اكتشف باحثون أن الأشجار في المدن الكبيرة والمزدحمة تنمو أسرع من نموها في المناطق الريفية والبرية.
وأجرت مجموعة علماء من جامعة ميونيخ التكنولوجية دراسة على تأثير العوامل الحرارية في المدن الكبيرة والأرياف والطبيعة البرية. حيث أوضحت الدراسة أن الأشجار في المدن الكبيرة تكيف دورة حياتها مع الظروف المحيطة.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن سكان المدن سوف يبلغون أكثر من 60% من سكان العالم بحلول عام 2030، كما ستزداد المؤسسات الصناعية، ما يعني أن تلوث الهواء سيزداد بدوره.
ولتحسين البيئة، يتعين على البشرية زراعة كميات كبيرة من الأشجار، ما يساعد في تحسين صحة المواطنين، ولكن كيف ستعيش الأشجار في المدن الكبيرة
لمعرفة ذلك، درس العلماء نماذج من البذور وخشب الأشجار المعمرة، جمعوها من المدن الكبيرة (برلين، هانوي، كيب تاون، باريس، ميونيخ، هيوستن وغيرها)، كما ركزت المجموعة اهتمامها على المناطق المناخية، وأي الأشجار تنمو في هذه المدن.
وتبيّن للعلماء أن دورة حياة الأشجار، التي تنمو في المدن الكبيرة، تمر بسرعة أكبر من مثيلاتها في الريف والبرية بنسبة 25%.
وتعتقد المجموعة العلمية أن لهذا علاقة بما يعرف بـ “مفعول الجزر الحرارية”، وهي ظاهرة تعني ارتفاع درجة حرارة الهواء داخل المدن وحولها على مسافة كبيرة، حيث ينتج ارتفاع درجات الحرارة عن محركات الاحتراق الداخلي، وأبراج المصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وأنظمة التدفئة والتهوية في المباني. لذلك فإن درجات الحرارة تكون في المدن أعلى مما هي عليه في الريف شتاء، بمقدار يتراوح بين 3 و10 درجات مئوية، الأمر الذي يساعد على تسريع نمو الأشجار نتيجة إطالة عملية التركيب الضوئي وفترة الاخضرار التي تتم خلالها عملية النمو.
واكتشف العلماء أيضا أن الأشجار تنمو أسرع في جميع المناطق المناخية التي شملتها الدراسة. كما تقابل سرعة نمو الأشجار في المدن سرعة مماثلة في شيخوختها وضمورها بزيادة بلغت 20%، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في العالم، سوف تظهر مشكلات نقص المياه والرطوبة التي تحتاجها الأشجار.