بات من التعارف عليه أن الأنشطة البشرية المتعددة تصبّ في خانة التأثير السلبي على الإحترار المناخي، وبالتالي فإن انعقاد مؤتمرات المناخ دورياً لإيجاد الحلول اللازمة للحد من تداعيات التغيّر المناخي أكبر دليل على قدرة البشر على التغيير الإيجابي أو السلبي.
وإذ تلخّص أهم الأنشطة البشرية المضرة بالبيئة بالصيد والقنص، الرعي والزراعة والصناعة وكل التصرفات التي تضرّ بالموارد الطبيعية كقطع الأشجار واستنزاف المياه والطاقة ..
أظهرت دراسة جديدة أن قلي السمك ورقائق البطاطا (ships) يساهم في تضاعف حجم الأضرار وفي ارتفاع نسبة الإحترار المناخي. وقد جدت الدراسة أن قلي الطعام يمكن أن يغير الطقس من خلال الأحماض الدهنية التي يتم إطلاقها في الهواء، والتي تساعد على تشكّل الغيوم، الأمر الذي اعتبره العلماء كافياً للتأثير على هذا الكوكب.
وقد أظهر باحثون من جامعة ريدينغ للمرة الأولى أن الدهون التي يتم إطلاقها أثناء الطهي يمكن أن تشكل هياكل ثلاثية الأبعاد معقدة في قطرات الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤثر بدوره على عمليه تشكّل السحب.
اعتمدت الدراسة بشكل أساسي على رفع الخبراء لعيناتهم من قطرات محلول ملحي وحمض الأوليك، والأحماض الدهنية المرتبطة بالطبخ. ووجد الباحثون أن جزيئات الدهون التي تم تجميعها في مراحل هيكلية “شاذة” للغاية، هي شبكات تشبه البلورات من المجالات أو الاسطوانات التي من المعروف أنها تؤثر على امتصاص الماء.وأظهرت تجارب أخرى أن الأحماض الدهنية في هذه الهياكل كانت أكثر مقاومة للأوزون، وهكذا يمكن البقاء على قيد الحياة لفترة أطول والسفر إلى أبعد من ذلك في الغلاف الجوي.
يقول مؤلف الدراسة الدكتور آدم سكيرز : “نحن نعلم أن الهياكل المعقدة التي رأيناها تتشكل من جزيئات حمض دهني تشبه جزيئات الصابون في الماء. تأثيرها كبير انما يختلف مع اختلاف نوعية الخليط، غائمة أو شفافة، صلبة أو سائلة إذافة إلى مدى قدرتها على امتصاص رطوبة الغلاف الجوي في المختبر. إلا أن مجرّد التفكير بأن هذا الأمر يحدث فوق رؤؤسنا، أمر يثير التحديات لفهم ماذا تفعل عملياً دهون الطبخ للعالم من حولنا”. ويأمل الباحثون أن تشجع نتائجهم المزيد من العلماء على استكشاف تأثير الدهون في الغلاف الجوي.
