لعشاق السياحة الجبلية والمناظر الطبيعية الساحرة، وللباحثين عن الهدوء المستفز للذات، ما عليهم سوى زيارة بحيرة “بين الويدان” في المغرب ،المكان الذي يلتقي فيه شموخ الجبال وسحر الغابات.

هي بحيرة  تقبع في نهاية “الأطلس المتوسط”، لتبتدأ سلسلة من جبال “الأطلس الكبير”، وتمتد على مساحة أكثر من 20 كيلومترا، تبعد البحيرة عن مدينة “أزيلال” بنحو 30 كيلومترا وعن مدينة “بني ملال” بـ45 كيلومترا.

WhatsApp Image 2018-02-15 at 9.16.06 AM (1)

كما أنها مكان طبيعي خلاب بامتياز، حيث الغابات التي تتضمن  أصناف هامة من أشجار البلوط والعرعار، وتعلوها الجبال من جهات عدة، حيث القرى الأمازيغية وحياة الساكنة.

ما يميز هذه المنطقة هو أن زيارتها تتناسب مع كل الأوقات والفصول، لهذا يتدفق على المنطقة سائحون أجانب أو من المناطق المغربية المختلفة والمدن المجاورة بقصد  التمتع بالهدوء وجمال الطبيعة وممارسة العديد من الهوايات، مثل السباحة أوالغطس والصيد  وركوب الدراجات المائية والمراكب التي تبدو راسية بجنبات البحيرة. أيضا فهي بمثابة مورد رزق هام لبعض الساكنة، فجولة واحدة قد تبتدأ من 10 دولار إلى أكثر.

WhatsApp Image 2018-02-15 at 9.16.06 AM

سميت المنطقة بـ”بين الويدان” لأنها تقع بين وادي “العبيد” ووادي “أحنصال”، وكذلك لأن السد بني على نهرين، وسمي السد أيضا بسد “بين الويدان”، والذي قام بتصميمه المهندس “أندريه كوين” عام 1950 على وادي العبيد، حيث بني بطريقة رفيعة جدا على شكل قوس، ويعد أعلى سد في أفريقيا ومن أكبر السدود من حيث إنتاج الطاقة الكهربائية، ويعد أيضا من أهم المنشآت المائية التي تتوفر عليها جهة (منطقة) تادلة – أزيلال، حيث تقدر مساحته بـ1300 مليون متر مربع، ويسقي أكثر من 69 ألف هكتار من منطقة بني موسى، كما يتوافر السد في أسفله على معمل لتوليد الطاقة يقدر إنتاجه السنوي بـ200 مليون كيلووات، وتبرز أهمية الأراضي السقوية في كونها تشكل أربعين في المائة من مجموع المساحة الصالحة للزراعة في إقليم بني ملال.

WhatsApp Image 2018-02-15 at 9.16.06 AM (2)

وجه آخر لجمال “بين الويدان”

على الرغم من جمال المنطقة إلا أنها تعاني من مشاكل عدة أولها الفقر المدقع التي تعيشه ساكنة القرى المجاورة للمنطقة “بين الويدان”، وتهميش واضح من المسؤولين لهذه المنطقة.

عند زيارتنا لهذه المنطقة، لاحظنا غياب البنيات التحتية وغياب مرافق سياحية دون أن ننسى حياة الساكنة الصعبة خاصة النساء منهم.

كشفت لنا  حادة خيراوي فاعلة جمعوية عن جمعية “صوت المرأة الأمازيغية”، الكثير من أسرار المنطقة وهي تحدثنا  بكثير من الفخر عن إنتمائها  للمنطقة وعن جزء من  تاريخها، خصوصا  “عن حقبة المجاهد أحنصال الذي تزعم المقاومة ضد القوات الفرنسية في جهة الأطلس الكبير منذ أن وطأت قدم المستعمر أرض الوطن، وعن غزواته والمعارك الشرسة التي خاضها ضد القوات الفرنسية بالمنطقة والقريبة من السد بين الويدان وبحيرته، فمنطقة “بين الويدان” تشهد عن بطولته التي لا تنتهي ضد الاستعمار الفرنسي” على حد من تعبيرها.

WhatsApp Image 2018-02-15 at 9.16.06 AM (3)

لكن  ما يؤرق حادة خيراوي  وغيرها من الحقوقيات اللواتي  ينتمين إلى المنطقة، هو الفقر المدقع الذي تعيشه منطقة أزيلال وضواحيها مثل “بين الويدان” وغيرها من القرى المجاورة، مما يدفع بعض الأهالي لتزويج بناتهن وهن قاصرات للتخلص من مصاريفهن مستغلين القانون الذي يسمح بذلك، تعلق حادة على هذا الموضوع بكثير من الغضب:” منطقة أزيلال والمناطق المجاورة لها، هي منطقة غنية بالمعادن والثروات الطبيعية، لكن هذه الثروات لا تستغل لتنمية هذه المنطقة الساحرة بل نجد العكس؛ فإفقار ر هذه المنطقة يدفع الأعالي إلى تزويج طفلاتهن، مما يفرز لنا الكثير من المشاكل الاجتماعية مثل أمهات عازبات واطفال غير أسوياء، إضافة إلى أن الأهالي يعيشون  حياة مزرية، هنا لا توجد مرافق سياحية  على الرغم من أن المنطقة سياحية فعلا إضافة إلى غياب المدارس والمستشفيات..”.

كما أن المنطقة تفتقر  أيضا إلى  الفنادق، فهي معدودة على رؤوس الأصابع، وأحيانا تكون باهظة الثمن

ولا ننسى أن نذكر متحف الديناصورأنجزته جهة تادلة أزيلال، والذي يوجد به الهــيكل العظمي لديناصور المنطقة، لكن المتحف لا يعمل دون معرفة سبب ذلك.

يقول أحد ساكنة لـ”غرين آريا” أن “المنطقة جميلة جدا ما ينقصها سوى إهتمام المسؤولين بها، منطقتنا غنية بثروات الطبيعية والثروات المائية نحن هنا نصدر الثروة المائية للمناطق الأخرى، لكننا كما ترون نفتقر إلى شروط العيش الكريم”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This