تبلغنا ظهر اليوم الاربعاء الواقع في 22 تشرين الثاني في “جمعية Green Area الدولية” من جهات عدة، عن سلحفاة بحرية تصارع للبقاء عند شاطئ أحد المسابح في بلدة الرميلة غير بعيد عن مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، وقد اهتم أصحاب المسبح وحاولوا مع المنقذ البحري العامل لديهم علي بوجي إعادتها الى البحر، إلا أن المياه كانت تلفظها بعد كل محاولة.
وعلى الفور بادرت الجمعية وموقعنا greenarea.info إلى الإتصال بالدفاع المدني مركز الإنقاذ البحري في الجية، الذي أبدى تعاونا ونقل السلحفاة على الفور إلى مركزه القريب من ميناء الجية، وقدم المساعدة الطبية والضرورية لها بحدود إمكانياته وخبرته بالرعاية البيطرية التي اكتسبها عناصر المركز، لا سيما بعد اهتمامهم لحوالي سنة بالسلحفاة “لاكي” التي تبنتها الجمعية وانتشلتها من الشاطئ بعد تعرضها لتعد قبل نحو عام ونصف العام.
الإتصال بالجهات المعنية
بعد الفحص الأولي تبين أن السلحفاة تعاني من جروح بليغة في رأسها، ما يؤكد تعرضها لصدمة ما لم تتضح ظروفها وأسبابها بعد، كما بادرت الجمعية إلى الإتصال بكل من “محمية صور الشاطئية ولكن تعثر التواصل مع القيمين عليها، و”مركز علوم البحار” في البترون، ووعد الدكتور شريف جمعة بتقديم العون بقدر امكانيات المركز، فضلا عن الاتصال بوزارة الزراعة، وقد وعدنا الدكتور داهش المقداد بالقيام لاحقا بما يلزم من إجراءات طبية بيطرية ورسمية لإنقاذ السلحفاة وإطلاع الوزارة على الأمر، فيما تعذر علينا الاتصال بوزارة البيئة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة ليست الاولى التي تتدخل فيها الجمعية لإنقاذ سلاحف بحرية، فقد سبق وتدخلت وتابعت عملية إنقاذ وعلاج السلحفاة “لاكي” بالتعاون مع مركز الانقاذ البحري في الدفاع المدني وإحدى الجمعيات المعنية بالحيوانات الأليفة، وتتابع الجمعية حالات نفوق السلاحف عن كثب على امتداد الشاطئ اللبناني، من أجل الوقوف على أسباب النفوق بالتعاون مع جهات رسمية وخبراء ومعنيين.
من الأنواع المحمية عالميا
ويهم الجمعية أن تذكر في هذا السياق أن السلاحف البحرية تسهم في الحفاظ على توازن البيئة البحرية، فانقراضها وانخفاض أعدادها يلحق ضرراً بالتنوع والتوازن البيولوجي للمنظومات الأحيائية.
كما أن السلحفاة التي عثر عليها وتم انقاذها هي من نوع السلحفاة ضخمة الرأس “كاريتا كاريتا” Caretta Caretta، وهي من الأنواع المحمية عالميا، وليس من قلبي الصدفة أن يحتفل لبنان بـ “اليوم الوطني للسلاحف البحرية” في الخامس من أيار من كل عام، لذلك تطالب الجمعية الوزارات المعنية والمراكز الرسمية والتي باستطاعتها تقديم العون أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الكائنات، وتوفير الرعاية اللازمة والحماية الضرورية لها، فمن المؤسف أن يكون ثمة تهاون بعمليات درم البحر بالبلاستيك والنفايات التي تتسبب وبشكل رئيسي بقتل هذه السلاحف.
ويذكر ان الشاطئ كان مليئا بالنفايات لحظة العثور على السلحفاة، بالاضافة الى المخاطر الأخرى، ولا ننسى التهاون بتدمير البيئة البحرية، وعدم ملاحقة من يقوم باستعمال الديناميت في الصيد البحري، وقد سبق ولفتت الجمعية النظر أكثر من مرة الى كافة هذه التجاوزات.