الرئيس المهووس بمعاداة كل أمم الأرض، متهماً إياها بأنها تتربص على أبواب بلاده، لتنقض عليها، والذي رفض التوقيع على “إتفاقية باريس المناخ” التي تهدف الى إنقاذ كوكب الأرض من كوارث طبيعية حتمية نتيجة التغيير المناخي الحاصل بسبب الغازات الدفيئة التي تنبعث من شركاتٍ رأسمالية مدعومة أصلاً من ذو الشعر البرتقالي، رفض التوقيع بحجة أن الأمم الفقيرة ستسرق ثروة بلاده وتعيد توزيعها فيما بينها، لابل أكد أن قصة التغير المناخي، هي مجرد كذبة اخترعها الصينيون الملاعين.
الرئيس الأميركي الذي قال عام 2016 خلال حملته الانتخابية: “الخليج لا يفعل شيئاً ولا يملكون شيئاً إلا المال. سأجعلهم يدفعون لنا.. لدينا دين عام يقدر بـ 19 تريليون دولار ونحن لن ندفع هذه الديون.. هم سيدفعون”.باع منذ أيام أسلحة فتاكة الى الملك السعودي، الذي لاتزال فتاوى حثالة مشايخه تهاجم الأبرياء في سوريا، ولاتزال مدافعه تُهدد يومياً ملايين اليمنيين بالموت.
وقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال استعراضه لقيمة الصفقات العسكرية بين بلاده والسعودية، أنها إستثمارات، لافتاً إلى أن المبلغ يصل إلى مئات مليارات الدولارات. مؤكداً أن هذه الصفقات إنما لتحمي السعودية نفسها!!!
ممن ستحمي نفسها السعودية؟ من جيرانها !!!
من اليمن والعراق البلدين المنهكين من حروب شنتها ولاتزال عليها مملكة الرمال ذاتها، أم من الأردن الذي لاحول ولاقوة له، تحمي نفسها من أصدقائها في الإمارات وعُمان.
يَكذُب عليهم ترامب، وملكهم يضحك، يُخيفهم من إيران، كونها تَضُج مضاجعِه ليلاً نهاراً بقوتها النووية، وفاء شعبها، وتطورها المستمر والدائم،وهو بذلك يريد أن يُخلص “إسرائيل”من خطر داهم يُهددها، و يستثمر أموالهم، ليدعم دون أدنى مراعاة للقوانين الدولية، الكيان الصهيوني كي يستمر الأخير في قضم الأراضي الفلسطينية.
يتهم الحرس الثوري الإيراني، بتسليح اللجان الشعبية الحوثية في اليمن، وتمكينها من تنفيذ عمليات عسكرية، فيما هو يوقع اتفاقيات بمبالغ تكفي لاطعام الملايين من جوعى اليمن،ولمدة عام كامل، اليمن الذي كان قبل يدخله “الإستعمار الجديد” والقوى الامبريالية العالمية يمناً سعيداً.
والأمر المثير للسخرية هو أن السيد ترامب يتهم روسيا بالتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للدول الأخرى، عبر أجهزة استخباراتها، وينسى أن المخابرات الأميركيةCIA لها باع طويل في تلفيق تهمة أسلحة الدمار الشامل التي بموجبها تم تدمير العراق وتجويعه، بعدما كان من أخصب بقاع الأرض.
وأن تلك المخابرات تدعم أذرعاً سريةً، تدخلت وتتدخل يومياً في السياسات الداخلية للبلدان المعادية للامبريالية (فنزويلا،كوبا،البرازيل وغيرها)، لتثير الفوضى والخراب فيها، تحت راية نشر الديمقراطية، .
يتهم كوريا الشمالية بأنها تهدد السلم العالمي، وهو يتسلح بماقيمته فقط 700مليار دولار(أعلن ترامب ذلك للصحفيين عقب تهنئته للرئيس بوتين بفوزه بالانتخابات).
يَستثمِر مُتزعم “التحالف الدولي” (هذا هو الإسم المستعار للإستعمار الجديد)، أموال الخليج ليَقتُل الشعب السوري، و ينهب ثرواته، ويُدمر الحياة الطبيعية فيها، مشجعاً وداعماً المجموعات الإرهابية، في نشرها لسياسة القهر،الجهل والموت، ولايتوقف عن إتهام الحكومة السورية بقتل المدنيين بالسلاح الكيماوي. ويضع المستثمر القاتل بالتعاون مع حليفته “بريطانيا”، شروطاً للمشاركةِ في إعادةِ إعمارِ سوريا، فقد صرح وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون (وصفته الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا بأنه: مُبتدئ ومسموم بالكراهية) : “إن بريطانيا والولايات المتحدة، لن تدعما إعادة إعمار سوريا، حتى يتم الانتقال السياسي بعيداً عن الأسد”.
كيف لا والأسد شوكة في حلق صديقتكم إسرائيل.
ولكن يبقى السؤال الأكبر هو: لقد رَحَلَ صدام حسين لماذا لم تعيدوا إعمار العراق، أو على الأقل زراعة نخلة واحدةٍ فيه؟ ورحل زين العابدين بن علي ، ماذا عَمَرتُم في تونس؟، وكذلك في مصر وليبيا وهايتي وبنما وأخيراً في البرازيل….في كل الأمم التي طالتها غزواتكم، لم يتم إعمار حجراً واحداً، وإنما أشبعتم الشعوب بالوعود والزيارات والوفود، أيها المُستَثمِرون.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This