كم من المرات تعاكسنا الحياة لنقف مشلولين الحراك في غياب المعرفة  حول كيفية مواجهة مشاكلنا اليومية خصوصاً الصعبة منها، فكان لا بد من قدرة تفاعلية داخلية لتعطينا قوة دفاعية وسط مهارة تحتاج من يوقظها لمواجهة مصاعب العالم بروح قيادية تحفز فينا مكامن  القوة الداخلية. لذلك  كان لا بد من اختصاص في هذا المضمار الا و هو التدريب على تطوير الذات و ما يسمى بالانكليزية Personal Life Coach اي تدريب الحياة او لايف كوتشنيغ  اي تعليم الناس كيف يديرون دفة حياتهم في الاتجاه الصحيح، في اكتشاف الطاقات الكامنة  في داخلهم وغير المكتشفة والتي قد تجعلهم في حال أفضل يجعلهم يفكرون بأكثر من طريقة وفق الحلول التي تناسبهم  ليبقى السؤال : كيف يتم ذلك بالشكل الصحيح دون ان يكون هناك متعدين على المهنة حتى لا يقع المتلقي على التدريب في خانة الضياع اوالمتاجرة به  ؟

حملة للتوعية حول حقيقة التدريب

” لقد صار لبنان على الخريطة العالمية في التدريب على تطوير الذات ” هذا ما ابرز ما اعلنته نائب رئيس الجمعية  اللبنانية لمدربين تطوير الذات الدكتورة تاتيانا  فاضل كتي ل greenarea.info حيث شرحت بإسهاب ماهية هذه المهنة في مساعدة الانسان على تمكين  وتدريب مكامن القوة في داخله وجهة اختلافها عن العلاج النفسي.  فقالت: ” ان عمر هذه المهنة “لايف كوتشينغ” حوالي 15 سنة حيث عرفها لبنان حديثا فاطلقنا حملة توعية للتوجيه نحو هذا التخصص في المجتمع اللبناني. لذلك كجمعية  اللبنانية لمدربين تطوير الذات  استطعنا  ان نلتحق  ضمن فريق العمل في الاتحاد العالمي لمدربي  تطوير الذات  وذلك بعد جهود كبيرة  حيث  حصلنا على شرعية العمل من الدولة اللبنانية  و بتنا  على الخريطة العالمية  خصوصا و ان هذه المهنة فتية في لبنان.  لكن اهمية  هذا الحدث يكمن في  توجيه المهنة على تطوير تدريب الذات ليضعها في مصداقية اكثر  لنعرف من هم الاشخاص المدربين المعترفين عالميا كي يبقوا تحت مظلة الاتحاد مما  يكون عندهم الكفاءة  والمعلومات و المهنية والمصداقية  .”

اضافت  الدكتورة  كتي :” ان  دور المدرب على تطوير الذات  يقتصر في مواكبة و اعطاء الدعم لمشاكلنا في الحياة التي نمر بها دون الرجوع الى ماضينا بل ينطلق من واقع حاضرنا  في تحديد كل من  العقبات  والاهداف الواجب الوصول اليها  وايضا نقاط الضعف التي  نعاني منها  مع ابراز  نقاط  القوة عندنا . كل هذه الامور يكشفها المدرب لايف كوتشينغ ما يدور في  داخلنا ليخرجها الى العلن لكي نراها بوضوح اكثر و يضع يده بيدنا لكي نتخطاها سويا و عندما تتم المعالجة يقام الاحتفال في المناسبة .و الجدير  ذكره  اننا نختلف عن المعالج النفسي كون هذا الاخير يعود الى الماضي والى الامورالعائلية  ومسببات المشكلة ، اما نحن ننطلق من الحاضر الى الامام حيث  نحدد العقبة  لازالتها ، الأمر الذي يخضع  الشخص الى جلسات تدربيبة اما  من خلال فريق عمل او ورشة عمل او عدة حلقات توعية اعلامية حيث لمسنا اقبالا كثيرا عليها  من مختلف الاعمار حيث ان هناك اختصاصات في هذا المضمار من تطوير قدرات مهارات  و تحفيز المراة الى التغذية  والحد من المشاكل الزوجية . مع الاشارة الى ان  لايف كوتشيغ  ليس علاجا بل تدريب و تمكين  وما يهمني قوله ان غدا يوم افضل  دون التوقف على حواجز لها حلول  فكل مشكلة تعترضنا لها حل و لها طريقة ننظر اليها  و تكون تحفيزية .”

لا بد  من مراقبة أدائه وانه ليس علاج نفسي

بالمقابل توقف الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد عبر ال greenarea.info  حول بعض النقاط الاساسية في تداعيات التدريب في هذا الاختصاص الحديث اذا كان مراقبا من  وزارة الصحة لكي يثبت فعاليته بجدراة خوفا من المتاجرة فيه دون ضوابط قانونية مما قال : ”  ان هذا الاختصاص  “لايف كوتشينغ” الموجود في اميركا  يعود الى كل من الاميركي الدكتور بوب بروكتر الذي اطلقه و اخر من لندن الدكتور انطوني روبنز  بهدف القيام بمحاضرات تحفيزية و لتقوية معنويات الاشخاص  حيث انتشر هذا  الاختصاص  بقوة في العالم خصوصا في لبنان.  فلابد من التعرف عليه اذا كان ضمن الاطر القانونية  خصوصا  و ان هذا الاختصاص ليس ديبلوما جامعيا لانه مرتكز على الحضور  و ليس اكثر اي ليس من حضر ورشة عمل عن التدريب يكون متخصصا في هذا المضمار و هنا على  الدولة تحديد هذه الامور في ما يتعلق   بالحصص  التعليمية الواجب اتخاذها او القوانين التي تسمح بممارسة هذه المهنة حيث ان  هناك متعدين على  هذه المهنة  “لايف كوتشينغ” عالجوا مرضى عقليين مما ازادادت  لديهم المشكلة اكثر . لذا لابد من التوقف هل الذي يمارس مهنة لايف كوتشينغ يملك شهادة صحية معترف بها من وزارة الصحة للحصول على اذن مزاولة المهنة كما و انه هل  وزارة  الصحة لديها علم بهذا الاختصاص الحديث  لان هناك خوف من معالجة  خاطئة لمريض في الامراض العقلية او يعاني من عقد نفسية  كون ذلك ليس من ليس من اختصاصه و تكون النتيجة خاطئة .”

و اضاف الدكتور سعد :”  ان الاختصاص لايف كوتشينغ  يفيد الشخص العادي عندما يكون عاجز عن اثبات النجاح في حياته  فيزوّده بطرق تحفيزية  في اتباع خطوات تغييرية  في اخذ قرارات مناسبة  لكي يصل الى مرحلة الرضى عن النفس. انما السؤال  هنا لماذا لا يعود “لايف كوتشنيغ”  الى ماضي الشخص  لمعالجته  في العمق كون اي شخص مضطرب نفسيا يبقى  متعلقا بماضيه و ذلك يبرز واضحا  في شخصيته مما ينتج عن ذلك  شخصية معقدة من وراء اهله و انطلاقا من ذلك من الواجب  معاينة الشخص لمريض نفسيا ان يمرعند الطبيب النفسي  للمعالج للتاكد من حالته  النفسية  قبل توجهه الى المدرب  لايف كوتشنيغ كون الطبيبعة البشرية  صعبة تحديدها  و المسالة دقيقة للغاية.”

التركيز حول تعاطي مع سلبيات الحياة بفرح و فعالية اكثر

بدورها اوضحت الاختصاصية في التدريب  الحياتية و في البرمجة اللغوية العصبية  الدكتورة دارين داوود مفرج ل greenarea.info : ” ان الدراسات في العلوم الانسانية شهدت تطورا على يد اختصاصيين  في هذا المضمار  و منذ سنوات بدأت بما يسمى لايف كوتشنيغ  بهدف تطوير شخصية الانسان  في  اداء تحسين العمل حتى الامور الشخصية حيث بات كل انسان يحتاج الى تطوير قدراته نظرا للضغوطات التي يعيشها  بهدف التخفيف عنها  مما يكمن دورنا كلايف كوتشينغ لترتيب افكار الانسان ومساعدته في اعطاء  الاولية  في حياته   في تحديد نقاط الضعف  بهدف تطوير مهارات الحياة  كي  يكون انسانا فعالا ومتطورا في حياته ليكون سعيد ا في اي عمل يقوم به اي  ان يكون  التركيز حول التعاطي مع سلبيات الحياة بفرح و فعالية اكثر  لان اكترية مشاكلنا  تكون في  نظرتنا للامور .”

من يراقب لضبط المتعدين على المهنة ؟!

الا ان الاهم ما توقفت عنده الاختصاصية في المتابعة النفسية  شنتال خليل عبر ال greenarea.info حول مدى فعالية التدريب في الاصول المتبعة تفاديا لاية تعديات على مهنة لايف كوتشينغ مما قالت  :”ان مهنة لايف كوتشيغ  لا  تعمل فقط على الحالة النفسية بل التركيز على نقاط القوة عند الانسان   فعند الطفل   تسعى الى تطوير القدرات الفكرية  لديه في التربية الايجابية  اي تحديد مكامن  نقاط القوة لديه  بدل السلبية حيث تدخل في اطار نمو الدماغ  لتدريبه الى موقع  القيادة عند مرحلة البلوغ  و ايضا  نجد بعض الاحيان نساء يخضعن للتدريب  لتقوية شخصيتهن  تجاه العنف الذي  يتعرضن له . اذ ان لايف  كوتشينغ ينقلك من مكان  يكون الانسان  فيه ضعيفا الى قدرات اقوى  لكي يعرف يستعملها  في مواجهة التحديات فكلما يكون المدرب جيدا  كلما ساعد في تحسين و تحصين المجتمع.”

من جهة اخرى حذرت خليل :” بانه  بكل اسف نجد هناك متعدين على مهنة لايف كوتشينغ بهدف المتاجرة به لان الذي  يعمل تحفيز القدرات الفكرية للطفل  يجب ان يكون عنده اختصاص  في هذا المضمار  و على سبيل المثال عندما تصل  كلفة جلسة  التدريب   الواحدة الى 90 دولار   للشخص الواحد  فهل يستفيد  عندها الاهل  من التوجيه  و التدريب ؟ كما و انه لا ينفع هذا الأمر لمن يعانون من اضطرابات نفسية او امراض عضوية  على سبيل المثال مرض التوحد  حيث يجب ان يكون  لايف كوتشينغ ملما بالنمو الفيزيةلوجي عند الطفل المصاب بالتوحد  اواقله لديه   فكرة  عنه و عن المشاكل النفسية  الناتجة منه دون المتاجرة بالناس  .”

التدريب بقوة على مواجهة المشاكل

الى رأي الاختصاصي في علم النفس الدكتور نبيل خوري الذي رأى عبر ال greenarea.info :” ان  المعالج النفسي  يعالج الامراض النفسية بينما لايف كوتشينغ يساعد  في امكانية  تجاوز الدخول في المشكلة التي يواجهها الانسان ويعلمه على  تطوير القدرات  لمواجهة اي صعوبة  كي لا يصل الى الحالة النفسية المتأزمة .  فكلما كانت هذه الاخيرة في بدايتها يستطيع لايف كوتشيغ  معالجتها   ايجادالحلول المناسبة  سواء المشاكل العائلية او  المهنية  بهدف تحسين القدرات التفاعلية عند الانسان  لكي  يبني على اساسها شخصية جديدة فيها حصانات جديدة لمواجهة الحالة النفسية  التي فيها وفق كفائته .”

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This