من المتعارف عليه بين المدخّنين، أن عملية التوقّف عن التدخين ، مهمة صعبة تتطلّب الإرادة القوية أولاً والقوة البدنية ثانياً. ورغم الأمثلة الكثيرة الواقعية والملموسة عن أضرار التدخين، إلا أن لا شيء يردع المدخنين.
في هذا السياق، وفي أمل جديد للعلماء للحد من الوفيات الناجمة عن مشكلة التدخين، حدد علماء من ألمانيا خمس حقائق عن التدخين وصحة الدماغ يجب على كل فرد معرفتها، عسى أن تساعد المدخنين في اتخاذ أهم قرار حاسم في حياتهم.
الحقيقة الاولى تتعلق بالنيكوتين الموجود في السجائر والذي تمتصه مستقبلات الدماغ، إذ ينشط النيكوتين منطقة الدماغ التي تشارك في توليد الشعور بالمتعة والتشجيع. لذلك عندما يدمن الشخص على النيكوتين يصبح من الصعب عليه التخلي عنه لأن التدخين يولد لديه الشعور بالطمأنينة والهدوء، وعند عدم وجود النيكوتين يتهيج الشخص ويصبح عصبيا وقلقا.
الحقيقة الثانية تشير إلى أن الإفراط في التدخين يضعّف ويصغّر حجم الدماغ، إذ يسبب التدخين انخفاض النشاط المعرفي للشخص، مع العلم أن تأثير التدخين يبقى سنوات طويلة بعد أن يترك الشخص التدخين. لهذا السبب المدخنون أكثر عرضة لخرف الشيخوخة بنسبة تصل إلى 79 بالمئة. كما أن المدخن يعاني من الأرق وتوقف التنفس أثناء النوم وهذه بحد ذاتها تزيد من خطر الخرف.
الحقيقة الثالثة هي أن التدخين يخفّض مستوى الذكاء،لأن تدفق الأكسجين إلى الدماغ، مقابل ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون، وهذا يؤثر سلبا في هيموغلوبين الدم. وهذا يؤدي إلى انخفاض القدرة على تحليل المشكلات وحلها في العمل.
بالإنتقال الى الحقيقة الرابعة، تتعلق بتأثير التدخين على التركيز، لأنه يخفض قدرة الإنسان في التركيز على مسألة ما، بسبب قلة الأكسجين الوارد إلى دماغ المدخن، ما يجعله يشعر بالتعب والإرهاق بسرعة.
الحقيقة الأخيرة حتمية وطبية، تتلخّص بأن المدخنين هم أكثر عرضة للجلطة الدماغية، لأن وجود النيكوتين في الدم يجعله أكثر كثافة. وهذا يزيد من احتمال تكون اللويحات في الشرايين التي تنقل الدم إلى الدماغ. وهذا يعني أن احتمال الإصابة بالجلطة الدماغية يزداد كثيرا.