يحظى الإبل عند بدو الصحراء في المغرب بمكانة خاصة، ويقام من أجله المواسم، آخرها سباق الهجن بموسم الديني بمدينة آسا الزاك جنوب المغرب، وذلك قبل أيام، والذي تنظمه مؤسسة آسا الزاك للتنمية والفكر والثقافة، بدعم من المجلس الإقليمي للمدينة ذاتها.
وحسب يوسف توميت، وهو فاعل جمعوي عن فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان، بأسا الزاك، قال ضمن حديثه لـ”غرين آريا”:” إن الإبل له مكانة جد هامة في الصحراء المغربية، لهذا فكر منظمو الموسم الديني بآسا الزاك ضمن فعاليته بضرورة تنظيم سباق الهجن الخاص بالإبل، لما له من شهرة وحظوة في حياة الصحراوي بالمغرب”.
ويعتبر الإبل جزء من تراث وثقافة أهل الصحراء، فضلا علن أنه يعد مصدرا للرزق ووسيلة للتنقل والترحال عند البعض.
ومن جهة أخرى، يعتبر الإبل رمزا للتفاخر بين القبائل الصحراوية، وعلو المكانة داخل القبيلة، لهذا تجد عائلات ذات مكانة اجتماعية وسط القبائل الصحراوية تمتلك عدداً هاماً من الإبل.
كما أنه في مواسم الأعراس تهدى الإبل مهورا للنساء، حيث تعتليها العروس مرفوقة بالزغاريد، والرقصات الشعبية الصحراوية في مقدمتها “رقصة الكدرة”، ويحضر الإبل أيضاً في عقيقة المولود ويعد فدية لتعويض المتضررين.
قيمة إنتاجية وغذائية
ولاشك أن الإبل في الصحراء يتأقلم بشكل كبير مع المجال الصحراوي، وله قيمة غذائية وانتاجية كأحد مصادر اللحوم والحليب والجلد.
وكما يقول يوسف بوتميت ” لا غرابة في أن يتبوأ الإبل مكانة هامة في المجتمع الصحراوي، لما يوفر من مكانة اجتماعية مرموقة بين العشيرة، وأيضا له قيمة انتاجية وغذائية جد هامة”.
إضافة إلى ذلك يشرب لبن الناقة بكميات كبيرة عند أهل الصحراء وخصوصا في رمضان، ولون لبن ناقة يكون أبيضاً معتماً، ويختلف حسب العلف، إذ أحيانا يكون له رائحةٌ حلوة وطعم حاد، ومالحاً أحياناً .
وتجدر الإشارة إلى أن أهل الصحراء يستخدمون شحوم الابل في فصل الشتاء بكثرة حيث يقومون بتذويبها واضافة بعض الاعشاب لها، وتركها لتجمد فيطلق عليها بعد هذه العملية ( لُودكْ )، و يستعمل لودك لشفاء العديد من الامراض كالمصران لغليظ وآوراغ والربو، في الثقافة الشعبية عند أهل الصحراء المغرب.
