فعلاً يصحّ القول أن “الأكل هو فشة خلق”، فإذا حزنّا توقفنا عن تناول الطعام وإن فرحنا تناولناه بشراهة، والعكس صحيح، حيث يعبّر البعض عن حالتهم النفسية من خلال طعامهم. فكيف يكون الوضع في ظل عيش الإنسان في حالة متواصلة من التشنّج اليومي جراء الأوضاع الإقتصادية، الإجتماعية، وغيرها ؟

وإذ لا يمكن تناسي أضرار الشراهة في الأكل على جسم الإنسان، يبقى السؤال: الى اي مدى ترتبط الإضطرابات الغذائية بالأزمات النفسية ؟

الأزمات النفسية و اضطرابات الاكل

اهم ما توقفت عنده الاختصاصية في  التغذية الدكتورة  بسكال ثابت بانه فعلا هناك علاقة بين الحالة النفسية و الاضطرابات الغذائية مما قالت ل greenarea.info :”ان هذا الامر مرتبط بعاملين الاول  كالحالة النفسية غير البيولوجية مرتبطة بنوع معين  من الاكل كالتعلق بالشوكولا  الذي بات يرضينا نفسيا  في حال كنا  في حزن فبمجرد ما احد قدمه لنا  فهذا دليل على الاهتمام  بنا  بما يعني المشاعرتتحكم  فينا.  والعامل الثاني  الحالة النفسية بحتة حيث  تتحكم في نفسيتنا كالهورمونات  السيروتونين و الادرانالين اي  في حال كنا  بحالة حزن غير مرتاحين ، تكون نسبة الادرنالين مرتفعة اما  اذا كنا مرتاحين يعني نسبة السيروتونين عالية . كما و ان  هناك  بعض انواع الاكل تتحكم  في تصنيع الادرنالين  والسيروتونين  شرط معرفة هوية الماكولات التي ترفع من النوائل العصبية  كالبروتينات  التي تدخل في تصنيع هورمون السعادة عدا  المعادن المانيزوم  والبوتاسيوم و الزيوت الجيدة كاالجوز واللوز  و الاوميغا 3 او6 عدا النشويات و السكريات.. جميعها تدخل في تحفيز هومونات السعادة انما  المشكلة في السكريات  كالشوكولا الذي يحتوي على بعض المعادن كما وانه يرفع من نسبة السكر في الدم يعطي راحة نفسية و بالتالي يعود الجسم لمقاومة كمية السكر المرتفعة  مما نعود الى الحالة التي كنا بها مما يعني ان الشوكولا يعطي سعادة انما موقتة لذلك نجد في الفالتين تنتشر الماكولات البحرية  والكثير من الشوكولا و العسل  والسومو كونها ترفع من هورمون السعادة وبالتالي تؤثر على الهورمونات الجنسية.  كما و ان هناك انواع ماكولات  لها تاثير معاكس  كالملونات  والكيمائيات   تعجز الخلية العصبية  في ان تتلقى المواد الصحيحة النافعة  الأمر الذي يجعلنا نجد  أن اكثر الاشخاص الذين ياكلون الاكل السريع و الزيوت المتحولة حالتهم النفسية غير سليمة  بينما الاشخاص  الذين ياكلون الاكل الصحي من بروتينات  وزيوت جيدة و خضار و فواكه فيها مضادات اكسدة تتلقى هورمونات السعادة .”

و تابعت الدكتورة تابث :”كما لاحظنا ان الاشخاص  الذين لاياكلون نتيجة  التعصيب، يكون السكر في الدم منخفض مما يعني الحالة النفسية غير مرتبطة بالاكل متل الوضع العائلي و الاجتماعي مع العلم ان  الاكل يشكل قسما معينا من الحالة النفسية انما المهم تنظيم اوقات  الطعام  لكي يظل معدل السكر ثابت مع اهمية تنظيم اوقات وجبات الاطعمة واختيار الماكولات الصحية الغنية بالبروتينات والمعادن الجيدة والزيوت الصحية فكلما تنوع اكلنا كلما  نكون بذلك اخذنا كل العناصر الغذائية  الصحيحة مع الابتعاد عن المواد المصنعة والملونة لانها تلوث خلايا الجسم وتسبب الامراض والاوجاع  التي تزيد من الحالة النفسية السيئة و تبطىء دور هورمونات السعادة .”

قلة النوم تزيد من المشاكل الصحية و النفسية معاً

الا ان الاختصاصية في التغذية الدكتورة جانين عواد اعتبرت عبر ال greenarea.info:” لاشك ان الضغط النفسي او الحالة النفسية  تعتبر السبب الرئيسي للسمنة او العكس تماما كالانوريكسا او البوليما  كما و انه  لاحظنا أن التوتّر   يسبب قلة النوم  حيث انه كلما انخفضت  الهورمونات الميلاتونين  او التيربتوفان كلما خفت نسبة التركيز عندنا  وايضا كلما قلت ساعات النوم  كلما زادت الشراهة لانها مرتبطة ببعض الهورمونات  المؤثرة المتصلة بالجهاز العصبي  كالكورتيزول . لذا  اذا  لم نتحكم بالهورمونات عندها تشعرنا  طول النهار  ان عندنا ميول دائما  للحلويات الكثيرة او الملح كثيرا  دون ان ننسى  نسبة الايض تكون اقل من كمية الحرق التي نعملها في الاكل . كما وانه لاحظنا  ان هناك اشخاص عندما توتر الاعصاب  يتجهون الى  الشراهة بالاكل  او يتوقفون عن الاكل  و نشعر انهم يخسرون الوزن  في فترة قصيرة مما ترتفع نسبة الايض عندهم  اي حرق الاكل تزاداد  نظرا لكمية الاكل  القليلة  المحتاجة الى الجسم  .”

واضافت الدكتورة عواد :”  ان المشكلة الاكبر  التي نعانيها اليوم التشنج الذي  هو عامل اساسي يحركنا وبالتالي لابد من الحد منه ضمن معالجة فريق عمل  من  اختصاصية  تغذية الى طبيب نفسي الى معالج نفسي  بعدما لاحظنا ان التشنج يزيد من دقات القلب  السريعة  خصوصا عندما تقل ساعات النوم و العصبية  لان  عندما نسال المريض لماذا عندك شراهة بالاكل يرد علينا انه  ياكل كفشة خلق  او مصدر لذة سواء فرحانين ام حزينين  حيث ان كثير من الناس تميل الى المالح مما يسبب بزيادة وزن  واخرون يميلون الى الحلو يسبب ايضا زيادة وزن  لان نسبة عدد السعرات الحرارية  هي العالية حيث يلجؤون  الى انواع اكل غير مفيدة  .”

و اهم ما اعلنته  الدكتورة عواد :” ان الشعوب في الشرق الوسط كلبنان  تكون عملية الاكل مرتبطة بالانفعال وبما نشعر به  فاذا  فرحنا ناكل  او العكس  تماما  والاهم  انه هناك الكثير  يزورون اختصاصيين تغذية من دون نتيجة لان  هؤلاء  لا ينتبهوا ان يسالوا المريض ماهي عدد ساعات النوم التي  تؤمنها لجسمك يوميا فكلما قلت ساعات النوم كلما زاد التوتر في الجسم  كون المعدل لساعات النوم بين 6 او 8 ساعات يوميا  بشرط  تكون متواصلة  لان اي خلل في ذلك يزيد من البدانة.”

خوف من البدانة

بدورها رأت الاختصاصية في امراض الغدد و السكري الدكتورة بيريل الحاج بان الاكل العاطفي له علاقة ايضا بوظفية الغدد مما قالت ل greenarea.info :”هناك الكثير من الناس تعاني  بما يسمى الاكل العاطفي فاذا توتّر يأكل وإذا فرح يأكل. اما بالنسبة للغدد الصماء  فهناك الغدة الدرقية  التي تؤثر  على الشهية  لانها اذا اشتغلت كثيرا  ياكل الانسان بشراهة و يشعر بانه مازال نحيفا حيث ان عملية الايض تكون سريعة عنده  اما اذا اشتغلت بطيء  و ياكل قليلا  يشعر انه اصبح بدينا  كون عملية الايض بطيئة عنده بما يعني  ان الغدة الدرقية واحدة من الغدد التي تؤثر على الشهية بمثابة  الموتور المحرك للايض في الجسم بما يعني انها تؤثر بصورة غير مباشرة على الحالة النفسية .”

و الجدير ذكره  حسب رأي الدكتورة الحاج :” ان المشكلة في لبنان ليس هناك من فريق عمل يعرف كيف يتعاطى مع هذه الحالات  المرضية  مع العلم  انه يجب ان يمر بفريق عمل طبيب غدد و سكري  و اختصاصية تغذية  ومعالج نفسي  كما هو الحال في بلدان الخارج اسمه  LIFE COASHING بما يعني يعلمون  المرضى كيف يتعاطون مع انفعلاتهم  دون اللجوء الى فشة خلق بالاكل  او السيجارة بل  بالرياضة  تجنبا لمرض البدانة مرض العصر.”

انطلاقا من ذلك اوضح الاختصاصي في الغدد و السكري الدكتور ابراهيم السلطي  ل greenarea.info:”اغلب الناس  عند  التوتر ياكلون كتيرا مما يصابون ليس فقط بالسكري بل في الضغط و امراض الشرايين و القلب و اخرون  بالعكس ينقص وزنهم وهنا  اقل خطورة صحيا مما يكون  العلاج نفسي و طبي معا لان اهم شيء  ان يتخلى  الانسان عن الشراهة والاكل حسب الحالة الصحية .”

الى رأي  الاختصاصي في التغذية الدكتور عمر عبيد  الذي اعتبر عبر ال greenarea.info:” ان  الحالة النفسية خصوصا في حال الانهيار النفسي  لها علاقة بمدى الشهية على الاكل، فاما نجد الشراهة او انقطاع عن الاكل  اما بالنسبة لانوركسيا  او البوليميا فالسبب هو اخر ليس نفسي فقط  مما  نجدها  في الطبقة المتعلمة  في اكثر الاحيان  في استعمال ضغط الاهل النفسي  القاسي على اولادهم للتحصيل الدراسي مما  يؤثر ذلك على الحالة النفسية لديهم  وبالتالي ياخذون موقفا حيال  الاكل .”

اما الاختصاصي في الغدد و السكري الدكتور شوقي حداد  فنصح عبر ال greenarea.info: “عادة نحن لا نحبذ كثرة الشراهة على الاكل خوفا من البدانة و نتائجها التي تؤدي الى  السكري من النوع الثاني  و الازمة النفسية الثي يعاني منها المريض السكري بانه محروم من بعض الاطعمة نظرا للعلاج الذي يتناوله اما بالنسبة بشكل عام الى مدى تاثير العامل النفسي على الاكل فقد نجد هذه الحالة الاخيرة خصوصا عند النساء اللواتي يرغبن بالتنحيف و ما تترك البدانة من اثر نفسي عليهن لذا اهمية الحوار مع المريض حول ما هي الماكولات الواجب تناولها و اخرى تفاديها و اي ساعة يجب تناول الاكل عدا انه اذا لم يتجاوب معنا نضطر الى العلاج الدوائي  او الجراحي للحد من الشهية المفرطة .”

ماوراء الاضطرابات الغذائية ازمات نفسية  متراكمة منذ الطفولة

اهم ما اعلنته الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ادي شكور ل greenarea.info : “كل ما يسمى سواء ازمة نفسية وما ينتجع منها من مشاكل في الاكل سواء الانوركسيا او البوليما او غير ذلك تسمى اضطرابات غذائية و هذا يعود الى المشاكل النفسية المتراكمة عند الانسان منذ الطفولة في علاقته مع والدته من عمر صفر للسنة و نصف و علاقته مع والدته  عند تناله الاكل كما و انه كل شخص يعمل  ردة فعل على طريقته، كل ذلك مرتبط بما حصل مع الانسان في عمر الطفولة كيف كان يتصرف عندما تغيب امه عنه لساعات كيف انقطعت عنه في تامين الاكل و يسترد احاسيسه في صغره  كحب الام و الاعتناء به لذلك نعتبر الاضطرابات الغذائية سببها نفسي .”

من جهة اخرى  تحدثت باسهاب الاختصاصية في  المتابعة النفسية الجسدية شنتال خليل  ل greenarea.info:”عندما نربط المشاعر بالاكل في حال اكل عنده كفاءة وعندما يصل عند المراهقة تكثر مشاكله مع اهله مما يولد لديه ردات فعل عكسية اما يكثرالاكل او ينقطع عنها لذلك الاضطرابات النفسية لها تاثير مباشر على الشهية  على الاكل لذلك نطلب من الاهل  ان لا يربطوا المزيد من الاكل عند الولد و المكافاة  بل  يجب تركه  على حاله لان فرز هورمون السعادة السيروتونين  تكون مؤقتة و الراحة النفسية لا تدوم . اما اذا وقعنا في حالات في البوليميا اوالانوركسيا هناك علاجات خاصة لديها حيث ان  العلاج النفسي يكون داعما لها لان الحل في النهاية هو الاستقرار النفسي في البيئة المحيطة التي تحمينا  من الاضطرابات النفسية التي تؤثر على الشباب  اكثر من المتقدمين في العمر .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This