منذ سنوات وشبح الجفاف يحوم حول بلدان الشرق الأوسط، وخصوصاً العراق الذي شهد معرك وحروب عديدة أثرت بشكل كبير على البنى التحتية، مصادر المياه العذبة وتصدّع السدود المائية، إضافة إلى تقلبات الطقس التي نتج عنها عدم كفاية المتساقطات المطرية لسد رمق الشعب العراقي من المياه !!
وفي حين استفحلت هذه الأزمة في السنتين الأخيرتين، وحذّر الكثير من الخبراء من أزمة جفاف تلوح في الأفق، يبدو أن حالة الطوارىء يجب أن تعلن بعد أن أعلن وزير الموارد المائية في العراق إنخفاض مستويات المياه التخزينية في سد الموصل لأكثر من مليار ونصف م3 !!
وقد أكّد على ذلك مدير مشروع سد الموصل رياض عز الدين في حديث له لافتاً الى أن تساقط الأمطار خلال الشهر الماضي لم تنفع السد، موضحا أن واردات سد الموصل تأتي من جنوب تركيا.
وقال عز الدين في حديث لـ السومرية نيوز، إن “مستويات المياه التخزينية في السد أنخفضت الى اكثر من مليار ونصف المليار متر مكعب، حيث يبلغ المخزن الان بحدود مليارين و500 مليون متر مكعب بعدما كانت بحدود 4 مليار العام الماضي من أصل 11 مليون وهي الطاقة الاستبعابية للسد”، عازياً ذلك الى “قيامنا باطلاق كميات تنحصر بين 200 الى 350 متر مكعب في الثانية وهذه الكمية ترتبط بالسياسة المائية التي تضعها وزارة الموارد المائية”.
فهل تكفي مياه السدود الأخرى لسد حاجات العراق وإبعاد شبح الجفاف عنه؟
الخبير في شؤون المياه في الشرق الأوسط، قال في حديث لـ greenarea.info، أن الطاقة الاستيعابية لخزين السدود العراقية يتراوح بين 100-120 مليار متر مكعب، لكن ما هو موجود فعلياً من خزين مائي حي يتراوح بين 9-13 ملياراً متر مكعب في ألتقديرات المتفائلة بعد هطولات الأسابيع الأخيرة. لقد توقفت عدداً من محطات التنقية لمياه الشرب في مدن جنوبي العراق وكذلك توقف بعض عنفات المحطات الحرارية لإنتاج الكهرباء عن العمل بسبب نقص المياه وخفضت الخطة الزراعية بنحو 2 مليون هكتار عن السنوات السابقة واضطرت عائلات كثيرة من سكنة الأهوار مع مواشيها إلى الرحيل من مناطق سكناها لجفاف بعض مناطق الأهوار.
وبالتالي، فبرأي الربيعي، إن استمر الوضع على ما هو عليه يجب أن تعلن الحكومة حالة الطوارئ القصوى في الأقل لتوفير ماء الشرب للسكان في أشهر الصيف القادمة!!!.
مشكلة العراق المائية ليست جديدة، فماذا تنتظر الحكومة لإعلان حال طوارىء ؟