كشف العلماء بعد دراستهم لبلورات الزركون التي عثر عليها في القطب الجنوبي عن حدث طاعن في القدم، كان على الأرجح سببا في تحديد مصير الحياة على الأرض.
وبحسب علماء الجيولوجيا فإن وشاح الأرض أكبر مستودع للكربون على الكوكب، وهو في تجدد مستمر. ففي ما يسمى بمناطق الانصهار، تمتد قشرة المحيطات في عمق الكوكب، يرافق ذلك وصول الكربون إلى الوشاح. كما أن ثوران البراكين هو مصدر أساسي لغاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.
وتشير نتائج البحوث الجيولوجية إلى أن كمية الكربون المتحررة من وشاح الأرض أكبر من التي تصله. وهذا يعني ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة.
ولكن ما هو دور هذه العملية في تشكيل مناخ الأرض؟ لا يوجد حاليا جواب لهذا السؤال. لذلك درس العلماء بلورات الزركون الصغيرة من أجل العثور على مختلف العناصر الكيميائية فيها وفي مقدمتها الكربون.
وتمكن العلماء من خلال هذه الدراسة من تحديد عمر البلورات بـ 500-700 مليون سنة، وكذلك تحديد التركيب الكيمائي للصهارة (الماغما) التي تكونت منها هذه البلورات. واكتشفوا أن لهذه الصهارة تركيبا نادرا لأنها تحتوي على كربون أكثر من الصهارة البركانية الاعتيادية بـ 10-50 مرة.
كما استنتج العلماء من دراستهم أنه قبل 500-700 مليون سنة، حصل تحرر شامل للكربون ومركباته من وشاح الأرض، وهو الذي انهى مرحلة العصر الجليدي (720-635 مليون سنة مضت).
هذا التحرر حصل قبل الانفجار الكامبري (وهو ظهور مفاجئ لمستحاثات أسلاف الحيوانات المألوفة ضمن السجل الأحفوري الأرضي. يقدر زمن هذا التوسع الكبير في الأنواع الحيوانية بنحو 10 ملايين سنة من 530 إلى 520 مليون سنة مضت). أي قد يكون تحرر الكربون ومركباته قد لعب دورا مهما في تاريخ الحياة على الأرض.