يتساءل البعض عن أسباب الشعور بالراحة النفسية في فترة الصوم، فهل نستوعب الضغوطات النفسية بشكل أكبر؟ قد يعتقد البعض أن الصوم هو بمثابة حمية غذائية؟ فهل هذا صحيح؟ امام هذا وضع ذوو  الاختصاص من علم في النفس والتغذية النقاط على الحروف للتوضيح  حول ما يمر به الانسان  على الصعيد النفسي والغذائي الصحيح .

الصوم ليس مهدئا بل مدوزنا  

في هذا الاطار تحدث  الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور انطوان سعد ل greenarea.info  :” ليس الصوم وحده يخفف من  الازمات النفسية انما الذي يحصل انه  خلال هذه الفترة تعتبر  مرحلة فيها تواصل مع الاديان او الطقوس الدينية  و ليس  فقط التوقف عن الطعام للتخفيف من الاطعمة الدسمة بهدف حماية الصحة،  انما في المقابل خلال الصوم هناك نوع من ممارسة للطقوس الدينية  التي تساعد  في ان يقترب الانسان من ذاته  اكثر، الأمر الذي يخفف الضغط النفسي بفعل التاثير الخارجي، فيشعر  بالراحة الداخلية التي تنعكس  على الواقع الخارجي.  .فالعلاقة  الروحانية كلما كانت صادقة كلما كان تاثيرها اكبر على الاعصاب و تصرفات الانسان لانها تؤدي الى  تناغم  كلي في الجهاز العصبي  وبالتالي يسيطر الانسان على حاله اكثر  بمعنى أن الصوم ليس مهدئا بل  مدوزنا  لان المهدىء  يهدّىء و لكن لا يجعلك تفكربشكل صحيح  انما المدوزن  يهدّىء و يظل التفكير صحيح  ”

لا علاقة للصوم  بالطب النفسي  

بدوره اهم ما اوضحه  الاختصاصي في الطب النفسي الدكتور سمير جاموس ل greenarea.info :” ان الصوم ليس فقط الصوم عن الطعام  وإلا  كان يسمى حمية غذائية انما الصوم له طابع ديني  مقترن بمعتقدات معينة تحدد نوعيته و مدته  حيث يترافق مع الصلاة  و الصدقة في التبرعات، الأمرالذي يخفف من الغرائز الجسدية كغريزة الطعام لنحرم من لذتها.  اي نقوم بضبط الجسم للسيطرة عليه بدل  أن يسيطر علينا، فضلاعن العودة الى الخالق في الصلاة  لان الصوم لا يكون في التخفيف عن الطعام  بل  عن  الاعمال السيئة والعودة  الى السلوك الايجابي المترافق مع محبة الآخرين   كي يشعر الصائم بحقيقة الصوم .”

و الجدير ذكره حسب الدكتور جاموس :” ان الصوم ليس موجودا في الطب النفسي  كعارض سلبي او وسيلة علاجية ايجابية لانه له علاقة بالدين والايمان  اي ليس له علاقة باي ازمة نفسية او اضطربات نفسية لا سلبا ولا ايجابا  . كما و انه  يجب معرفته ايضا انه  في حال تجاوز الحد المقبول  في اتباعه اي عدم  الاقبال على الطعام ليخسر الانسان  وزنه تدريجيا بنسبة 10% عندها واجب العلاج عند الاطباء الاختصاصيين  في الغدد .”

يساعد على تقوية الصحة النفسية

من جهة اخرى ابرز ما  توقفت عنده الاختصاصية في المتابعة النفسية الجسدية  شنتال خليل ل greenarea.info:” انه  ليس فقط الصوم يخفف من  الازمات النفسية بل  بمجرد ما يلجأ الانسان الى الصلاة  بفعل الايمان و الرجاء  يبتعد عن النظرة التشاؤمية الأمر الذي يساعد على   فرز الجسم  هورمونات  الراحة و السعادة  والطمأنينة   اي الاندروفين   التي تخفف الوجع عند الانسان و السيروتونين هورمون  السعادة و الدومابين هورمون  الراحة النفسية مما تولد فينا  هذه الهورمونات لذه الحياة لتحقيق  اهدافنا من انجازات.   الدليل كم من اشخاص  عن طريق الصلاة و الايمان استطاعوا تجاوز  الكثير من امراض السرطان  بسلام لان  الصلاة تدعم الارادة القوية عند الشخص وايضا الابتعاد عما هو سلبي الذي  يضعف جهاز المناعة فاي شيء ايجابي حسب ما اكدته الدراسات العلمية  نواجه المرض بقوة لذا نرى الانسان المتشاءم الاكثر تعرضا للامراض نفسية ام جسدية  اما المتفائل والمتكل على ايمانه  فنجد الكثير من الرجاء والبسمة على وجهه. لذا فان الصوم يساعد على دعم هذه الارادة النفسية  لتقوية الصحة النفسية الجسدية  لمساعدة مجتمع متزن .”

الصوم ليس حمية غذائية

الا ان الاهم ما ذكرته  الاختصاصية في التغذية الدكتورة جانين عواد  ل greenarea.info الفرق بين الصوم و الحمية الغذائية  هو ان هذه الاخيرة  تعنى تنظيم الاكل من دون حرمان الشخص من اي ماكولات   في حال اتبعنا نظام غذائي مثالي . اما الصوم فهو حرمان  الشخص  من الطعام لفترة حوالي  50  يوما. ان الصائم  الذي يتبع حمية غذائية  فهو بمفهوم خاطىء اما الذي يتبع  الصوم   لتنظيف الجسم من السموم  فهذا جيد  للصحة على فترة خمسين يوم .”

وتابعت  الدكتورة عواد :” نجد   البعض يبتعد عن  تناول كل شيء من  لحوم او دجاج او حتى  من  مشتقات اللحوم او مستخلص اللحوم كالبيض  وغيره على مدار سنة كاملة ، الأمر الذي قد يسبّب نقصاً في فيتامين  B12  الاساسي  عند النساء  و يعرّض أجنّة الحامل لتشوه خلقي  .  لذا ما نود قوله  انه ليس خطا اتباع الصوم كحمية غذائية لفترة 50 يوم  انما الاهم ان نرى ردة فعل الجسم عندما نحرمه  من الاكل خلال الصوم ايضا ومراقبة الجسم عند تناوله  المواد الغذائية التي حرم منها  .”

مفيد ويحسن الصحة

الى رأي  الاختصاصي في التغذية الدكتور عماد طفيلي  الذي شدد عبر ال greenarea.info: ” هناك الكثير من الناس تصوم لكي  تخسر وزنها فمنها من  يبتعد  عن اللحوم لفترة معينة لمعالجة  نسبة الكوليسترول  في الدم او السكري ليعود الى المعدل الطبيعي . فالانسان عندما  يصوم  تصبح صحته  افضل  حتى  ولو كان  على مدى ست اشهر  فكلما تناول الانسان كميات قليلة  و اطعمة صحية على غرار الاجداد  كلما كانت  صحته افضل . فالصوم يفيد  الجسم لفترة طويلة اما الصوم نصف يوم اولعدة ساعات فلا يفيد  اما  اذا كان يوم كامل فيكون الافضل للصحة .”

اما  الاختصاصي في التغذية الدكتور ايلي  جاك فارس  فاهم ما توقف عنده عبر ال greenarea.info :” خلال الصوم  نجد بعض الناس تمتنع عن ماكولات تحبها  مما  تكون نوع من الحمية  على غرار ما يحصل ايام الاجداد  حيث كانوا يلجؤون الى الصوم لتنظيف جسمهم من السموم لكي تصبح صحتهم افضل . اما اليوم باتوا  يلجؤون الى الصوم  اشبه بحمية و هذا يعود الى الشخص الذي يعتمده انما المهم يجب معرفته  انه في الصيام تاكل الناس  عدة انواع  من الحبوب او مكملات غذائية  اشبه بمحتوى  البروتينات في اللحوم التي تكون قد حرمت منها  خلال الصوم   فالاهم دوزنة  الماكولات في نهاية  النهار لان اي زيادة منها نتجه الى البدانة  و اذا خفف منها نخسر وزنا  فالاعتدال في الماكولات هو الاصح .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This