إن المرأة في المنطقة العربية تعاني العديد من الانتهاكات من قبل التمييز وعدم المساواة في القانون وفي الممارسة. وتتفاقم هذه المعاناة، خاصة في ظروف الحروب والنزاعات الداخلية والإقليمية التي شهدتها، ولا زالت تشهدها المنطقة العربية، علاوة على المعاناة من أعباء الفقر المتزايد، وما ينجم عن ذلك من تأثيرات سلبية على حقوق المرأة الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن الفجوات الموجودة في النصوص القانونية لعدد من الدول، والتي لا تتلاءم مع المعايير الدولية في هذا المجال، مما يسهم في تعميق معاناة النساء.
علينا كجمعيات وهيئات محلية وطنية أن نقوم أيضاً من منطلق مسئولياتنا، على المستوى المحلي، بالعديد من المبادرات، مثل حث حكوماتنا على رفع  تحفظاتها على مختلف القوانين الدولية ذات الصلة بحقوق النساء، ومساعدة الدولة على جعل نصوصها الوطنية متلائمة مع التزاماتها الدولية في مجال حقوق النساء، بالإضافة إلى تشجيع الحكومات العربية على مواصلة تعزيز الضمانات القانونية الكفيلة بتعزيز المساواة بين الجنسين، بما في ذلك مواءمة التشريعات المحلية في المجال نفسه مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وتقديم المشورة والرأي على مستوى تطوير وتحسين آليات الرقابة والحماية والوقاية في هذا الشأن من أجل النهوض بثقافة حقوق الإنسان.
أن الاتفاقيات الدولية للقضاء على جميع اشكال التميز ضد المرأة هي الإطار المرجعي الدولي الاساسي الذي يحدد المعايير الدولية الكفيلة بحقوق المرأة وتعزيزها.
ورغم ان غالبية الدول العربية صدقت على هذه الاتفاقية انما ابدت تحفظات على بعض بنودها، وخاصة تلك المتعلقة بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الدساتير، واتخاذ التدابير السياسية والتشريعية ذات الصلة وكذا، كما حق المرأة في منح الجنسية لاطفالها، والاهلية القانونية والمساواة في العلاقات البشرية مما يجرد هذه الاتفاقية من مضمونها.
ان ابعاد المرأة عن العمل هو أبرز مظاهر التخلف الاقتصادي والاجتماعي للعالم العربي، ولا يتم تعزيز دور المرأة الا من خلال العمل في كافة الميادين، ويبدو ان الثقافة التقليدية في بعض المجتمعات العربية تقف امام مساواة المرأة بالرجل. ويجب تجاوزذلك من خلال تطوير المناهج الدراسية ودور وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروئة في العالم العربي والاهتمام ببرمجة وتوجيه الثقافة لخدمة المرأة وأبرزها دورها في تطوير وتقدم المجتمع.
 واخيرا” هناك تحد وهو نظرة المرأة لنفسها، في بعض الاحيان تكون عدوة نفسها ولا تناصر قضاياها، وهذه اهم التحديات التي تواجه المرأة، وبالتحديد هناك تحدي نظرة المرأة لنفسها لان المرأة اذا اقتنعت بأنها انسان كامل الاهلية في المجتمع ومن ثم كامل الحقوق وبالتالي نكون قد تجاوزنا معضلة اساسية وهي اقتناع المرأة بنفسها ودورها ان تعمل على المحافظة على المكتسبات لا بل تزيدها.
كل عام وانت سيدتي بألف خير.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This