فجّر المركز المغربي لحقوق الإنسان مفاجأة من عيار الثقيل وسط الحقوقيين والمهتمين بالبيئة بالمغرب، حول كشفه السبب الرئيسي لإنتشار داء “الليشمانيا” بقرى زاكورة، أقصى جنوب المغرب. وحسب المركز ذاته،  أن السبب “يتمثل في اختلال التوازن الطبيعي بين الحيوانات، بعد تهجير كلاب ضالة من مجموعة من المدن إلى هذه القرى بإقليم زاكورة”.

وأفادت مصادر لـ”غرين آريا”، أن” يوم الخميس تم قتل أكثر من مائة كلب من الكلاب الضالة بدواوير زاكورة، المصاب أهلها بداء الليشمانيا”.

الخبر سبب إستياءاً  بين  حقوقيين مغاربة، وفي هذا السياق، أصدر المركز المغربي لحقوق الإنسان، تقريرا حصلت  “غرين آريا” على نسخه منه، ” أن تهجير الكلاب   تسبب في انقراض وهجرة القطط، التي كانت تتغذى على الفئران، الأمر الذي ساعد على تطاثر هذه الأخيرة بكثافة رهيبة، وجعلها تتواجد نهارا جهارا في كل المناطق، بحيث تتغذى الحشرات على دم هذه الفئران، ثم تنتقل إلى جلد الإنسان لتتغذى منه، لتنقل إليه المرض”.

و من خلال التحريات والتحقيقات الدقيقة التي قام بها المركز المغربي لحقوق الإنسان بعين المكان، خلال اليومين الماضيين، تبين أن الأسباب الحقيقية لانتشار الليشمانيا ليس في غياب النظافة، كما تدعي وزارة الصحة، وإن كان مشكل النظافة محفز لانتشار الوباء.

وأكد عبد الإله الخضري، رئيس المركز لحقوق الإنسان، ضمن حديثه لـ”غرين آريا”: ” أنه اتضح أن تدخلات وزارة الصحة بالمنطقة منذ مدة، كان محتشما جدا، قياسا مع خطورة الداء وتداعياته وانتشاره بالمنطقة، حيث لم تتمكن المجهودات المبذولة من احتواء داء الليشمانيا، ذلك أن مستوصف “تنزولين” مثلا، لا يوجد به سوى ممرض واحد، يستقبل بعض الحالات، علما ان الساكنة في الجامعة يفوق تعدادها 14000 نسمة، ولا يوجد أي طبيب، ونفس الأمر ينطبق على جماعة بوزروال”.

ومن جهة أخرى، كشف التقرير أن الإصابات  بالليشمانيا تركزت « بقرية “الحدان” و زاوية “الدرب” و زاوية “امزاور” و “تمكشاك” بشكل يكاد يكون معمما، حيث هناك بعض الأسر يحمل جميع أفرادها الإصابة بهذا الداء، وقد تضرر بشكل خطير الأطفال و النساء. كما تعرف جماعة بوزروال المجاورة نفس الحالة”.

اختلال التوازن الطبيعي

وشدد  المركز المغربي لحقوق الإنسان أن المغاربة بقرى المجاور لمنطقة “زاكورة” “تطالب بحلول جذرية وليس ترقيعية، مع وضع حد للكلاب الضالة التي تتسبب بعد تهجيرها في اختلال التوازن الطبيعي، مما يؤدي حتما إلى هذه الكارثة، في مدة لا تتجاوز السنة  تقريبا، ويجب وضع حد لانتشار النفايات، التي تتغذي عليها الفئران، والتي تجد ضالتها في الخشخاش المتواجد بكثرة بدوره في المنطقة، بسبب تداعيات الجفاف”.

أطفال وشباب ونساء من مختلف الأعمار يصابون بتشوهات في وجوههم، بسبب داء اللشمانيا بلا ذنب ارتكبوه، ويذكر أن “الطريقة التي يتم بها تقديم اللقاح حاليا لفائدة الساكنة طريقة غير صحية، فالعديد من المواطنين لا يستطيعون الاستفادة من اللقاح، لسوء استقبال المواطنين” وفقا للمركز الحقوقي ذاته.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This