تحتل النباتات الطيبة والزيوت العطرية مكانة هامة في المغرب، وذلك لعدة أسباب، من بين أهمها أنها تدر أموالاً هامة، كما أنها صناعة تمكن من إستحداث مناصب عمل عديدة، دون أن ننسى المؤهلات الطبيعية التي تتوفر في المغرب نظراَ لتنوعه البيولوجي بالمنطقة المتوسطية.
ووفقا للخبراء، أزيد من 90 في المائة من النباتات الطبية والعطرية بالمغرب تتواجد في الغابات أو الجبال بشكل طبيعي، بفضل تميّز هذا البلد بظروف مناخية متوسطية، ساهمت في نمو هذه النباتات العطرية والطبية بشكل طبيعي، إذ لا توجد نباتات مزروعة، وإن تواجدت فبنسبة ضئيلة لا تتجاوز 10 في المائة.
وتعتبر الجهة الشرقية فيالمغرب، خزاناً هاماً بالنسبة للنباتات الطبية والعطرية، لاسيما إكليل الجبل “أزير”، المتواجد بكثرة في المناطق الشرقية، كما تتوفر المنطقة على نباتات “الزعتر”، و”اللويزة”، و”الشيح” و”الخزامى”.
في هذا السياق، يقول عبد الكبير الرامي، أحد الفلاحين في منطقة جرادة في المنطقة الشرقية بالمغرب، ضمن حديثه لـ”غرين آريا”، “إن زراعة النباتات العطرية في المنطقة تمثل نشاطاً تجارياً هاماً خصوصاً زراعة “إكليل الجبل” المتواجد بكثرة في هذه المنطقة دون المناطق الأخرى “. والسبب وفقاً للرامي :” أن المناخ الذي تتميز به المنطقة يساهم في زراعة نبات ” إكليل الجبل” أو “أزير” حسب اللهجة المحلية”.
“إضافة إلى إكليل الجبل، يسود نبات “الشيح” المشهد العطري والطبي في منطقة الشرقية. وأهم جهات الإنتاج هي إقليم ” تاوريرت”، و”فجيج” و”جرادة””.
و”يتم زراعة هذه النباتات واستخراج الزيوت الطبيعية، المعطرة والتي تحظى باهتمام السكّان ، إذ تمثل تجارة هامة في المنطقة” على حد تعبيره.
من جهة أخرى، يحظى المغرب بمكانة متميزة داخل الأسواق العالمية في ما يخص صناعة العطور، خصوصاً الأسواق الفرنسية، على سبيل المثال المغرب البلد الوحيد الذي توجد في جنوبه شجرة الأركان وفي وسطه نبات “زعيترة” بمراكش.
كما أن المغرب يطبق استراتيجية وطنية في مجال النباتات الطبية والعطرية، حيث يقوم بأبحاث علمية في هذا القطاع، ويعمل على خلق مناطق نموذجية لاستغلال النباتات الطبية والعطرية والمحافظة عليها.
ويوفر قطاع النباتات الطبية والعطرية حوالي 500 ألف يوم عمل سنوياً، وأصبح المغرب يحتل المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث عدد النباتات الطبية والعطرية التي يزخر بها والتي تصل في المجموع الى حوالي 4000 فصيلة ونوع.
