يتلهّى اللبنانيون بزحمة الأعياد وبهرجتها، إلا أن الفرحة تبقى فيها غصّة بسبب الأوضاع النفسية المتأزمة، التي لم يشهد لها مثيلاً حتى في أيام الحرب الأهلية. هذه خلاصة ما عبّر عنه المتخصصون في علم النفس لـgreenarea متحدثين عن الأسباب العائلية من تفكّك أسري وزيادة معدلات الهجرة، فضلاً عن الأزمة الإقتصادية الخانقة.

فهل من حلول تعزز نفسية الحزين في فترة الأعياد ليتخطاها بسلام ؟

” ماحدا شاعر بالعيد ..الوحدة قاتلة”

كم من عائلات لبنانية فقدت عزيز على قلبها او ام تلوعت من غربة ابنائها او عجوز منسي لا احد من اولاده يفكر به منسي لوحده مع جوارحه و المه “ربينا و ما لقينا ” او طفل شعر بألم فراق أهله عنه نتيجة ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا حيث يبقى مفهوم العائلة مهدد، عدا الأزمة الإقتصادية الخانقة التي باتت تكبل كل لبناني و تحاصره ماديا حتى في شراء حاجيات العيد ليشعر بفرحة العيد.

امام هذا كله باتت الغصة في العيد هي الاقوى و الدمعة هي الاكثر تأثرا مما علقت  نقيبة المعالجین والمحللین النفسانیین اللبنانيين، الاختصاصية في علم النفس النقيبة الدكتورة ماري انج نهرا  ل greenarea.info:” في مايتعلق بغصة العيد  لاشك ان الشعب اللبناني عاطفي ومازال عنده رابط قوي بين الاسرة كون الانسان يعيش ضمن مجموعة فاي غياب من هؤلاء الاشخاص،  يشعربالنقص العاطفي مما يدل  ذلك على الاخلاص  الا انه قد مثلما نجد مخلصين  مع احد الافراد العائلة الذين فقدوه قد نجد بالمقابل من ينسوه او ينكروه .”

و اضافت الدكتورة نهرا :” في السابق كان القاسم المشترك بين الناس  زهوة فرحة العيد اما اليوم فصار القاسم المشترك بينهم الحزن او الشعور بالغصة في العيد حيث ان كل عائلة لبنانية باتت تعاني من تفكك اسري او موت احد افراد الاسرة اوهجرة  ابنائها اواصابة بمرض ما مما صارت فرحة العيد خافتة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة ايضا التي تمر بها شريحة مهمة من الناس.   لذا نجدها تغيرت وبات التعامل في ما بينهم على المصلحة و الانانية عكس ايام جدودنا كانت على البركة  حتى انه خلال  ايام الحرب  الاهلية كان هناك تعاطف و الفة بين الناس عكس مما هو عليه اليوم في اقسى الحالات النفسية التعبة .”

وهنا نصحت الدكتورة نهرا بالطريقة العلاجية  على الشكل التالي :”يجب ان يتذكر الانسان انه لا يستطيع ان يعيش لوحده  كون الوحدة قاتلة خصوصا في فترة العيد دون التوقف على صغائر الامور بل استيعاب الآخر في  اجتماع اسري لكي نعوض على الفراغ العاطفي . مع الاشارة الى انه من المعيب استغلال ضعف النفوس في الاعلام عبر برامج تلفزيونية في عرض نماذج حزينة بهدف المتاجرة بوجع الناس في فترة العيد. ”

بدورها شرحت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ادي شكورل greenarea.info :” بان غصة  العيد نشعر بها كثيرا في ليلة العيد حيث تتحرك المشاعر تجاه الشخص المفقود العزيز على قلوبنا  الا انه في المقابل هناك اشخاص يتخطونها واخرون يعيشونها حسب طاقة التحمل لديهم .فالشعب اللبناني  عادة عاطفي  يتحرك وفق عاطفته خصوصا في غربة احد  أفراد الاسرة  عكس مما هو عليه عند  سائر الشعوب.”

المجتمع اللبناني فقد الارتباط العائلي

اما  الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد فاهم ما قاله ل greenarea.info :” ان الغصة تاتي بقوة  في فترة العيد لتثبت بذلك  بان الانسان  اليوم يشعر بالوحدة  وبات  قريبا مع حاله نتيجة التفكك العائلي عكس مما هو عليه في الايام السابقة حيث كانت اللحمة العائلية اقوى .بالمقابل  اذا نظرنا الى الشعوب في الدول الاوروبية لم يشعروا بغصة العيد لانهم اعتادوا على نمط معين في الحياة الاسرية بعيداعن اللحمة العائلية  .”

بينما الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس  اعتبر عبر  ال greenarea.info  ان عامل التكنولوجيا والتطور في الانترنت سهّل على الناس التواصل مع  بعضها مما خفف ألم الغربة عند البعض و بقيت غصة  العيد نسميها بشعور الاشتياق و هذا الشعور عالمي و يخف تدريجيا نظرا للتواصل المتطور في  التكنولوجيا فلم يعد الشخص العزيز على قلوب محبيه في الغربة بعيداعن اهله نظرا للتواصل المباشر و المستمر .”

هجرة و اهتزاز بالقاعدة الهرمية

الا ان الاهم ما ذكرته الاختصاصية  في المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل ل greenarea.info :”انه لا شك  ان الغربة و كثرة الطلاق  والازمة الاجتماعية و الاقتصادية جميعها زادت من تفكك المجتمع  من بعدما كنا مجتمع متميز بالارتباط  العائلي مما يعني ان  القاعدة الهرمية تغيرت بدل ما تكون في كثرتها لعنصر الشباب غدت في اكثريتها للشيخوخة نظرا لعامل الهجرة و قلة تقدير كفاءات الشباب مما ينتج  عن ذلك تراجع  في عنصر الشباب اي العنصر التشغيلي الاساس في المجتمع  لذلك نلاحظ في فترة الاعياد  التي لها طابع عائلي كعيد الميلاد يعني  جمع العائلة  هو الاساسي تتفتح كل الجروح  النفسية بخسارة او فقدان عزيز او نتيجة الهجرة الاحباب او احد من افراد الاسرة مما تكون فعلا غصة العيد .”

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This