عادت السلحفاة “سيلين” إلى البحر مجالها الحيوي وعالمها الرحب، غاصت عميقا ونأت عن أنظارنا، لتعود رافعة رأسها مستطلعة، وكأنها أرادت أن تبعث بتحية وداع، قبل أن تسلك طريقها في البحث عن أقرانها وبني جنسها، أما نحن فرددنا التحية بمثلها ملوحين بأيدينا، وبعضنا لم يتمكن من أن يخفي فرحه، في ختام رحلة كرست القيمة الأمثل لعلاقة الإنسان مع كائنات نتقاسم معها الحياة على هذا الكوكب.

لم نكن نتوقع أن تتماثل السلحفاة “سيلين” للشفاء بسرعة، خصوصا وأن تجربتنا في “جمعية Green Area الدولية” مع السلحفاة “لاكي” امتدت سنة قبل أن تتعافى وتغادرنا “دون وداع” إلى بيئتها في هذا المدى المتوسطي، وإن كان ثمة قاسم مشترك بينهما، وهو تعرضهما للتعدي والتعنيف.

إطلاقها

جاء قرار إطلاقها اليوم، بناء على توصية الطبيب المعالج الدكتور محمد سكرية المنتدب من قبل وزارة الزراعة لمتابعة وضعها الصحي، والذي تواصلنا معه فور العثور على السلحفاة قبل نحو أسبوع، وعملنا بتوجيهاته، بالتعاون مع ناشطين ومهتمين وبالتنسيق مع وزارة الزراعة وبالتعاون مع مركز الدفاع المدني – الإنقاذ البحري.

وكانت جمعيتنا قد تلقينا يوم عيد الاستقلال أربع مناشدات من قبل ناشطين لإنقاذ سلحفاة مصابة في بلدة الرميلة – قرب مدينة صيدا، وقمنا بتلبية النداء وتكفلت الجمعية رعاية هذه السلحفاة بالتكافل والتعاون مع فريق الإنقاذ البحري في الدفاع المدني ووزارة الزراعة.

بعد انتشالها من الشاطئ تبين أنها تعرضت لطعنات حادة وجروح في الرأس والرقبة والعين اليمنى، فخضعت لعلاج بالمضادات الحيوية والمطهرات، وتم تقطيب أحد جروحها البالغة من قبل الدكتور محمد سكرية، وبعد مراقبتها لأسبوع ورعايتها اليومية في مكان خصص لها بالقرب من مركز الإنقاذ البحري بدت معافاة وتستطيع السباحة، وبعد التواصل من قبل جمعيتنا مع أكثر من جهة خبيرة في هذا المجال على صعيد لبنان والدول المتوسطية أعيد الكشف الطبي من قبل طبيب الوزارة وقررنا إطلاقها على الفور، وتم ذلك ظهر اليوم بعد ان توجهنا مع عناصر الانقاذ البحري والطبيب المعالج في أحد المراكب.

وتجدر الإشارة إلى أن السلحفاة انثى من نوع “كاريتا كاريتا” أطلقنا عليه اسم “سيلين”، وهو اسم كريمة عنصر من الدفاع المدني تقديرا لجهوده في متابعة السلحفاة، وهي من الكائنات المعرضة للانقراض عالميا، وعثر عليها بحالة سيئة عند احد شواطئ الرميلة.

سكرية

وقال الدكتور سكرية لـ greenarea.info: “أجريت الكشف الطبي اللازم، وتبين أن السلحفاة مصابة بجروح في رأسها وعينها اليمنى ورقبتها وتحت يدها، والجروح متفاوتة الحجم، وقد أعطيت المضادات الحيوية والمطهرات لمدة أسبوع، وأنهت السلحفاة علاجها  وقمت بتقطيب أحد الجروح البليغة”.

وأضاف: “وبما أن السلحفاة قادرة على الحركة بشكل جيد واستعادت نشاطها رأيت أن لا داعي من إبقائها، فقررنا إطلاقها وقمنا اليوم مع كل من (جمعية غرين ايريا الدولية) والانقاذ البحري في الجية”.

وختم سكرية: “يهمني أن أؤكد أن مياه البحر كفيلة بمداواة الجروح وتطبيبها بشكل أفضل”.

 

الإنقاذ البحري

وبحسب مصدر من الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، فإن “عناصر الإنقاذ البحري ومنذ قرابة العشر سنوات تقوم الى جانب عملها بعمليات إنقاذ للكائنات البحرية وعلى وجه الخصوص السلاحف البحرية”، وأضاف: “كما أننا نبلغ عن حالات النفوق ايضا ونتعامل معها وفقا للأصول، ولنا عدة تجارب في الإنقاذ والمعالجة والرعاية بالتعاون مع الجمعيات وبالتنسيق مع وزارة الزراعة”.

ولفت المصدر عينه إلى أنه “يهمنا في هذا السياق أن نؤكد على تعاوننا وتلبيتنا النداءات المستعجلة هو بهدف حماية البيئة البحرية وخدمة وطننا وأهلنا وبيئتنا”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This