في ظل الأجواء الضاغطة اليومية والمثقلة بالهموم نحتاج الى الإيجابية لتخطيها بسلام، وقد دخل الطب النفسي الإيجابي على خط المعالجة  لدرجة قد يغني الإنسان عن عالم الأدوية المهدّئة ذات المفعول المؤقت، ويساعده في تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية تمكّنه تخطّي المراجل الصعبة بأقل ضرر نفسي ممكن، وتفادي انعكاسات الضغوطات الصحية المرتبطة بالتوتر العصبي. فما مدى فعالية هذا العلاج على المدى البعيد؟

السعادة في علم النفس الايجابي

مارتن سليجمان هو الرائد الأول لفرع علم النفس الإيجابي والأكثر بحثاً  من خلاله عن  السعادة،  فيرى أن السعادة تتكون من ثلاث جوانب وهي: الحياة الممتعة، والحياة الجيدة، والحياة ذات المعنى. وحسب رأيه فإننا نصل للحياة الممتعة عندما نتعلم كيفية الإستمتاع بالمتع البسيطة كالمشاركة، والبيئة الطبيعية، وإشباع احتياجاتنا الأساسية. و ايضا عندما نحقق هذه المرحلة يجب علينا المضي للمرحلة التالية وهي الحياة الجيدة وهي تضم اكتشاف جوانب قوتنا واستغلالها بإبداع لتحسين جودة حياتنا. بينما المرحلة الأخيرة وهي الحياة ذات المعنى فتكون بالوصول لشعور عميق من الإمتلاء الداخلي وذلك من خلال إيجاد مغزى لحياتنا أكبر منا.

لا يمكن الإستغناء عن الدواء الا في حالات معينة

في هذا السياق أوضح الإختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس  ل   greenarea.info  عن ا إمكانية الاستغناء عن دواء الأعصاب في حال  تطبيق الطب النفسي الايجابي ، فيقول: ” كل مريض نفسي يحتاج إلى دواء يناسب حالته النفسية، إلا أننا نخفف له الدواء تدريجياً لكننا لا نوقفه، خصوصاً وأنه قد تبيّن لنا أن غالبية الأمراض النفسية هي بيولوجية وجينية، حيث أن المدارس النفسية في العالم بدأت تركز على كل جين  مسؤول عن مرض نفسي، وعندما يعالج هذا الجين يختفي المرض النفسي كليا  . والصدمة التي يتلقاها الإنسان تصيبه  بمرض نفسي معين حسب وقعها .”

و اضاف الدكتور جاموس :” ان الأدوية النفسية لاتؤدي الى الإدمان في حال أعطيت وفق استشارة الطبيب النفسي، لأن جسم المريض يكون  بحاجة لكمية معينة من الدواء حسب حالته النفسية  فاذا  كان من الضرورة  للدواء النفسي ياخذ  لفترة معينة. وهنا لابد من ذكران الادوية النفسية تحتاج الى وصفة طبية للحد من عشوائية تناولها . بالمقابل على المريض ان يغيرنمط حياته و يجدد بعض الامور في حياته  كي يخرج من حالته النفسية  المتأزمة و بالتالي تكون الايجابية  في تحسن صحته النفسية و النتيجة  تخفيف من الدواء .”

الطب النفسي الايجابي لايعالج كل المشاكل

اما الإختصاصي في الطب النفسي الدكتورجورج كرم فأبرز ماشدد عليه عبر ال   greenarea.info   ان  الطب النفسي الايجابي  لا يعالج كل الحالات  النفسية خصوصا الصعبة منها مما قال : ” ان الطب  النفسي الايجابي  يقوم به المحلل النفسي  لمريض عنده عوارض  نفسية غير قوية فيقوم باتباع  طرق معينة من التدريب النفسي وهنا من المحتمل ان يستغني  المريض عن  الادوية النفسية. الا  ان ذلك  متوقف على حدة  المرض ونوعه وعلى سبيل المثال اذا تحدثنا عن انفصام في الشخصية او  اي مرض ذهاني هنا يتطلب الامر اعطائه دواء  للعلاج  . اما ما يجب معرفته ان 90% من ادوية الاعصاب لا تؤدي الى ادمان كونها  ادوية علاجية اما 10% من المهدئات فهي  التي تؤدي الى ادمان عليها  في حال اخذت بطريقة عشوائية من دون استشارة الطبيب .”

لكل حالة نفسية علاجها

من جهة اخرى تحدث الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور مايكل  انجلو ل greenarea.info :”ان فكرة الادمان على ادوية الاعصاب  لهي  ضمن المنطق  الخاطىء  لان  تناول الدواء كعلاج لا يؤدي الى ادمان حتى و لو احتاج  المريض الى علاج طويل حوالي السنتين حسب الحالة النفسية   التي يعاني منها مثل اي حالة طبية اخرى تحتاج الى علاج دوائي كما هو  الحال  عند المصاب  بمرض القلب .  لذلك ان التوعية مهمة للتمييز بان ادوية الاعصاب، فهي  ليست ادمانا عكس ما هي عليه الادوية المهدئة اواستبدالها بالكحول تصبح ادمانا في حال تناولها دون مراجعة الطبيب النفسي .”

بدوره شدد الاختصاصي في ادارة  ال stress الدكتور جاد وهبة  ل greenarea.info: ” ان  الطب النفسي  الايجابي قديم منذ ايام الثمانيات  فهو ضمن العلاجات  النفسية  التي تساعد الانسان على الخروج من حالته النفسية المتأزمة  من دون اللجوء الى الدواء للعلاج  انما الذي يجب معرفته ان هذا النوع من الطب النفسي  لا يكفي لوحده  لان هناك حالات  نفسية  صعبة تتطلب دواء  للمعالجة  لذا ما يجب معرفته ان الطب النفسي الايجابي ليس حلا سحريا  لكي يتم الاستغناء  عن الدواء للمعالجة .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This