توالت الأخبار في الفترة الأخيرة عن حوادث عضّ من كلاب، شاردة وأليفة، إما لأصحابها أو لأناس عاديين صادفوا تلك الحيوانات على الطريق، وآخرها حادثة مقتل الشاب إيلي نافعة بسبب إصابته بـ “داء الكلب” جرّاء عضّة كلب يملكه صديقه!
تلك الحادثة قد لا تكون الأخيرة، ففي بحث بسيط عبر محرّك البحث “غوغل” عن ضحايا عضّات الكلاب، نجد نسبة لا بأس بها من حوادث أليمة لم تفرّق بين طفل أو مراهق، شاب أو عجوز.
لا نكتب هذا المقال كراهية بهذه الحيوانات، أو تهجّماً عليها، لكن واقع الأمور وما آلت إليه من إرتفاع في أعداد الضحايا، خصوصاً في ظل عودة “داء الكلب” إلى الإنتشار بكثرة لأسباب باتت معروفة، أوّلها تلوّث الأجواء والطرقات بالنفايات السامة، كل هذه الأمور تدفع إلى التساؤل: ماذا يفعل المرء إذا هاجمه كلب، شارد كان أم أليف؟ هل يقتله، فيصبح لا مفرّ من جمعيات الرفق بالحيوان والبيئيين المدافعين عن حقوق الحيوانات بشراسة؟ أم يتعارك معه ليصبح إما قاتل أو مقتول؟ أو يرحّب بعضة الكلب وبدائه إن كان حامله؟
لا مجال هنا لرمي سهام المسؤولية على الدولة، فالكلب الأليف من مسؤولية صاحبه أما بالنسبة للكلاب الشاردة، فالكل بات يعلم أن الدولة لم تستطع حلّ أمور البشر فكيف لها أن تحلّ أمور الكلاب الشاردة؟
لن يستطيع أحد الردّ على هذه الأسئلة، وحده الذي يتعرض لهكذا موقف قد يقوم بفعل لا يتوقّعه أحد، ورغم أن الكلاب الأليفة من المفترض أن تكون ملقّحة ضد “داء الكلب”، إلا أنه وفي ظل الإستهتار الحاصل في هذا البلد من جهة، فضلاً عن نقص في عدد اللقاحات المضادة .. حصلت المصيبة.
بين المستشفى ووزارة الصحة، ضاعت طاسة المسؤولية، إلا أن اللجنة الوطنية للأمراض الأنتقالية في بروتوكولها الصادر منذ حوالى سنة ونصف السنة، أجمعت على أن الكلب الأليف الملقّح إذا عضّ الإنسان، لا يتطلّب الأمر إعطاء اللقاحات المضادة لغياب الحاجة لها. والسبب الرئيسي لهذا القرار كان الإستهلاك غير المسبوق للقاحات ضد الكلب والأمصال، الأمر الذي أجبر الوزارة على ترشيد الإستهلاك. لكن لا يمكن ضمان صحة الضحية إن لم يكن يملك صاحب الكلب الأليف شهادة بالتطعيمات المعطاة للحيوان لضمان عدم إمكانية إصابته بـ “داء الكلب” وبالتالي نقل المرض إلى الضحية!
كالعادة، دائماً هناك جهة لا تقوم بدورها على أكمل وجه، وبعد الخسارة التي منيت بها عائلة نافعة، لا مجال للبحث في الأسباب لأن الثمن هذه المرة كان باهظاً، فهل يسمح في القرن الـ 21 ن يموت أن يموت إنسان بسبب عضة كلب، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن داءه مرض فيروسي يمكن الوقاية منه باللقاحات ويظهر في أكثر من 150 بلداً وإقليماً !!