرة من حاجياتها من الأسماك، بعدما كانت في السابق مصدرة لهذه المادة الحيوية.بسبب الخسائر الفادحة، التي يتكبدها  الصيادين جراء تعرض شباكها لهجومات من قبل الدلافين الكبيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدرسات الحديثة أكدت أن سبب هجوم الدلفين الكبير على الأسماك الصغيرة هو  تناقص غذاه بشكل خطير في السنوات الأخيرة في الحسيمة وغيرها من المناطق البحرية، وأوضحت الدراسة ذاتها،  إلى أن الصيد الجائر للأسماك السطحية التي يتغذى عليها الدلفين، في مقابل تكاثره بشكل كبير، ما جعله يبحث عن غداء آخر ليؤمن ديمومة حياته واستمراره، ويبدو أنه وجد ضالته في شباك الصيادين، خلال اصطيادهم للأسماك الصغيرة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This