قبل أيام خلّد العالم اليوم العالمي للمرحاض، الذي أطلقته المنظمة العالمية للمراحيض في عام 2001، وفي المغرب ثمة مشكلة حقيقية يعاني منها المغاربة، وتتمثل في غياب المراحيض العمومية، والمشوار الطويل الذي يقضونه خلال البحث عن مكان لقضاء حاجتهم، خصوصاً من طرف النساء.

وفي هذا الإطار، أكدت الفاعلة الجمعوية كاملية جبور ضمن حديثها لـ”غرين آريا” : “أن النساء في المدن المغربية يضطرن إلى اللجوء إلى المقاهي في كل مرة يرغبون في قضاء حاجاتهن “، لافتة إلى أن “أغلب النساء لا يشعرون بالأمان داخل المراحيض العمومية”.

قبل أن تضيف: “غالبا ما تكون النساء برفقة أطفالهن، فلا يجدن المراحيض، الشيء الذي يضعهن في موقف حرج”.

وتابعت حديثها بشدة “غياب المراحيض يعني ببساطة أن المجالس الجماعية لا تولي أدنى اهتمام لصحة المواطن”، مضيفة “إن توفرت المراحيض العمومية في بعض الأماكن، فهي لا تستجيب للشروط الصحية المتعارف عليها دوليا، دون الحديث عن مراحيض المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية وغيرها التي توصد في وجه العموم، بالرغم من أن الرخص الممنوحة لمالكيها تجبرهم على فتحها في وجه الجميع وبدون استثناء”.

“غياب المراحيض مشكلة كبيرة في كافة المدن المغربية حتى في الادارات العمومية تجد مراحيضها مغلقة من قبل الموظفين كي يستعملوها لوحدهم”، يقول نبيل توزي لـ”غرين آريا”.

وأكد أنه يقطن بمدينة مراكش، لافتاً ” استبشرنا خيرا أثناء مؤتمر المناخ، الذي عقد في المدينة السنة الماضية، بإنشاء مراحيض في معظم أزقة المدينة، ولكن بمجرد انتهاء المؤتمر اختفت ولم يعد لها اي اثر”.

وأشار المتحدث ذاته ” أغلب المواطنين يلجؤون إلى المقاهي لقضاء حاجتهم ، لكن يجب إجبار أصحاب هذه المقاهي  بإعادة ترميم مراحيضهم بالطريقة العصرية، تجده غير نظيف ومريح”.

وفي هذا السياق، شكلت المراحيض العمومية أو “بيت الراحة” كما يسميه المغاربة موضوعا رئيسيا في لقاء دراسي نُظم، بالعاصمة في الرباط، من طرف جمعية النساء للبيئة، بشراكة مع مجلس البلدي بمدينة الرباط.

وأكد الحضور خلال اللقاء،  أن “المغرب يبذل جهودا مهمة في مجال الصرف الصحي، لكن في المقابل لا يزال 8 في المائة من سكان المملكة يقضون حاجتهم في الهواء الطلق، فيما 34 في المائة من الساكنة القروية لا تتوفر على مرافق صحية”.

واتفق عدد من المتداخلين خلال اللقاء، أن “المدن المغربية تفتقر بشكل كبير إلى المراحيض العمومية، وإن وجدت فهي في وضعية سيئة”.

ومن جهة أخرى، صدرت دراسة أنجزتها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، قبل أيام، كشفت أن النساء والرجال يرجعون أسباب غياب المراحيض إلى غياب ثقافة خاصة بها لدى عموم المواطنين، بينما يرجعها البعض إلى كونها مشكلة مرتبطة أساسا بالسياسة العامة.

ووفقا للدراسة ذاتها، أن “النساء هن الأكثر استعمالاً للمراحيض العامة، بنسبة 90.5 في المائة منهن سبق لهن استعمالها مقابل 79.7 في المائة من الرجال”.

وبسبب غياب المراحيض العمومية، أكد 65.6 في المائة من المستجوبين أنهم يقصدون المراكز التجارية العامة لقضاء حاجتهم، بينما قال 60 في المائة إنهم يتجهون إلى محطات القطار أو محطات النقل الطرقي، فيما يلجأ 24.6 في المائة إلى الحدائق العامة.

وأشارت الدراسة إلى أن تصور الجميع لعدم وجود مراحيض عامة أو افتقارها إلى النظافة راجع بالأساس إلى إهمال السلطات وعدم احترام المواطنين للممتلكات العامة، داعية إلى ضرورة تكييف المراحيض العامة مع احتياجات المغاربة، والإلحاح على الصيانة الدورية وتجهيزها بالمعدات الصحية اللازمة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This