وصف وزير الدفاع الأميركي الأسبق “آشتون كارتر”في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2015 إن إنتاج وتصدير النفط، في المناطق الشرقية من سوريا، يوفّر حوالى 40 مليون دولار شهرياً، أي حوالى نصف مليار دولار سنوياً بحسب تقديرات وزارة الخزانة الأميركية، وأن بلاده أحبطت من قدرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على استمرار إنتاج وتصدير النفط، في ذلك الحين.

عاد وزير الدفاع الأميركي الحالي جيم ماتيس ( قائد الفرقة الأولى لقوات مشاة البحرية في حرب نهب العراق2004 ) ليطل علينا في الأسبوع الأخير من العام المنصرم 2017 مصرحاً : إن مسؤولين أميركيين سيذهبون إلى شرق سوريا لتنظيم شؤون نزع الألغام وإعادة الإعمار.

مما لاشك فيه أن (ماتيس) ثعلب، يعرف أن الحسكة  تعتبر خزان سوريا الطبيعي، والمورد الرئيسي للنفط الخام والغاز الطبيعي والكبريت، حيث تنتشر حقول النفط في رميلان (بلغ الإنتاج في هذا الحقل عام 2010 وقبل بدء الحرب في سورية 90 ألف برميل يومياً، ويبلغ عدد الآبار النفطية التابعة لمديرية حقول رميلان (1322 بئراً)، إضافة إلى (25) بئراً من الغاز)، والهول والجبسة، ويعلم كامل العلم أن المناطق التي أشار إليها (الشرقية ) تعني الحسكة، حيث معظم ثروات سورية الطبيعية والزراعية.

كما يعلم أن المساحات المزروعة في محافظة الحسكة ومناطقها تشكل 29% من إجمالي المساحة المزروعة في سوريا كلها. وأن المحافظة تكتنز معظم الموارد المائية في البلاد وتشكل 52% من الموارد المائية السورية.

وأنها  تمتاز  بأمطارٍ غزيرةٍ أدت منذ سنواتٍ إلى فيضان عدد من الأنهار الدائمة( الخابور) والموسمية والأودية والمسيلات الموجودة في مختلف أنحاء المحافظة.

ولعله يعرف أن المنطقة الشرقية التي يتحدث عنها تسهم بشكلٍ كبيرٍ في تربية المواشي وإنتاج الصوف والألبان وغيرها من المنتجات الحيوانية، وأنه فيها تقع محمية جبل عبد العزيز للغزلان، والتي سرقتها المجموعات الإرهابية التي تمولها حكومة بلاده وتدعمها. ففي فترة ما قبل الحرب، كانت المحمية تضم أكثر من 65 رأس من الغزلان ذوات القرون، وكان يوجد فيها أكثر من (400) نوع نباتي و (25) نوعاً من الثدييات و (100) نوعاً من الطيور وأكثر من 12 نوعاً من الزواحف وعشرات الأنواع من مفصليات الأرجل.

وأن حلفائه من فصائل الإرهاب هجروا مئات الألاف من الأقليات السورية التي كانت تقطن تلك المنطقة فأحدثت بذلك تحول ديموغرافي رهيب.

‏ وأن تلك الفصائل التي تستمد قوتها من سياسة بلاده الاستعمارية الجديدة وحلفائها، تسببت بتوقف الكثير من الآبار النفطية في محافظة الحسكة- رميلان ، عن العمل ليصل عدد الآبار المنتجة الآن إلى حوالي 200 بئر فقط تنتج ما يقارب 15 إلى 20 ألف برميل نفط يومياً، وبذلك يكون الإنتاج النفطي لهذه الحقول التابعة لرميلان قد تراجع  بنسبة تزيد عن 83% عما كانت عليه.

وهو على اطلاعٍ تام بأن القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، أعلنت منذ ايامٍ قليلةٍ، أن «  817 مدنيّ، قتلوا من دون قصد بضربات التحالف منذ بدء عملية مكافحة داعش»، والذي تقوده الولايات المتحدة، منذ انطلاق عملياته في سوريا خريف 2014.

ويعلم أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في تقرير لها أواسط الشهر الأخير من العام العام المنصرم 2017، عن أن ثلاثة ملايين شخص أصيبوا خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ سبعة أعوامٍ نصفهم (1,5مليون انسان) أصيبوا بعاهات مستديمة. وأن حوالى 13 مليون انسان يحتاجون الى مساعدات ضرورية جداً.

كما وتعلمون يا سيد ماتيس أن 85% من السوريين يعيشون في فقر، نتيجة الحرب التي تمولها بلادكم.

وأن ظواهر تفشت في المجتمع السوري تحتاج الى ألف عملية إعادة إعمار، فمثلاً: انتشرت الأمية (أكثر من 3 ملايين سوري محرومون من التعليم) وتفشت ظاهرة زواج القاصرات، وظاهرة تجنيد الأطفال للقتال، وظاهرة التهريب والاتجار بالبشر، وظاهرة تجارة الاعضاء البشرية، التسول، الرق الابيض، وغيرها وغيرها.

تعلمون كل ذلك وتريديون إعادة إعمار المناطق الشرقية، وفق أية خططٍ تريديون إعادة اعمارها، وكيف ستعيدون اليها الإنسان باني الحضارات من أشور وسريان وكلدان وغيرهم.

ياسيد ماتيس الصبار لا يمكن أن يثمر عنباً، والعوسج لايحمل زهر الياسمين….أنتم دعاة حروب ودمار، ناهبو ثروات الشعوب، لايمكن أن نصدق أنكم ستعيدون إعمار بلادنا…هذه الأرض يعيد بنائها أهلها وأصدقائهم…فترجّل عن حصان إعادة الإعمار.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This