يواجه فلاحو الجبال في المغرب معاناة ومتاعب كثيرة، بسبب ندرة وغلاء الأعلاف خاصة في المراعي المكسوة بالثلوج؛ فعلى الرغم من التساقطات المطرية والثلجية التي عرفها المغرب خلال هذه السنة، خاصة في مناطق الأطلس، إلا أن هذه التساقطات قد تكون نقمة على بعض الفلاحين.
لا يستطيع الفلاحون الصغار بجبال الأطلس اقتناء الاعلاف لتغذية الماشية، بسبب غلائها وارتفاع تكلفة نقلها إلى القرى الجبلية، خصوصا مع غياب دعم الدولة للفلاحين.
وما يزيد الوضع سوءاً أن أزمة الأعلاف بجبال أزيلال ومع ندرة الأعشاب بالمراعي، تدفع بالأغنام الى أكل الصوف من بعضها البعض، ليتساءل الفلاحون الصغار أين هو دعم وزارة الفلاحة، حتى يتمكنوا من تجاوز المرحلة بسلام والحفاظ على قطعانهم من موت محقق، بعد أن تم تسجيل نفوق عدد كبير من قطيع الماشية خلال التقلبات الجوية الاخيرة بالأطلس المغربي، الكساب المغربي في جبال الأطلس يجد نفسه عاجزا تماما عن تأمين ما تقتات به مواشيه. خاصة عندما يجد نفسه في مواجهة ذاتية مع مخلفات التساقطات الثلجية دون أن تقدم له الدولة أي دعم يذكر.
في هذا السياق، يقول عمر مجان ناشط جمعوي وحقوقي بإقليم أزيلال، يقول ضمن حديثه لـ”غرين آريا”:” إن كمية التساقطات الثلجية غير المسبوقة بالاقليم أثرت سلبا على مربي الأغنام و خاصة منهم الرحل الذين يتواجدون بأعالي الجبال، حيث كثافة الثلوج و العزلة عن العالم الخارجي، مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من رؤوس الماشية، بسبب البرد القارس و غياب الاعلاف” لافتا إلى أنه في بعض الحالات وحسب تصريح فلاحين محليين ، فإن الماشية تقتات من صوف بعضها البعض.”!
وتابع مجان حديثه لـ”غرين آريا ” “يجب على وزارة الفلاحة تفعيل وتقريب برنامجها لفائدة الفلاحين الصغار المتعلق بالاعلاف المدعمة، لأن العديد من الفلاحين المغاربة ليس بأمكانهم القدرة على شراء الاعلاف بالثمن المدعم ؛ فأغلب الكسابيين بالجبال ليس لديهم مدخول إضافة إلى عدم تعويضهم على الرؤوس التي فقدوها جراء الظروف المناخية الصعبة التي عرفها اقليم أزيلال مؤخراً”.
يقدر عدد الفلاحين الصغار بمناطق الجبلية بأزيلال آلاف في ظل موسم فلاحي إستثنائي، إذ في السنة الماضية بدأ على وقع جفاف ويعرف حاليا تساقطات ثلجية كثيفة زادت من معاناة الفلاحين والكسابين مما جعل ماشية عدد كبير تحت رحمة النفوق، ومع غياب تام للمصالح البيطرية
ويؤكد الفلاحون بالمنطقة أنه كان من المفروض تنظيم زيارات ميدانية للمسؤولين لعين المكان للوقوف على حجم المعاناة وايجاد حلول فعالة لضمان استمرار الفلاح الجبلي في ممارسة أنشطته الفلاحية التي اصبحت سنة بعد اخرى تعرف تراجعا مهولا يتطلب معه الوضع التفكير في وضع استراتيجية متكاملة بالقطاع الفلاحي على مستوى الجبل.
