كثيراَ ما يتردد على مسامعنا ان الطفل الذي يلعب في التراب لديه مناعة اكثر من الطفل الذي نهتم به و نرعاه بقوة البقاء في المنزل حفاظاً عليه من الأمراض المعدية. كما اننا نجد أن مناعة أطفال الشوارع أقوى في مواجهة الأمراض من الذين يمكثون وسط رعاية كاملة في المنزل .
ما صحة هذا الأمر وما سر تغيّر المناعة مع اختلاف البيئة التي يتواجد فيها الطفل؟
كل بيئة لها حالتها المرضية
في هذا الاطار تحدثت الاختصاصية في طب الاطفال الدكتور بولين ابو جودة ل greenarea.info :” عادة ان الأطفال الاكثر عرضة للامراض هم الذين يتواجدون في دور الحضانة حيث يكون الاحتكاك اكبر في ما بينهم، فوي فيروس يصيب اي من الاولاد حتما سينقل العدوى لسائر الاطفال، الأمر الذي يعرّض مناعة الطفل الى اهتزاز. هذا لا يعني ان الاطفال في الشارع هم اقل عرضة للامراض او مناعتهم اقوى، فهم يمرضون كغيرهم من الأطفال إلا أن الفرق هو عدم احتكاكهم المباشر بعدد كبير من الأطفال كما يحصل في دور الحضانة”.
بدوره، اهم ما شدد عليه الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور فيليب الشديد عبر ال greenarea.info : “ان الاطفال في المنزل يتعرضون لخطر الاصابة بالامراض مثلما هو عليه عندالاطفال في الشوارع الذين احيانا يتوفّون نتيجة قلة العلاج. بمعنى أن كل طفل في بيئته معرض للمرض الا انه يجب التنبه على ضرورة استعمال اللقاح المتوفرالذي هو ضد الانفلونزا و ليس الكريب بشكل عام كحماية للصحة عامة .”
اما الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور روني صياد فاعتبر ان كثرة النظافة على الولد قد تخفف من مناعته مما قال ل greenarea.info : ” كل الاطفال عندهم مناعة قوية سواء في الشارع او في المنزل و الذي يحصل ان كثرة النظافة قد تؤدي الى زيادة الالتهابات كونها تمنع البكتريا الطبيعية الجيدة بان تدخل الى الجسم وتحميه من الامراض المعدية لذا اذا لعب الطفل بالتراب فليس هناك من مشكلة من دون الهوس بهذا الموضوع لان ذلك لا يؤثر على مناعته .”
الاحتكاك و تفاعل الامراض عند الاطفال
الا ان الاختصاصي في الامراض الجرثومية الدكتور الياس الهرواي شدد عبر ال greenarea.info ان عامل الاحتكاك هو الذي يزيد من الامراض الجرثومية عند الاطفال مما قال :”ان مناعة الانسان تهتز عندما يتعرض للميكروبات ومن غير الصحيح ان الطفل في الشارع في امان بل العكس، هو معرض لأن يلتقط جراثيم خطيرة من براز الحيوانات في التراب عند اللعب خصوصا اذا كان يلهو قرب المياه المبتذلة. كما و ان عملية الاحتكاك مع الآخرين تجعل الطفل اكثرعرضة للامراض المعدية كعدوى القمل والجرب والكريب، وفي حال مكث في المنزل قد يلتقط مرضاً تنفسياً جراء تنشق الاركلية. لذلك، فالاهم تقوية مناعة الطفل من خلال الهواء النظيف ونوعية الاكل، عبر تناول خمس حبات فاكهة وخضار يومياً على سبيل المثال، إضافة إلى تأمين نوم سليم في بيئة صحية سليمة نظيفة بعيدة عن التلوث. لأنه تبين ان الطفل الذي يلعب في الهواء الطلق تتحسن نفسيته فتقوى مناعته عكس الولد في الحضانة الذي يكون اكثر عرضة للأمراض.”
دراسة علمية تكشف و تحدد
من جهة اخرى اعلن الاختصاصي في امراض الجراثيم الدكتور بيار ابي حنا عبر ال greenarea.info عن ان: “هناك دراسة علمية أجريت ان الاطفال الذين يعيشون في المزرعة عندهم حساسية اقل من الاطفال الذين يعيشون في المدن وان الطفل الذي يلعب في التراب يمكن ان ينقل اليه بكتريا ضارة منه، انما الفكرة تكمن في الحماية الزائدة التي تضر كونها تقضي على البكتريا الجيدة التي تحمي الجسم من الامراض فاي خربطة في تناول الادوية المضادات بصورة عشوائية من الممكن ان تقضي على وجود البكتريا الجيدة لتحل مكانها البكتريا الضارة لذلك ننصح بالوقاية المهمة دون الحماية الزائدة التي قد تكون مضرة .”
التغذية الصحيحة و تقوية المناعة
بالمقلب الاخر رأت الاختصاصية في التغذية نيكول مفتوم انه كلما كانت التغذية صحيحة تزيد من قوة المناعة عند الطفل مما قالت عبر ال greenarea.info : “عندما يتناول الطفل ماكولات مضادات للاكسدة وفيتامين سي وغيره، تقوى مناعته، مع الاشارة الى ان الطفل من عمر صغير هو معرض للكثير من البكتريا حيث يبدأ جسمه بالتعود عليها كما هو الحال لدى اطفال الشوارع عكس مما هو عليه الطفل في المنزل الذي لم يعتد على البكتريا. اما بالنسبة للغذاء فيجب تناوله بطريقة صحيحة كالسمك والاطعمة الطبيعية و غير المصنعة عدا الفيتامينات و المعادن جميعها تقوي المناعة لدى الطفل .”
الى رأي الاختصاصية في التغذية مونيكا زعرور التي شددت عبر ال greenarea.info : ” انه لا شك بان الاطفال معرضون للامراض سواء في المنزل او في الشارع فالمناعة تاتي من التغذية الصحيحة دون التعرض للفيروس الذي يترك اثرا على المناعة لذا التشديد على التغذية السليمة لتقوية المناعة في تناول الاكل الصحي كالخضار و الفواكه .
