“ما تنطروا قلبكم ما بينطر”عنوان الحملة الوطنية للكشف المبكر عن أمراض القلب والشرايين التي اطلقت برعاية وزارة الصحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من أمراض القلب والشرايين ومؤسسة يدنا اي مركز صحة قلب المرأة في ظل نسبة مرتفعة من الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي تبلغ 16% من الشعب اللبناني والتي تتسبب بـ 47% من الوفيات في لبنان حسب ما اعلنت وزارة الصحة.
الا ان السؤال الاهم يبقى : كيف يمكن الحد من امراض القلب طالما حملات الوقاية موسمية ؟
مطلوب تحفيز التوعية بمعلومات صحيحة
في هذا الاطار اهم ما توقف عنده الاختصاصي في امراض القلب الدكتور نيكولا مسلم ل greenarea.info اهمية معرفة مصدر المعلومات الطبية الموثقة في حملات التوعية الصحية كي لا يقع المواطن ضحية المغالطات :” ان المستشفيات الكبيرة في العالم التي لها وقعها المهم في الانجازات الطبية عندها خدمة اسمها وقاية على نحو نوعين منها الاولية واخرى الثانوية . فالاولية تعني ان لا ننتظر ان يصير عندنا مرض في القلب قبل حصول عارض حيث تكمن الحماية الصحية في اجراء فحوصات الدم والكوليسترول و السكري و فحص المجهود للقلب او تصوير للقلب مرة في السنة حسب مدى تعرض الانسان لامراض القلب عدا فحص شرايين الرأس. لذا انطلاقا من ذلك نتجنب الامراض الاكثر خطورة في القلب . اما الوقاية الثانوية فعندما يصاب الانسان بمرض في القلب عليه ان يحمي نفسه دون ان ينتظر عارض صحي اخر يصاب به ،لان الهدف ضبط المشاكل الصحية في القلب دون مراجعتها. لذا فإن الدورالاساسي يقوم به طبيب القلب للحد من تداعيات امراض القلب في الكشف المستمر على المريض، من هنا اهمية دور الجمعية اللبنانية لامراض القلب في نقابة الاطباء لتحفيز التوعية و المطلوب دعمها كونها مرجع علمي طبي و ليس اي جمعية تطلق عليها اسم الحماية امراض القلب والتي قد تكون غير مؤهلة.”
بدوره تحدث الاختصاصي في امراض القلب و عضو في لجنة مؤسسة يدنا الدكتور انطوان سركيس ل greenarea.info :”ان الحملة الوقائية عن امراض القلب اطلقت بالتعاون مع وزارة الصحة و ذلك في شهر شباط من كل سنة و نحن في مركز يدنا الذي يهتم بصحة مرض القلب للمراة نتعاون مع وزارة الصحة و اللجنة الوطنية للوقاية لامراض القلب التي تشكلت منذ ثلاث سنوات لكي ننظم هذه الحملة الوقائية انطلاقا من مراكز صحيةاولية تابعة لوزارة الصحة التي تستقبل جميع الناس . كما ان النساء اللواتي عندهن احتمال الاصابة بمرض القلب تتعدى نسبتهن 10 % يتحولن الى مركز يدنا اما من ناحية الكشف المبكر لامراض الشرايين و القلب فيكمن في فحص الكوليسترول و السكري و التريغليسيرد و مخزون السكري و فحص الضغط مع التشديد على اتباع نمط حياة سليمة لها علاقة بتخفيف الوزن و ممارسة الرياضة و الحد من التدخين .”
و اضاف الدكتور سركيس :”اما الامور التي لا نستطيع ان نسيطر عليها كتقدم العمر و الجندرية اي ان الرجال معرضين للاصابة بأمراض القلب اكثر من النساء حيث ان النساء لعمر 45 سنة محميات من الهورمونات انما بعد انقطاع الطمث يصبحن معرضات للقلب مثل الرجال لذلك قررنا في مركز يدنا ان كل امراة في عمر 45 سنة عليها ان تخضع للفحص المبكر على القلب في المركز حيث يتوفر فيه اطباء على مدار الاسبوع مع اهمية اجراء فحوصات الدم و الصورة الصوتية للقلب و السكانر لمعرفة التكلس في القلب عدا التشديد على صحة التغذية .لان ما لاحظناه ان التوعية مهمة نظرا لزيادة نسبة امراض القلب المرتفعة لان في لبنان لم تتخذ الوقاية حيزا مهما كما هو الحال في الدول الاوروبية التي خففت من نسبة امراض القلب بفعل حملات التوعية بعدما تبين ان مرض شرايين القلب القاتل الاول بعد السرطان عند النساء .”
الحماية الصحية المسبقة
الى رأي الاختصاصي في امراض القلب الدكتورسلام معماري الذي شدد عبر ال greenarea.info :”ان الكشف المبكر له دور اساسي خصوصا عند الاشخاص الذين عندهم مشاكل في القلب في العائلة كما و ان الاكثر عرضة هم الرجال فوق عمر 45 سنة و النساء فوق عمر 55 سنة فمن الافضل الكشف المسبق خصوصا اذا كان هناك عوامل مسببة كالضغط العالي والكوليسترول و لسكري و التدخين و البدانة مما يعني لا بد من الحد من هذه العوامل لحماية القلب . فالاهم معرفة مستقبل المصاب في القلب ضمن الرقابة المشددة على العوامل المسببة التي نستطيع التحكم بها كخفض السكري او الدم او كوليسرول و اللجوء الى الرياضة .”
اما الاختصاصي في امراض القلب الدكتور عمر حموي فشدد عبر ال greenarea.info على اهمية تكثيف حملات التوعية من خلال الكشف المبكر لان امراض القلب مؤذية كونها تسبب الوفاة عند البالغين ولكي يكون العلاج فعالا يجب ان تستمر حملات التوعية .”
كما و ان الاختصاصي في امراض طب القلب الدكتور جوزف حداد فاوضح ال greenarea.info: “ان الكشف المبكر مهم خصوصا عند مرضى السكري و الكوليسترول و المدمنين على التدخين لان اذا ما كشفنا امراض القلب لا يمكن ان نعمل الوقاية .”
الغذاء الصحيح لحماية القلب
امام حملة التوعية فلابد من تغذية صحيحة لحماية القلب من شتى انواع الامراض مما قالت الاختصاصية في التغذية الدكتورة مايا باسيل لgreenarea.info :” ان الحمية الغذائية مهمة لحماية القلب عدا تجنب عوامل اخرى كالابتعاد عن التدخين و التلوث من دون ان ننسى عامل الوراثة . فالاكل يؤثرعلى صحة القلب بالكمية و النوعية فمن ناحية الكمية اذا اكل الانسان كثيرا يتجه الى البدانة و بالتالي خطر الاصابة بامراض القلب عدا ارتفاع الكوليسترول و الشحومات المثلتة اي التريغليسيريد يزيد خطر الاصابة في امراض القلب. اما بالنسبة لنوعية الاكل فهو ايضا يزيد الكوليسترول كالدهون المشبعة في حال تناول الماكولات المدهنة كاللحم المدهن و الزبدة و حليب كامل الدسم و مشتقاته والمقالي جميعها تزيد من نسبة الدهون المشبعة والكوليسترول السيء عدا ان استهلاك الملح بكمية كبيرة يزيد من ارتفاع ضغط الدم و بالتالي خطر الاصابة بمرض القلب .”
وزارة الصحة اطلقت شبكة امان صحية عن القلب بمسح شامل فوق عمر 40 سنة
اما رئيسة دائرة الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة الدكتورة رندة حمادة فشرحت ل greeenarea.me عن مسار الحملة الوطنية عن القلب للسنة الثانية على التوالي وستستمر لثلاثة أشهر حتى نهاية نيسان المقبل، وستنطلق من الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية والتي تحظى باعتماد كندي وتقدم خدمات للمواطنين وهي ستوفر الفحوصات المجانية المتعلقة بالقلب لمن يشاء من السيدات والرجال. أما إذا تبين أن الشخص المعني يحتاج إلى مستوى أعلى من الرعاية فتحولهم هذه المراكز إلى مركز صحة قلب المرأة التابع لمؤسسة يدنا والذي يحتوي على مختلف المعدات المتطورة لعلاج أمراض القلب .”
مما شددت الدكتورة حمادة :”ان الكشف المبكر ينقذ حياة الانسان المصاب في القلب مما عملت في وزارة الصحة مسحا لكل شخص عمره فوق 40 سنة عبر فحوصات طبية تلقائية عن امراض القلب و الامراض المتناقلة لانه تبين لنا انه بعد المسح في مراكز الرعاية الصحية الاولية ان الوقاية تخفف الوفيات و تجنب المرض القلب او السكري و كل شيء متعلق بالامراض الاوعية الدموية .”