ترتفع أعداد الوفيات يوماً بعد يوم في بريطانيا، من دون تحديد الأسباب المباشرة أو غير المباشرة، فقد توفي أكثر من 10 آلاف شخص خلال الأسابيع القليلة الأولى من عام 2018، بشكل أكبر من المعتاد في هذا الوقت من السنة.
واقع الأمر أدى إلى حالة ذعر بين المواطنين والمسؤولين في آن واحد، ويقول الخبراء إن الوفيات الإضافية في بريطانيا وويلز، والتي تعادل حالة وفاة واحدة كل 7 دقائق، ليست ناتجة عن الإنفلونزا أو سوء الأحوال الجوية. وأقر المسؤولون الصحيون بارتفاع المعدل بنسبة 12%، ولكنهم لم يعطوا إشارة إلى أي أسباب محتملة.
في هذا الإطار، وفي ظل التخوّف من حصاد المزيد من الأرواح، طالب الباحثون في جامعة أكسفورد وكلية لندن للصحة والطب المداري، بإجراء تحقيق في معدلات الوفيات المتزايدة. ويقولون إنه من غير المحتمل أن يكون أحد العوامل، مثل الفيروس، هو السبب المباشر لأن الزيادة لم تحدث في أي مكان آخر في أوروبا أو آسيا. وبدلا من ذلك، يقترح الباحثون أن السبب ربما يكون أكثر تعقيدا، مشيرين إلى وجود مشاكل في مستشفيات دائرة الصحة الوطنية NHS، والرعاية الاجتماعية.
وسلط مقال افتتاحي في المجلة الطبية البريطانية، الضوء على احتمال زيادة هذه المعدلات، في حال لم يتم توفير المزيد من أسرة المستشفيات هذا الشتاء.
وبهذا الصدد، قال داني دورلينغ، أستاذ الجغرافيا في جامعة أكسفورد: “من الممكن أن يؤدي إنهاء العمليات الطارئة وفتح الأسرّة إلى تفادي حدوث شيء أسوأ من ذلك. وكان لدينا زيادة مماثلة في عدد الوفيات خلال عام 2015، لذا يبدو أن الأمر مرتبط بتدهور نظام الرعاية الصحية والاجتماعية بأكمله”.
ويأتي ذلك بعد أن حذرت الصحة العامة في بريطانيا من حدوث ارتفاع في معدلات الوفيات هذا الشتاء. وقال البروفيسور بول كوسفورد، المدير الطبي لمؤسسة PHE: “كانت هناك فترة حوالي 4 أسابيع أو أكثر، وصل فيها معدل الوفيات إلى مستويات أعلى من المتوقع”.
وأوضحت لوسيندا هيام، من كلية لندن للصحة والطب المداري، قائلة: “إن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية لا تأخذ التباطؤ في تحسين معدلات الوفيات على محمل الجد”.
وقالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: “نحن ملتزمون بمساعدة الناس على العيش حياة طويلة وصحية، وهذا هو السبب في إعطاء NHS الأولوية في ميزانية الخريف، مع 2.8 مليار جنيه إسترليني، بالإضافة إلى مبلغ 10 مليارات جنيه إسترليني المخطط تخصيصه لعامي 2020/21”.