وكأن لا حرمة لقانون في دولة القانون، ولا ثمة من يقيم اعتبارا لقرارات تنظيمية وإجرائية، في تحدٍ إن دل على شيء، فعلى حال التسيب الماثلة على أكثر من صعيد، ولم يأت صدور قانون حماية حماية الحيونات والرفق بها الذي وقعه قبل أشهر عدة رئيس الجمهورية استثناء، فالمخالفات مستمرة، وهي لا تطاول تسميم الطلاب الضالة والأليفة فحسب، ذلك أن تأثير السم يستهدف الإنسان في بيئته ومحيطه، ويتخطى ذلك إلى تهديد الحياة البرية وتقويض نظمها الطبيعية والإيكولوجية، ويبقى المطلوب واحدا، التشدد في تطبيق الإجراءات الرادعة، كي لا يبقى القانون حبرا على ورق.

 

جرائم بالجملة!

 

فوجئنا اليوم بأكثر من حادثة تسميم لكلاب شاردة في أكثر من منطقة، وكنا أمام جرائم لم تأتِ فرادى، ولا يزال هذا الملف حاضرا ينتظر اتخاذ تدابير عاجلة لوقف الجرائم وهي تتوال بالجملة، مع تتصاعد وتيرة الإجرام لتطاول مزيدا من الكلاب، فيوم أمس تم خلط قطع من الدجاج بسم “اللانيت” الخطير في بلدة سلعاتا في شمال لبنان، وقد انتشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، وثمة من توجه بإصبع الإتهام إلى البلدية، كما وانتشر فيديو لتسميم خمس كلاب أيضا في بلدة صليما واليوم صباحا جريمة أخرى ولكن بحق كلبين وبنفس الطريقة قتلا داخل سياجهما بواسطة “اللانيت” ايضا وهو السم المتفلت الذي يستطيع أي كان الحصول علية بأبخس ثمن وبدون أي مراقبة، إضافة إلى “تسميم أربعة كلاب أمس في بلدة صليما من قبل البلدية”، وفق ما أشار ناشطون صباح اليوم.

WhatsApp Image 2018-03-03 at 8.45.08 AM

استباحة القانون

 

في هذا السياق، واكب greenarea.info اليوم بعض هذه الحالات، خصوصا وأن هذه الجرائم لا تستهدف هذه الحيوانات بقدر ما تستهدف الدولة في هيبتها وحضورها.

وأشار ستيفن بو عز من بلدة العقيبة إلى أنه استفاق اليوم ليجد كلبيه وقد نفقا وبجانبهما أكياس تحتوي على مادة “اللانيت”، وقال بو عز لـ greenarea.info بأنه يهتم “بالكلبين الأم (15 سنة) وابنها (8 سنوات)”.

وأضاف: “أضعهما في مكان مسيج ولا يسببان الإزعاج لأحد، والأم ودودة ويعرفها أهل البلدة ولا تتعرض لأي كان، ولذلك نقوم بإفلاتها أحيانا، أما ابنها فلا نقوم بإفلاته أبدا وهو يخرج برفقة والدي الذي يهتم بهما”.

وتابع بو عز: “يتملكني شعور بالغضب والحرقة، إذ كيف يستباح القانون بشكل يتنافى مع أدنى شعور بالرحمة، وبعيدا من أية قيم إنسانية”.

وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أنه “انطلقت مبادرات عدة في بعض البلديات والمناطق لإيجاد حلول مدروسة لهذه المشكلة”.

WhatsApp Image 2018-03-03 at 8.45.09 AM

بزال: قانون الرفق بالحيوان

 

وقال رئيس مصلحة الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور باسل بزال لـ greenarea.info “أن لا تناقض بين الإنسانية في التعامل مع الحيوان والرحمة والرفق به، والاهتمام بالانسان”.

وأضاف: “بناء عليه، فإن الوزارة تدعو للرحمة في التعامل مع هذه الحيوانات وفقا للقانون وبطرق أكثر إنسانية، كما ان القانون يجرم المعتدين على هذه الحيوانات ويقاضيهم”، وأشار إلى أن “هناك جهلا لدى البعض في هذا المجال، وثمة ضرورة للتوعية حول قانون الرفق بالحيوان الذي شاركت وزارة الزراعة بإعداده”.

وأكد بزال “اننا مستعدون لشرح القانون وسبل تطبيقه وتفسير بنوده وهذا دورنا وواجبنا”، وختم: “سنتعاون مع مختلف الحالات والبلديات التي لديها أي مشكلة كلاب شاردة وهذا واجبنا”.

WhatsApp Image 2018-03-03 at 8.45.09 AM (2)

نحفاوي: إعلان حرب

 

غنى نحفاوي الناشطة في مجال الدفاع عن الحيوانات، أشارت لـ greenarea.info إلى أن “الدولة من خلال بعض اجهزتها قد أعلنت الحرب على الكلاب الشاردة والاليفة، ومن يقوم بهذه التصرفات كائنا من يكن يجب اعدامه بإبرة الرحمة!”.

وقالت: “إعلان الحرب هذا بدأ مع مجزرة بلدية الغبيري لتتوالى المجازر تحت جنح الظلام، ومن عدة بلديات متحججين بوفاة المظلوم الشاب ايلي نافعة، وايضاً بسبب عجزهم على معالجة الأمر بالشكل القانوني والبيئي الصحيح، ولان معظم البلديات استسهلت تسميم الكلاب بدلا من التطعيم والخصي والمعالجة والبحث عن امكنة (اقله أرض لكل اتحاد بلديات)! وبما أنها لم تحاسب وتجرم وفقا للقانون، فإن هناك بلديات وأفراد يقومون بأعمال وجرائم مشابهة، والغريب أن أحدا لم يفهم بعد اهمية هذه الكلاب في البيئة وضرورة التعامل معها بطرق لائقة حضارية وانسانية، وأن قتل كلاب بمنطقة معينة سيترك الساحة لكلاب جديدة غريبة عن المنطقة، وقد تكون فعلا مؤذية لأن الكلاب تتصرف وفقا لـ (غريزة القطيع) تمنع دخول كلاب جديدة من قطيع آخر للمنطقة المسيطرة عليها”.

وأضافت: “صحيح أن وزير الصحة دعا لمعالجة الموضوع بشكل بيئي وقانوني سليم، لكن لا أحد يسمع، لا بلديات ولا مسؤولين!”، وأشارت إلى أن هناك عبئا على الجمعيات التي لم يعد باستطاعتها ولا ضمن امكانياتها المواجهة ومعالجة الوضع وتقييمه بدون دعم وتبرع وتطوع”.

وختمت نحفاوي: “كل يوم سنبكي على مقتل كلاب بريئة على أيدي قسم كبير من جهال الشعب والبلديات! اما قانون الرفق بالحيوان، فيبدو أنهم مسحوا كلماته بدماء الكلاب التي تقتل وتسمم، خصوصا وأن المسؤولين لا يقومون بواجباتهم ويمنعون تطبيق القانون ويحمون المجرمين”.

http://https://youtu.be/pU9Mhyza3U8

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This